رسائل تحذير متبادلة بين "حماس" و"الجهاد" والاحتلال عبر مصر

09 ديسمبر 2020
يواصل الاحتلال الحصار على أهالي غزة (Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر مصرية خاصة عن تحذيرات إسرائيلية وأميركية نقلتها مصر إلى قيادتي "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) و"الجهاد الإسلامي"، من مشاركة النظام الإيراني محاولات الردّ أو الردّ بالإنابة، على عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة. وأضافت المصادر في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أن المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية تلقوا الرسالة الإسرائيلية ونقلوها لقيادتي الحركتين. وشدّدوا على أن الأوضاع في قطاع غزة خصوصاً، والمنطقة العربية عموماً، لا تحتمل الزج بالقطاع في أية مواجهة بالإنابة في الوقت الراهن مع إسرائيل، ضمن خطط إيران للردّ بعد عمليات الاختراق الأمني الأخيرة التي أسفرت عن مقتل فخري زادة.


لن تردّ إيران على مقتل فخري زادة من غزة

وأضافت المصادر أن الجانب الإسرائيلي أبلغ القاهرة امتلاكه معلومات استخباراتية متعلقة بخطط إيرانية خاصة بطبيعة الرد على اغتيال فخري زادة. وأشارت إلى أن طهران ترجّح الحلول المتعلقة بالردّ بالإنابة، لعدم الدخول في مواجهة مباشرة، سواء مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، لإدراكها أن هناك محاولات من جانب الرئيس الأميركي الخاسر في انتخابات 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي دونالد ترامب لتعقيد المشهد، قبل بدء ولاية الرئيس المنتخب جو بايدن رسمياً في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، والذي يملك رؤية مغايرة لسلفه في التعامل مع إيران.

وبحسب المصادر، فإن القاهرة تلقّت ردوداً إيجابية من جانب حركة "حماس" التي نقلت ردّ حركة "الجهاد الإسلامي"، بشأن الالتزام بعدم الدخول في معارك بالإنابة عن أي طرف. وأكدت الحركتان أن علاقتهما مع إيران قائمة في المقام الأول على خدمة القضية الفلسطينية، وأنه لم يطلب منهما أي موقف في هذا الصدد.

من جهته، ذكر مصدر آخر لـ"العربي الجديد" أن "الرسائل الإيجابية في رد الحركتين على الرسالة الإسرائيلية التي نقلتها مصر لم يعكّر صفوها إلا التلويح بصعوبة استمرار حالة الهدوء، في ظل الأوضاع الصحية بالغة الخطورة في القطاع، أمام تمسك الجانب الإسرائيلي برفض إدخال احتياجات غزة من أجهزة التنفس الاصطناعي، وغيرها من المستلزمات في ظل تفشي وباء كورونا".


حذّرت "حماس" و"الجهاد" الاحتلال من مغبّة أي تصعيد في غزة بسبب الحصار

وقال المصدر: "كانت هناك رسالة عكسية أيضاً من الحركتين للجانب المصري لنقلها إلى حكومة الاحتلال، مفادها بأن القطاع لن يكون وسيلة في يد أحد للرد على أي طرف هنا أو هناك. وأنه لو أن هناك أية مخاوف من توتر الأوضاع، فلن يكون لها سبب سوى عدم تنفيذ سلطات الاحتلال لتفاهمات التهدئة، وتعنتها في تشديد الحصار في ظل الوباء"

وبحسب المصادر، فإنه "على الرغم من النوايا الحقيقية بعدم مشاركة الفصائل في دعم إيران في محاولات استعادة هيبتها وكبريائها، في الردّ على اغتيال العالم النووي في قلب العاصمة طهران، إلا أن التوقعات المصرية تشير إلى موجة تصعيد جديدة، في ظل السياسات الإسرائيلية التي تسعى القاهرة جاهدة لتخفيفها في الوقت الراهن نظراً لصعوبة الوضع بالمنطقة". مع العلم أن "حماس" و"الجهاد" دانتا اغتيال العالم النووي الإيراني.