رسالة إسرائيلية بعدم الانسحاب من لبنان وفق مهلة الهدنة... وبيروت تنفي

27 ديسمبر 2024
آليات الاحتلال على حدود لبنان، 1 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشير التقارير إلى احتمال عدم التزام إسرائيل بمدة الـ60 يوماً للانسحاب من لبنان، حيث تعتمد على الوضع الميداني وتنسق مع الولايات المتحدة لانسحاب تدريجي يعتمد على تحركات الجيش اللبناني.
- نفت الحكومة اللبنانية تلقيها أي رسائل حول نية إسرائيل عدم الانسحاب، مؤكدة على ضرورة الضغط على إسرائيل للالتزام بالانسحاب وتعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب.
- شنّ الطيران الإسرائيلي غارات على مواقع في البقاع، مستهدفاً بنى تحتية مزعومة لحزب الله، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية.

"كان" عن مسؤولين إسرائيليين: فترة الهدنة في لبنان ليست مقدسة

يزعم الاحتلال رصد تحركات لحزب الله لنقل نشطاء من سورية

الحكومة اللبنانية تنفي تلقيها رسائل حول عدم الانسحاب

تتواتر التقارير الإسرائيلية التي تشير إلى احتمال عدم التزام جيش الاحتلال الإسرائيلي بمدة الـ60 يوماً التي حددها اتفاق وقف إطلاق النار للانسحاب من لبنان، الأمر الذي نفته بيروت، اليوم الجمعة. ونقلت قناة كان 11 العبرية، مساء أمس الخميس، قول مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية لم تسمّهم، إنه على الرغم من تحديد فترة شهرين لانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان فإنّ هذه الفترة ليست "مقدسة" وسيتم تحديد انسحاب القوات بناءً على الوضع على الأرض. وقدّم جيش الاحتلال للولايات المتحدة خططاً مع جداول زمنية للانسحاب، حيث تعتمد كل مرحلة على تحركات الجيش اللبناني.

وبحسب الرسالة الإسرائيلية المنقولة إلى الولايات المتحدة، التي تقود الآلية وتنسق الأنشطة بين جيش الاحتلال والجيش اللبناني، وقوات الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل"، فإن إسرائيل ستنسحب من لبنان فقط بعد تحقق الشروط، وسيتم الانسحاب تدريجياً. ويأتي ذلك في ظل المزاعم الإسرائيلية، حول ملاحظة محاولات من حزب الله خلال الأسبوعين الأخيرين لنقل نشطاء من سورية إلى لبنان. وتنقل إسرائيل رسالة إلى الجهات الدولية، مفادها، وفقاً للقناة العبرية: "لن ننسحب من جنوب لبنان طالما لم ينسحب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني ولم ينتشر الجيش اللبناني على الحدود".

وتنضم هذه الرسالة إلى ما نشرته صحيفة هآرتس العبرية، أول من أمس الأربعاء، بشأن استعداد جيش الاحتلال لاحتمال البقاء في جنوب لبنان بعد انتهاء فترة الـ60 يوماً المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار، التي من المفترض أن يكتمل فيها انسحاب القوات من المنطقة. وأكد الجيش، وفق ما نقلته الصحيفة، أنه "إذا لم يلتزم الجيش اللبناني تعهداته في الاتفاق، ولم يحقق السيطرة الكاملة على جنوب لبنان، فسيتعيّن على الجيش الإسرائيلي البقاء هناك حتى يفي الجيش اللبناني بالتزاماته".

الصورة
جنود في الجيش اللبناني في قرية الخيام جنوب لبنان / 23 ديسمبر 2024 (Getty)
جنود من الجيش اللبناني أمام منازل مدمرة في قرية الخيام جنوب لبنان، 23 ديسمبر 2024 (Getty)

ويصادف اليوم الجمعة مرور شهر على دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيّز التنفيذ، في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في إطار الاتفاق الذي تم بوساطة الولايات المتحدة ودول أخرى. ويقول جيش الاحتلال إنّ هجماته قتلت خلال هذه الفترة 44 من نشطاء حزب الله، زاعماً انتهاكهم للاتفاق، وإنه نفذ حوالى 25 هجوماً في لبنان "رداً على انتهاكات حزب الله". وزعم تسجيله حوالى 120 انتهاكاً في الشهر الماضي. ومع ذلك، فإن الجيش "راضٍ" حتى الآن عن تنفيذ الاتفاق ودور الولايات المتحدة في فرضه بالتنسيق مع الجيش اللبناني.

ولا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي موجوداً في جميع القرى القريبة من السياج الحدودي، ولا يسمح بعودة السكان إليها في الوقت الحالي. كذلك بدأ بإنشاء بنية تحتية لنقاط عسكرية على طول الحدود الشمالية. وسيُنشئ بعضها في جيوب خلف السياج تحت السيطرة الإسرائيلية، دون تجاوز الحدود الدولية مع لبنان.

