لا يأخذ ملف تحرير المناطق السورية، التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أولوية لدى النظام السوري، الذي يعتبر أن معركته الأهم هي ضد فصائل المعارضة السورية. هذا الأمر أكدته زيارة وفد من النظام السوري إلى بغداد أخيراً برئاسة وزير خارجية النظام، وليد المعلم، إذ كشف عضو بارز في البرلمان العراقي عن التحالف الوطني الحاكم لـ"العربي الجديد"، عن أن الوفد أكد عدم استعجال النظام الحرب على تنظيم "داعش"، خصوصاً في المناطق البعيدة عن دمشق مثل الرقة ودير الزور. وجاء الموقف السوري رداً على طلب عراقي من رئيس الوزراء، حيدر العبادي، حول حسم ملف الحدود الساقطة عسكرياً بين البلدين تحت سيطرة تنظيم "داعش" والمجاورة لمدينتي ربيعة والقائم غرب وشمال العراق، اللتين تضمان المعابر الرسمية بين البلدين، مع تأكيد بغداد أن دمشق لا تبذل جهداً كبيراً في ملف قتال التنظيم على حدودها الغربية والشمالية.
تسريبات النائب في البرلمان العراقي أكدها مسؤول عسكري بارز تحدث عبر الهاتف من بغداد مع "العربي الجديد"، مؤكداً أن النظام السوري يعتبر أن المعركة مع "داعش" تأتي في المرتبة الثانية بأهميتها بعد المعركة مع فصائل المعارضة السورية المسلحة. وكان المعلم قد وصل إلى بغداد في 25 من الشهر الحالي على رأس وفد ضم قيادات أمنية وعسكرية ومستشارين لنظام بشار الأسد، فضلاً عن سفير النظام في بغداد صطام الدندح.
ووفقاً للنائب العراقي، فإن علامات الحيرة ارتسمت على وجوه المسؤولين العراقيين، ومنهم العبادي، بعد رد المعلم على سؤال أثاره رئيس الوزراء العراقي في معرض شرحه لمعركة الموصل بأنها آخر المعارك الكبرى مع "داعش" وأن العراق بعدها سيدخل مرحلة تطهير الجيوب الصغيرة للتنظيم، ويجب إغلاق الحدود بين البلدين، وأنه يطمح إلى عمليات مماثلة على الحدود من قِبل السوريين تكون مماثلة لما يقوم به العراقيون. وكان رد المعلم بأن "الأولوية للقيادة السورية الآن ليست داعش، خصوصاً في دير الزور والرقة، وأن الخطر الأكبر هو من الفصائل التي تدعمها دول عربية وأجنبية".
ولفت النائب إلى أن "الطلب العراقي كان واضحاً، وهو إغلاق الحدود مجدداً من خلال استعادة السيطرة على المدن الحدودية الساقطة بيد التنظيم، وهذه المهمة مشتركة بيننا وبين السوريين، وإذا لم يتحقق ذلك سيتعيّن على العراق أن يستقبل مزيداً من موجات المقاتلين التابعين لداعش، حتى إذا تم تحرير الموصل وباقي مدن الأنبار"، مؤكداً أن المعلم أعاد العبارة مرة أخرى بالقول: "هذا ملف شائك والتحالف الدولي يتولى إضعاف داعش في تلك المناطق، ونحن لدينا معارك أكثر أهمية من معارك داعش"، وكان يقصد الفصائل المعارضة وفقاً للنائب نفسه.
اقــرأ أيضاً
وفي السياق نفسه، قال مسؤول عسكري عراقي في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن "العراق أجّل معركة السيطرة على القائم وبلدات حدودية أخرى، لأنها ستكون بلا معنى واستنزافاً لقواتنا ما دامت الحدود السورية مفتوحة وتتدفق منها موجات من المقاتلين يومياً"، مشيراً إلى أن "النظام السوري لا يرى في داعش خطراً مباشراً أو وشيكاً عليه عكس العراق".
وعن هذا الموضوع، قال الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، مروان قبلان، إن "النظام السوري يعتبر أن معركته هي مع فصائل المعارضة المسلحة، التي من الممكن أن يقبلها العالم كشريك في عملية التسوية السياسية مستقبلاً في سورية". ولفت قبلان في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن معركة النظام السوري مع "داعش" مؤجلة لأن نتائجها محسومة وستكون مدخلاً لإعادة تأهيل النظام مجدداً، فإذا كان للمجتمع الدولي خيار فإنه سيختار النظام على حساب "داعش" في تلك المعركة.
وأضاف أن "هدف النظام الأساسي التخلص من فصائل المعارضة المقبولة دولياً، والتي من الممكن أن تُفرض عليه كشريك في الحكم، بينما داعش لا يمكن أن يكون شريك النظام في حكم سورية، وبالتالي مصلحة النظام الأولى هي إنهاء هذه الفصائل"، معتبراً أن "داعش هو تبرير بقاء النظام واستمراره، والقضاء على التنظيم يعني ضرورة الاتجاه إلى تسوية مع فصائل المعارضة".
اقــرأ أيضاً
ولفت النائب إلى أن "الطلب العراقي كان واضحاً، وهو إغلاق الحدود مجدداً من خلال استعادة السيطرة على المدن الحدودية الساقطة بيد التنظيم، وهذه المهمة مشتركة بيننا وبين السوريين، وإذا لم يتحقق ذلك سيتعيّن على العراق أن يستقبل مزيداً من موجات المقاتلين التابعين لداعش، حتى إذا تم تحرير الموصل وباقي مدن الأنبار"، مؤكداً أن المعلم أعاد العبارة مرة أخرى بالقول: "هذا ملف شائك والتحالف الدولي يتولى إضعاف داعش في تلك المناطق، ونحن لدينا معارك أكثر أهمية من معارك داعش"، وكان يقصد الفصائل المعارضة وفقاً للنائب نفسه.
وفي السياق نفسه، قال مسؤول عسكري عراقي في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن "العراق أجّل معركة السيطرة على القائم وبلدات حدودية أخرى، لأنها ستكون بلا معنى واستنزافاً لقواتنا ما دامت الحدود السورية مفتوحة وتتدفق منها موجات من المقاتلين يومياً"، مشيراً إلى أن "النظام السوري لا يرى في داعش خطراً مباشراً أو وشيكاً عليه عكس العراق".
وأضاف أن "هدف النظام الأساسي التخلص من فصائل المعارضة المقبولة دولياً، والتي من الممكن أن تُفرض عليه كشريك في الحكم، بينما داعش لا يمكن أن يكون شريك النظام في حكم سورية، وبالتالي مصلحة النظام الأولى هي إنهاء هذه الفصائل"، معتبراً أن "داعش هو تبرير بقاء النظام واستمراره، والقضاء على التنظيم يعني ضرورة الاتجاه إلى تسوية مع فصائل المعارضة".