أعلن رئيس بوركينا فاسو الانتقالي، إبراهيم تراوري، مساء الجمعة، في مقابلة عبر التلفزيون الوطني، أن الانتخابات في بلاده ليست "أولوية"، وذلك على عكس "الأمن".
وبعد عام تقريباً على وصوله إلى السلطة عبر انقلاب، تحدث تراوري عن الانتخابات المقرر إجراؤها نظرياً في يوليو/ تموز 2024، قائلاً، للصحافيين، "إنها ليست أولوية، أقول لكم هذا بوضوح، بل إن الأمن هو الأولوية"، في هذا البلد الذي يقوضه العنف المتطرف.
وأعلن الرئيس البوركيني، من جهة ثانية، عزمه على إجراء "تعديل جزئي" للدستور. وقال، ردا على سؤال عن احتمال إعادة صياغة الدستور، إن "النصوص الحالية لا تسمح لنا بالتطور في شكل سلمي". معتبرا أن النص المعتمد حاليا يعكس "رأي حفنة من المستنيرين" على حساب "الجماهير الشعبية".
وعلى الرغم من قول تراوري إن الانتخابات ليست "أولوية"، إلا أنه أضاف أن "رهاننا لا يزال قائما" لتنظيم هذا الاستحقاق، من دون أن يحدد موعدا.
وأردف "لن تكون هناك انتخابات تتركز فقط في واغادوغو وبوبو ديولاسو وفي بعض المدن المحيطة، يجب على جميع سكان بوركينا فاسو اختيار رئيسهم"، في إشارة منه إلى المدينتين اللتين بقيتا في منأى عن الهجمات المتطرفة المتكررة.
وتابع "يجب أن نضمن الأمن" وعندها "سيتمكن الناس من التحرك بحرية والذهاب إلى حيث يريدون لتنظيم حملات".
وكان مئات الأشخاص قد احتشدوا في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، اليوم الجمعة، لإظهار الدعم للمجلس العسكري الحاكم بعد عام من استيلائه على السلطة في انقلاب.
وتجمع مؤيدون في ساحة الأمة ملوحين بأعلام بوركينا فاسو. وحمل البعض لافتات عليها صور تراوري القائد العسكري الشاب.
وتولى تراوري السلطة في 30 سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، وأطاح بزعيم انقلاب آخر كان قد استولى على السلطة قبل ذلك بثمانية أشهر.
ورحب مواطنون فاض بهم الكيل من تدهور الأمن وانقطع أملهم في الحكومة، بالتمرد الذي أدانته دول غربية شهدت نفوذها يتقلص مع تراجع الديمقراطية في منطقة الساحل بغرب أفريقيا.
وتواجه بوركينا فاسو، مثل جارتيها مالي والنيجر، تمرداً لمتطرفين أودى بحياة الآلاف وأدى إلى نزوح الملايين على امتداد المنطقة. ويسيطر على الدول الثلاث الآن ضباط جيش استولوا على السلطة بالقوة منذ عام 2020.
وقالت ساديا أوانجراوا التي شاركت في الحشد "نحيي الكابتن إبراهيم تراوري، رئيس بوركينا فاسو، على جهوده من أجل إعادة السيادة إلى البلاد. نحن معه من كل قلوبنا ليل نهار".
وجاء الحشد بعد أيام من إعلان المجلس العسكري في بوركينا فاسو إحباط محاولة انقلاب ضده وإجراء تحقيقات لمعرفة الضالعين في المؤامرة.
واكتسب تراوري (35 عاماً) شعبية بفضل خطاباته المناهضة لفرنسا والمؤيدة للتوجه الأفريقي. وطرد تراوري القوات الفرنسية وشن حملة ضد وسائل الإعلام الفرنسية في غمرة تصاعد التوترات بين بوركينا فاسو والدولة التي كانت تستعمرها من قبل.
(رويترز)