أعلن السودان تعهده من جديد بالاستمرار في المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، و في أي وقت، حال تغيير منهج التفاوض الحالي.
التعهدات السودانية جاءت في خطاب بعث به وزير الري والموارد المائية ياسر عباس، اليوم الخميس، لوزيرة التعاون لجنوب أفريقيا، رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، والتي ترعى جولات التفاوض الحالية.
وشدد الخطاب على أن السودان لم يعد قادراً على احتمال المشاركة في مفاوضات لا تفضي إلى نتائج، ولا تقدم حلولاً ذات قيمة.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، رفض السودان المشاركة في جولات التفاوض، مشترطاً العودة لها بمنح خبراء الاتحاد الأفريقي دوراً أكبر في التدخل وتقديم مقترحات لتقريب وجهات النظر في القضايا محل الخلاف، وطرح الوفد السوداني، أمام كل من مصر وإثيوبيا، مقترحات خاصة في هذا الصدد، أعدها في ورقة متكاملة سلمها للوفود المشاركة وللاتحاد الأفريقي.
وذكر خطاب وزير الري والموارد المائية، أن المذكرة التفاهمية التي قدمتها بلاده تعد أرضية يمكن بدء التفاوض حولها، مبيناً أن اجتماع وزراء الري والخارجية الذي انعقد الأسبوع الماضي قرر عقد اجتماعات ثنائية اختيارية بين الخبراء وكل من الدول الثلاث على حدة لمناقشة وتحديد نقاط الاختلاف تحضيراً لمسودة ثانية للاتفاق، مشيراً إلى أن السودان تقدم على إثر ذلك بطلب لترتيب اجتماع ثنائي مع خبراء الاتحاد الأفريقي في 3 يناير/كانون الثاني الحالي للتحضير للاجتماع الوزاري الثلاثي الذي اتفق على عقده الأحد المقبل، لكنه فوجئ بدلاً عن ذلك بدعوة لاستئناف التفاوض الثلاثي، مما اعتبره تراجعاً عما تم الاتفاق عليه، وإهداراً للوقت، حسب ما جاء في رسالة الوزير.
إلى ذلك، عبّر وزير الري والموارد المائية السوداني، في رسالته تلك، عن قلقه البالغ من إعلان وزير الري والكهرباء الإثيوبي عن نية بلاده المضي قدماً في تنفيذ الملء للعام الثاني البالغ 13.5 مليار متر مكعب من المياه في شهر يوليو/تموز المقبل، دون إخطار مسبق ودون توقيع اتفاق أو تبادل للمعلومات مع خزان الروصيرص السوداني، مما يعتبر تهديداً مباشراً للسد ولحياة القاطنين على ضفاف النيل.
وأضاف عباس أن تلك الخطوة لها أثر سالب يشابه الأثر الذي أحدثه الملء الأول في يوليو/تموز الماضي بحوالي 5 مليارات متر مكعب، وتسبب في مشاكل في محطات مياه الشرب بالعاصمة الخرطوم.