وبّخت الإدارة الأميركية مسؤولين إسرائيليين كباراً، مؤكدة في رسالة لهم أنه "حتى الآن، رغم الطلب (الأميركي)، لم يحدث تغيير كبير في دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة". ورغم الرسالة الأميركية، إلا أنه لا توجد مؤشرات على إجراءات فعلية لإجبار الاحتلال على تنفيذ طلبات واشنطن. يأتي ذلك في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر والإبادة في القطاع، ويمنع عودة سكان جباليا إلى منازلهم، فيما يعترف بتطبيق أجزاء من "خطة الجنرالات" التي تهدف إلى تجويع وتهجير السكان.
وذكرت إذاعة "كان ريشيت بيت" العبرية، اليوم الخميس، أن عدد شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع أقلّ بكثير من طلب الولايات المتحدة دخول حوالي 350 شاحنة يومياً، وعليه جاءت رسالة "التوبيخ".
منذ حوالي أسبوعين، أرسل وزير الدفاع، لويد أوستن، ووزير الخارجية الأميركيان، أنتوني بلينكن، رسالة إلى إسرائيل أشارا فيها إلى أنها لم تفعل ما يكفي في مسألة إدخال المساعدات الإنسانية، مع التركيز على شمال القطاع. وعليه، حذّرا من أنه إذا لم يحدث تغيير في غضون 30 يوماً فسيؤثر ذلك على إرسال أسلحة أميركية لإسرائيل.
وعلى الرغم من التحذير، لم تلتزم إسرائيل بالطلب الأميركي. وقبل يومين، دخلت فقط حوالي 25 شاحنة مساعدات إلى غزة عبر معبر بيت حانون (إيريز)، وفقاً للإذاعة العبرية، إضافة إلى 46 شاحنة مساعدات دخلت القطاع عبر معبر كرم أبو سالم.
تثير هذه البيانات "قلق" الأميركيين، وكذلك المجتمع الدولي الذي يخشى عواقب الشتاء القريب، وعدم زيادة المساعدات للقطاع، كما قد تعتبر هذه المعطيات دليلاً دامغاً آخر على تجويع الاحتلال المتعمّد لسكان قطاع غزة.
قبل شهر تقريباً، عارض رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، زيادة حصة المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة. وقال بار خلال مشاورات أمنية: "ليس علينا أن نتميّز في الموضوع الإنساني. يجب الوصول إلى الحد الأدنى وفقاً للقانون الدولي، وذلك بمثابة رافعة للمفاوضات".
هآرتس: جيش الاحتلال يعترف بتنفيذ أجزاء معينة من "خطة الجنرالات"
في سياق متصل، أفادت صحيفة هآرتس، اليوم، بأن جيش الاحتلال يمنع عودة سكان جباليا إلى منازلهم، تحت ضغط من المستوى السياسي، "على الرغم من أن أهداف العملية العسكرية التي بدأت مطلع الشهر (الحالي) في شمال القطاع قد تحققت في معظمها. وفي هذه المرحلة، ليس من الواضح ما إذا كان، ومتى، سيُسمح لحوالي 50 ألفاً من السكان الذين تم إجلاؤهم بناءً على طلب الجيش، بالعودة إلى المنطقة".
وذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال، يعترف بتنفيذه "أجزاء معيّنة" من "خطة الجنرالات"، التي بادر إليها اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند.
تقترح الخطة ممارسة ضغط شديد على السكان في شمال القطاع، يشمل تجويعهم وتهجيرهم لدفعهم جنوباً، ومن يختار البقاء في شمال القطاع سيعتبر ناشطاً في حركة حماس ويمكن استهدافه.
وبحسب "هآرتس"، يعارض مسؤولون كبار في جيش الاحتلال وجهاز الشاباك تنفيذ الخطة كاملة، بما يشمل وقف المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، اعترف الجيش بأنه طُلب منه تنفيذ أجزاء من الخطة، والتي يزعم أنها تتماشى مع قواعد القانون الدولي. وتشمل الإجراءات المتخذة منع عودة سكان منطقة جباليا إلى منازلهم حتى إعادة تشكيل المنطقة وفقاً للاعتبارات الأمنية.