مناهضو التطبيع في المغرب عن رسو سفينة إسرائيلية في طنجة: مشاركة في إبادة غزة

22 يونيو 2024
تظاهرة لإسناد فلسطين ورفض التطبيع في الرباط (11/2/2024 الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وسائل إعلام كشفت عن رسو سفينة إسرائيلية في ميناء طنجة المغربي للتزود بالوقود والطعام، مما أثار ضجة واستنفار مناهضي التطبيع في المغرب.
- نشطاء ومنظمات غير حكومية في المغرب عبروا عن رفضهم الشديد لهذا الفعل، معتبرينه دعماً للعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وتجاهلاً للمواقف المغربية الرافضة للتطبيع.
- "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" أصدرت بياناً تدين فيه رسو السفينة الإسرائيلية، معتبرة ذلك مشاركة في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وتفريطاً في السيادة الوطنية المغربية.

أثار كشف وسائل إعلام عن رسو سفينة إسرائيلية في طنجة للتزود بالوقود والطعام، خلال رحلتها من الولايات المتحدة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، مناهضي التطبيع، الذين سارعوا، اليوم السبت، إلى دعوة هيئاتهم إلى عقد اجتماعات طارئة للرد على ما اعتبروه "خطوة مدانة، ومشاركة في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني".

وكانت صحيفة غلوبس الإسرائيلية قد كشفت عن وصول سفينة الإنزال الجديدة التابعة للبحرية الإسرائيلية INS Komemiyut إلى ميناء مدينة طنجة المغربية للتزوّد بالإمدادات، في طريق إبحارها من الولايات المتحدة إلى إسرائيل. وذكرت مصادر مطلعة للصحيفة أن السفينة الحربية الجديدة وصلت إلى إسرائيل هذا الأسبوع، وأنه جرى خلال رحلتها نقل الإمدادات والمعدّات على متنها في ميناء طنجة، الأكثر ازدحاما في أفريقيا، والذي يقع جنوب مضيق جبل طارق، وأنه خلال ذلك أوقفت السفينة جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بموقعها.

وعلمت "غلوبس" أن أول سفينة إنزال اشترتها إسرائيل، والتي وصلت إلى حيفا في سبتمبر/ أيلول الماضي، وهي "آي إن إس نحشون"، رست أيضا في طريقها إلى المغرب.

وأثار خبر رسوّ سفينة إسرائيلية في طنجة جدلا في المغرب، حيث أبدى نشطاء مناهضون للتطبيع رفضهم وإدانتهم الأمر. وقال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، لـ"العربي الجديد"، أنه جرت الدعوة إلى اجتماع طارئ لـجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية)، للبحث في الأمر واتخاذ الموقف والقرار المناسبين. واضاف: "إنها فضائح الحكومة وهذه السلطات تتناسل ولا يمكن السكوت عنها. ولتتحمل كل جهة مسؤوليتها. التاريخ لا يرحم أحدا. سنعقد اجتماعا طارئا لاتخاذ القرار المناسب".

"الجبهة المغربية" تنتقد

ودان منسق "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"(غير حكومية)، محمد الغفري، رسوّ سفينة إسرائيلية في طنجة، وقال لـ"العربي الجديد": "السماح برسو السفينة الحربية الإسرائيلية يعتبر، مع كامل الأسف، مشاركة في عملية إبادة الشعب الفلسطيني، ودعما ومساهمة في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة". وسارعت الجبهة إلى إصدار بيان، ظهر السبت، اعتبرت فيه أن الحكومة المغربية "تجاهلت كليا الرسالة المفتوحة للجبهة في الأول من يونيو/ حزيران الجاري، بشأن ضرورة تلافي استقبال سفن داخل مناطق تحت السيادة المغربية، يمكن أن تحمل متفجّرات أو ذخائر أو أسلحة إلى جيش الاحتلال".

وسجلت "الجبهة المغربية" أن سفينة "كوميميوت "INS Komemiyut" عسكرية تابعة لبحرية جيش الاحتلال الذي يقوم حاليا بحرب إبادة حقيقية ضد الشعب الفلسطيني، آتية من الولايات المتحدة، رست في ميناء طنجة في السادس من شهر يونيو/ حزيران الحالي، قصد التزوّد بالوقود والطعام، لتواصل إبحارها نحو ميناء حيفا من دون أن يصدر عن الدولة المغربية أي رد فعل". وأضافت: "لم تقم السلطات المعنية بتوقيفها أو تفتيشها أو حجزها ومن فيها أو منعها من الرسو، أسوة بالحكومة الإسبانية التي منعت السفينة "ماريان دانيكا" (MARIANNE DANICA) من الرسو في ميناء قرطاجنة في 21 مايو/أيار المنصرم". واعتبرت أن "غضّ الطرف عن مرور مثل هذه السفن ليس فقط خرقا لقرار محكمة العدل الدولية، على إثر دعوى جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني، بل تشجيع للعدو الصهيوني ومشاركة في حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وتفريط في السيادة الوطنية لبلادنا".

 استخفاف بإرادة الشعب

واعتبر عضو المكتب المركزي لـ"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، محمد الرياحي، رسو سفينة إسرائيلية في طنجة "إمعاناً في الاستخفاف بإرادة الشعب المغربي الرافض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم، وإصرارا من الدولة المغربية على مزيد من التورّط في دعم الانتهاك الصهيوني الصريح للقانون الدولي الإنساني، والخيانة الفاضحة لدماء الأبرياء في غزة، وفي كل فلسطين". وقال الرياحي لـ"العربي الجديد": "ندين في الهيئة المغربية هذه الجريمة النكراء غير المبرّرة أو غير المفهومة بكل المعايير الإنسانية والوطنية والقانونية والسياسية والإسلامية، ونبرأ إلى الله من هذه الخيانة وهذه الفضيحة التي ستبقى وصمة عار في سجل المطبّعين". وأضاف: "كيف يعقل أن تسمح الدولة المغربية بهذا الفعل الشنيع في الوقت الذي تفرض فيه إسبانيا وبلجيكا وفرنسا ودول أخرى حظرا على بيع الأسلحة أو تسهيل وصولها إلى الكيان الصهيوني، اصطفافا إلى جانب الشعب الفلسطيني ومطالبه العادلة".

ومنذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشارك المغاربة في فعاليات تضامنية مع غزة بشكل شبه يومي، من أبرزها المسيرة المليونية التي نظمت في 15 من الشهر نفسه في العاصمة الرباط.