وصل رئيس برلمان طبرق (شرق ليبيا)، عقيلة صالح، مساء الإثنين، إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارة هي الأولى من توعها، حيث استقبله أحمد يلدز النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، رئيس العلاقات الخارجية في البرلمان.
ومن المنتظر، بحسب مصادر تركية، ان يجري صالح غدا اجتماعا ثنائيا مع رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، يعقبه لقاء بين وفدي البلدين، ولاحقا من المنتظر أن يلتقي مع الرئيس رجب طيب أردوغان.
وكانت مصادر تركية قالت لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، إن صالح من المحتمل أن يصل، مساء اليوم الاثنين، إلى العاصمة التركية أنقرة، من أجل لقاء المسؤولين الأتراك، دون إضافة تفاصيل عن اللقاءات وبرنامج الزيارة.
من جهة ثانية، علم "العربي الجديد" من مصادر ليبية، أن نائب رئيس المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، سيكون برفقة عقيلة صالح في زيارته إلى تركيا، فيما نشر المحلل السياسي التركي بكير أتاجان أن "زيارة صالح واللافي ستكون من أجل بحث بديل ثالث لتشكيل الحكومة الجديدة".
وتعدّ هذه الزيارة الأولى لرئيس مجلس نواب برلمان طبرق إلى تركيا، حيث إن تركيا تقدم الدعم للحكومة في طرابلس، ولكن شهدت السياسة التركية، أخيراً، انفتاحاً على القوى الليبية في شرق البلاد.
وكان صالح قد أعلن في يوليو/تموز الماضي عزمه زيارة تركيا قريباً، موضحاً يومها أن "السياسة مرنة ولا خصومة دائمة فيما يتعلق بالعلاقات بين ليبيا وتركيا، ولأجل المصلحة الليبية سأجلس مع أي أحد"، في محاولة لتبرير تعارض زيارته لأنقرة مع سياسته السابقة المناهضة للدور التركي في ليبيا.
وعن إمكانية لقائه رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري في تركيا، أكد صالح أنه "غير مدرج على جدول الأعمال"، مستدركاً بالقول: "نحن مستعدون لأي اجتماع يهدف لإنهاء الأزمة".
وسبقت هذه الخطوات الانفتاحية بين الطرفين، زيارة وفد من برلمان طبرق، تركيا في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، تقدمه النائب الأول لرئيس مجلس النواب فوزي النويري.
وتضمّنت الزيارة مقر البرلمان التركي في أنقرة، واستقبل الوفد من الجانب التركي رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التركية ـ الليبية، النائب عن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم أحمد يلدز، فيما التقى النويري خلال الزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبعدها بشهر، استقبل صالح السفير التركي لدى ليبيا كنعان يلماز، بمقر إقامته في القبة شرقي البلاد، بحسب المركز الإعلامي لرئيس مجلس النواب، حيث بحث اللقاء "مستجدات الوضع السياسي والعلاقات الثنائية بين البلدين، بما يخدم الشعبين الليبي والتركي".
وزيارة السفير التركي تلك، هي الأولى التي يقوم بها مسؤول تركي لشرق ليبيا، بعد سنوات من القطيعة بين معسكر شرق ليبيا وأنقرة، زادت بعد إعلان مجلس النواب رفض الاتفاقات الأمنية والبحرية التي وقّعتها أنقرة مع حكومة الوفاق السابقة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، فيما لم ينشر الجانب التركي أي بيان عن مضمون اللقاء.
وتأتي خطوات التقارب بين تركيا والشرق الليبي مع خطوات التطبيع والحوار الجاري بين تركيا ومصر، حيث تدعم القاهرة الشرق الليبي، وفتحت حواراً مع قوى الغرب الليبي، فيما تدعم أنقرة قوى الغرب، وبدأت حواراً مع قوى الشرق.