أكدت مصادر عسكرية عاملة في "الجيش الوطني السوري" المعارض، المدعوم من تركيا، وصول رتل عسكري للقوات الروسية إلى منطقة عين عيسى التي تُسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، شمال محافظة الرقة، شمال شرقي سورية.
وقالت المصادر، التي رفضت الكشف عن اسمها لأسباب عسكرية، إن "رتلاً عسكرياً روسياً مؤلفاً من عدة عربات مُصفحة وسيارات خرج، ظهر اليوم الثلاثاء، من مطار صرين الذي تُسيطر عليه القوات الروسية، والواقع بمحيط منطقة عين العرب بريف حلب الشرقي، واتجه إلى القاعدة العسكرية الروسية في شرق منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، واللواء 93 الذي تُسيطر عليه القوات الروسية في جنوب منطقة عين عيسى، التي تُسيطر عليها مليشيا قسد".
وأوضحت المصادر أن "الرتل هو عبارة عن دورية عسكرية روسية، ولا يأتي في إطار التعزيزات"، مُشيرة إلى أن "بعض العربات التي كانت ضمن الرتل عادت أدراجها إلى منطقة عين العرب، عقب الانتهاء من زيارة القاعدة العسكرية الروسية في منطقة عين عيسى واللواء 93 الذي تتمركز فيها قوات روسية وقوات من الفيلق الخامس المدعوم من روسيا".
وأشارت المصادر إلى أنه في "الفترة المُقبلة ستشهد المناطق التي تُسيطر عليها قسد ضمن خطوط التماس في كلٍ من مناطق (درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام) حركة مكثفة للأرتال الروسية والدوريات، بالإضافة لرفع الأعلام الروسية فوق مقرات ومعسكرات قسد"، واستدركت بأن "هذا الأمر طبيعي جداً يحدث بعد كُل إعلان عن أي معركة في المنطقة على غرار المعارك السابقة".
في السياق، استهدفت مدفعية القوات التركية المتمركزة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات"، شمال محافظة حلب، مواقع عسكرية ومقرات تابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، بالاشتراك مع قوات النظام السوري في كلٍ من محيط مدينة تل رفعت، وقرى وبلدات الوردية، وأم الحوش، وأم القرى، وشوارغة، والمالكية، وعين دقنة، ورعناز بريف حلب الشمالي، دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر بشرية.
وتشهد مناطق "درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام" تحليقاً مكثفاً لطائرات الاستطلاع التركية في سماء المنطقة، في ظل استمرار القصف المدفعي التركي على مواقع ومقرات قسد بالقرب من طريق الـ"M4" بمحيط مدينة عين عيسى، شمال محافظة الرقة.
بدورها، قالت وزارة الدفاع التركية في بيانٍ لها، اليوم الثلاثاء، إن "عناصر من قوات الكوماندوز الأبطال (القوات الخاصة في الجيش التركي) تمكنوا من تحييد 7 إرهابيين من حزب العمال الكردستاني (PKK)، ووحدات حماية الشعب (YPG)، الذين كانوا يستعدون لمهاجمة منطقة نبع السلام في شمال سورية"، مُشيرةً إلى أن "قوات الكوماندوز لن تترك الإرهابيين دون عقاب".
وكانت الوزارة قد أعلنت، ليل الإثنين، عن "تحييد 4 إرهابيين من (PKK)، و(YPG)، الذين أطلقوا نيران مضايقة في منطقة نبع السلام، شمال سورية".
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الإثنين، عن أن "أنقرة ستشرع قريبا باستكمال إنشاء المناطق الآمنة بمحاذاة حدودها الجنوبية، شمالي سورية"، جاء ذلك في خطاب لأردوغان للشعب، عقب ترؤسه اجتماع الحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة، بحسب وكالة "الأناضول" التركية.
واضاف الرئيس التركي أن بلاده "ستبدأ قريبا باتخاذ خطوات تتعلق بالجزء المتبقي من الأعمال التي بدأتها لإنشاء مناطق آمنة على عمق 30 كيلومترا، على طول حدودنا الجنوبية (مع سورية)"، مؤكداً أن "المناطق التي تعد مركز انطلاق للهجمات على تركيا والمناطق الآمنة، ستكون على رأس أولويات العمليات العسكرية".