يبدأ رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، اليوم الأحد، زيارة رسمية للولايات المتحدة، كان من المقرر إجراؤها قبل عدة أشهر، وأُجِّلَت أكثر من مرة، آخرها بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة الشهر الماضي، والتوتر في الأوضاع الأمنية.
وتخصص زيارة كوخافي، أساساً، لعرض التحفظات والموقف الإسرائيلي من الاتفاق النووي مع إيران وعودة الولايات المتحدة إلى هذا الاتفاق، في ظل التغيير في حكومة الاحتلال، واتجاه رئيس الحكومة الجديدة إلى الحوار مع الولايات المتحدة، بعد أن كان رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، قد منع المسؤولين العسكريين والأمنيين في دولة الاحتلال من حتى مجرد التعاطي مع الموضوع أمام الجهات الأميركية، لأجل إبراز المعارضة الإسرائيلية لأي اتفاق، حتى لو سبّب ذاك احتكاكاً وتوتراً مع البيت الأبيض، وفق تصريحات متعددة لنتنياهو.
وذكرت الصحف الإسرائيلية، وبينها "هآرتس"، اليوم، أن كوخافي سيلتقي كبار موظفي المؤسسة الأمنية والعسكرية في واشنطن، وبضمن ذلك مستشار الأمن القومي الأميركي، ووزير الدفاع وقائد القوات الأميركية المشتركة.
وأشارت "هآرتس" في هذا السياق إلى أن كوخافي اصطحب معه مجموعة من كبار الضباط في إسرائيل، ومن بينهم رئيس القسم الاستراتيجي في جيش الاحتلال، الجنرال طال كلمان، ورئيس قسم الأبحاث في وحدة الأبحاث لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، العقيد عميت ساعر.
وتأتي زيارة كوخافي باعتباره أول مسؤول إسرائيلي رفيع يزور الولايات المتحدة بعد تشكيل حكومة جديدة، وبالتوازي مع تحذير عدد من قادة الأجهزة الأمنية السابقين، من أن فرص التأثير بالاتفاق النووي الجديد والموقف الأميركي تتضاءل، وخصوصاً في ظل وجود استعداد أميركي وأوروبي، وحتى روسي، لسماع الموقف الإسرائيلي والتحفظات الإسرائيلية ضد الاتفاق النووي الجديد.
وبالإضافة إلى الموضوع الإيراني، سيبحث كوخافي أيضاً توسيع العلاقات العسكرية والأمنية وتعميقها بين الدولتين، وخاصة في سياق الحرب الإسرائيلية على التموضع الإيراني في المنطقة، إذ تعتقد إسرائيل أن العودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، سيزيدان من ثقة إيران بالنفس ويدفعانها إلى ضخ مزيد من المال والمليشيات في المنطقة.
وسيبحث كوخافي أيضاً في مسألة موافقة الولايات المتحدة على مد إسرائيل بالسلاح والذخيرة على أثر الكميات الكبيرة التي استخدمها جيش الاحتلال في العدوان الأخير على غزة، وسبق أن وافقت الولايات المتحدة على طلب إسرائيلي رسمي بهذا الخصوص قدم مع وزير الأمن، بني غانتس في زيارته الأخيرة لواشنطن. ويفترض أيضاً أن يشارك كوخافي الأميركيين في استخلاص العبر الإسرائيلية من العدوان الأخير على غزة.
واستذكرت الصحيفة في هذا السياق أن كوخافي أوعز في الأيام الماضية إلى الجيش بالاستعداد لإمكانية شنّ عمليات جديدة على غزة.