قدم رئيس بلدية طهران والقيادي المحافظ علي رضا زاكاني، اليوم السبت، أوراق ترشحه للمشاركة في السباق الرئاسي الإيراني الـ14 المقرر في 28 يونيو/حزيران الجاري، كثالث شخصية محافظة بارزة تترشح لهذه الانتخابات بعد الأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني. وقال زاكاني قبل التوجه إلى الداخلية للإعلان عن ترشحه في منشور على منصة إكس "بسم رب الشهداء" مصحوباً بصورة عن مسيرة للمواطنين الإيرانيين.
وقال زاكاني في مقر وزارة الداخلية الإيرانية لوسائل الإعلام بعد تقديم أوراق ترشحه إنه يترشح بطلب من نخب آكاديمية وعلمائية وسياسية وشعبية، مشيراً إلى أنه سيشكل "حكومة الخدمة" اذا فاز بالرئاسة. وكال زاكاني المديح للرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي واصفاً إياه بـ"المؤمن الثوري"، وقال إنه كان مطيعاً للمرشد علي خامنئي. وكان الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي عيّن زاكاني مساعداً له عام 2023.
وأضاف زاكاني أن رئيسي خلال ثلاث سنوات من رئاسته قد رسم "الاتجاه الصحيح على طريق الثورة وإيجاد الاستقرار" لإيران، مشدداً على أنه لن يكون منفعلاً ولا مطيعاً أمام من وصفهم بأنهم أعداء الثورة والشعب. وفي معرض رده على سؤال ما اذا كان سينسحب من السباق الرئاسي لصالح مرشح محافظ آخر، على غرار عام 2021، رفض الإجابة عن هذا السؤال والتزم الصمت.
وبعد فوز الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد الذي كان رئيس بلدية طهران بالانتخابات الرئاسية في دورتي 2005 و2009 أصبح تقليداً ترشح من يتولى هذا المنصب لرئاسة الجمهورية، من رئيس البلدية الأسبق محمد باقر قاليباف إلى زاكاني اليوم.
وهذه المرة الرابعة التي يتقدم فيها زاكاني بطلب الترشح للرئاسة الإيرانية الجديدة حيث رفض مجلس صيانة الدستور الإيراني أهليته للترشح في 2013 و2017 ورغم موافقة المجلس على ترشحه لانتخابات 2021 إلى جانب مرشحين محافظين آخرين إلا أنه عاد فانسحب قبيل الانتخابات لصالح رئيسي.
وخلال الحملات الانتخابية عام 2021 اتهم المرشح الرئاسي السابق عبد الناصر همتي، الذي ترشح أيضاً أمس الجمعة للانتخابات الرئاسية، زاكاني بأنه "مرشح الظل" وأنه ترشح فقط لدعم رئيسي في المناظرات الرئاسية بأدبياته ومفرداته الخاصة. وكان زاكاني معروفا بلغته الحادة المنتقدة للإصلاحيين والحكومة الإيرانية السابقة للرئيس السابق حسن روحاني.
ولد السياسي الإيراني المتشدد، علي رضا زاكاني، عام 1965 في مدينة ري الملاصقة لطهران جنوباً، وهو حاصل على شهادة الطب النووي من جامعة طهران للعلوم الطبية، وكانت هذه الشهادة محل شكوك بعد تلميحات من قبل همتي بعدم وجاهتها، ما دفع مكتبه إلى إصدار بيان يوضح طريقة حصوله على الدكتوراه، فضلاً عن أن ناشطين إعلاميين ومواقع قريبة من الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، تحدثوا عن رسوبه في ثلاثة فصول جامعية وحديثهم عن معدل ضعيف لعلاماته الجامعية.
نجح زاكاني في دخول البرلمان عن مدينة قم جنوبي العاصمة طهران في الانتخابات التشريعية 2020، ثم عينه رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف رئيساً لمركز بحوث البرلمان، واستمر في هذا المنصب حتى أغسطس/أب 2021 قبل أن يختاره مجلس بلدية طهران، الذي يسيطر عليه المحافظون، رئيساً للبلدية. وجاء تعيين زاكاني رئيساً لبلدية طهران بعد أن استقال من تمثيل مدينة قم في البرلمان وسط انتقادات له على شبكات التواصل بترك التمثيل لقاء منصب أمين العاصمة، فضلاً عن حديث خبراء قانون إيرانيين عن وقوع مخالفة قانونية بتعيينه في هذا المنصب لكون شهادته الجامعية لا تتناسب مع المؤهلات العلمية لشغل موقع أمين العاصمة طهران.