Image
نهر الليطاني.. عنوان متجدد مع كل عدوان إسرائيلي على لبنان

ويقدّر جيش الاحتلال أنّ حزب الله فقد حوالى 30% من أفراده في الحرب، وحوالى 75% من قدراته النارية التي كانت بحوزته قبل الحرب. وتقدّر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أنّ حزب الله لا يزال يمتلك مئات الصواريخ قصيرة المدى ومئات الصواريخ لمسافات أبعد. وبالإضافة إلى اغتياله القيادة العسكرية والسياسية للحزب، يقول الجيش إنّ "إنجازات إسرائيل في الحرب تضع حزب الله أمام صعوبات تشغيلية ومعنوية". ويقدّر أن حزب الله يواجه أزمة داخلية في لبنان على خلفية الانتقادات من عائلات الشهداء والجرحى في الحرب، وفق مزاعمه، وكذلك من سكان القرى الشيعية القريبة من خط الحدود، حيث دُمرت معظم منازلهم.

ونقلت الصحيفة اعتقاد مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أن انهيار حزب الله في الحرب ساهم في تحقيق أكبر إنجاز لجيش الاحتلال، وهو الإضرار الكبير بتمركز إيران في الشرق الأوسط.

لبنان ينفي

على الجانب اللبناني، نفت الحكومة اللبنانية تلقيها أي رسائل حول نية جيش الاحتلال الإسرائيلي عدم الانسحاب في المدة المحددة. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، اليوم الجمعة: "يتم التداول بمعلومات صحافية مفادها بأنّ "لبنان تبلغ بالواسطة بأنّ إسرائيل لن تنسحب من الجنوب بعد انقضاء مهلة الستين يوماً من الهدنة". إن هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، والموقف الثابت الذي أبلغه دولة الرئيس ميقاتي إلى جميع المعنيين، وفي مقدمهم الولايات المتحدة وفرنسا، وهما راعيتا تفاهم وقف إطلاق النار، ينصَّ على ضرورة الضغط على العدو الإسرائيلي للانسحاب من الأراضي اللبنانية التي توغل فيها، ووقف خروقاته وأعماله العدائية".

وأضاف البيان أن "هذا الموقف كرره دولة الرئيس أمس (الخميس) خلال الاتصالات الدبلوماسية والعسكرية المكثفة التي أجراها من أجل انسحاب العدو من القنطرة وعدشيت والقصير ووادي الحجير في الجنوب، كما أن دولة الرئيس كان أبلغ هذا الموقف إلى ممثلي واشنطن وباريس في اللجنة الأمنية الخماسية لوقف النار، خلال الاجتماع في السرايا الثلاثاء الفائت وطالب بوجوب الالتزام الاسرائيلي الكامل بالانسحاب، مشدداً على أن الجيش الذي يقوم بواجبه في مناطق انتشاره، باشر تعزيز وجوده في الجنوب طبقاً للتفاهم".

وتابع البيان رداً على انتقادات في الأوساط اللبنانية لموقف الحكومة من الخروقات الإسرائيلية والتهديد الإسرائيلي بعد الانسحاب، أن "المواقف الإعلامية والمزايدات المجانية في هذا المجال لا تُجدي نفعاً، فالحكومة لم تقصّر في متابعة هذا الملف على كل الصعد السياسية والدبلوماسية والأمنية والاجتماعية منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، وهي وجدت نفسها أمام واقع لا تتحمّل مسؤوليته ولكنها، وحرصاً منها على المصلحة الوطنية، تقوم بواجبها بكل عزم ومثابرة من دون التوقف عند الاتهامات والمزايدات التي لا طائل منها".

غارات على حدود لبنان مع سورية

هذا وشنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، غارات على ثلاثة مواقع في جرود قوسايا بمحافظة البقاع شرقي لبنان، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أغار الجمعة على ما زعم أنها "بنى تحتية" عند نقطة جنتا الحدودية بين سورية ولبنان، قال إنها تستخدم لتمرير أسلحة إلى حزب الله.

وجاء في بيان للجيش "أغارت طائرات حربية لسلاح الجو في وقت سابق اليوم على بنى تحتية في معبر جنتا على الحدود السورية اللبنانية والذي تم استخدامها لنقل وسائل قتالية عبر سورية إلى حزب الله". وأول أمس الأربعاء، شنّ طيران الاحتلال غارة على منطقة البقاع، لأول مرة منذ وقف إطلاق النار، بينما تتواصل الخروقات الإسرائيلية، ومنها استهداف لبنانيين، ما يؤدي إلى سقوط شهداء وجرحى.

المساهمون