رئيس الوزراء القطري لبزشكيان: سنواصل جهودنا لوقف إطلاق النار في غزة

26 اغسطس 2024
خلال لقاء رئيس الوزراء القطري مع عراقجي في طهران، 26 أغسطس 2024 (الخارجية القطرية)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **انتقاد المواقف الدولية ودور قطر وإيران في غزة**: انتقد رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني المواقف الدولية المتناقضة بشأن غزة، مشيداً بدور إيران البناء. دعا الرئيس الإيراني الدول الإسلامية لاتخاذ إجراءات مشتركة لوقف جرائم الكيان الصهيوني.

- **تعزيز العلاقات الثنائية بين قطر وإيران**: أكد رئيس الوزراء القطري على أهمية تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع إيران، وأجرى مباحثات حول الأوضاع في غزة والتوترات الإقليمية، مشدداً على ضرورة وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

- **دور قطر في الوساطة الإقليمية**: زيارة رئيس الوزراء القطري لطهران تبرز دور قطر في الوساطة بملفات مهمة، منها وقف إطلاق النار في غزة وتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن، مع التركيز على توسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية.

انتقد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال لقائه مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء اليوم الاثنين، المواقف المتناقضة للمجتمع الدولي ودعاة حقوق الإنسان بشأن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، مؤكدا أن الدوحة ستواصل جهودها لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة وأنها "تنظر باهتمام إلى الدور البناء للجمهورية الإسلامية الإيرانية لاعباً مسؤولاً وحكيماً".

وهنأ رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الرئيس الإيراني على تشكيله الحكومة قائلا إن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "يولي أهمية خاصة لتعزيز العلاقات الإستراتيجية والأخوة " مع إيران، وفق ما أورد موقع الرئاسة الإيرانية.

من جانبه، أكد الرئيس الإيراني أن إيران تقدر جهود دولة قطر الرامية إلى وقف الحرب والجرائم الإسرائيلية في غزة، داعيا الدول الإسلامية و"الدول الملتزمة بالقوانين الدولية" إلى "الوقوف والعمل معا لاتخاذ إجراءات مشتركة لكبح الكيان الصهيوني ووقف جرائمه وحرب الإبادة التي يشنها في غزة".

وانتقد بزشكيان، وفق الموقع الرئاسي الإيراني، موقف الدول الغربية التي تزعم أنها تدعم حقوق الإنسان، قائلا إن هذه الدول أحيانا تصرخ بسبب محاكمة شخص، لكنها تجاه الجرائم في غزة لا تصمت فقط، بل تدعم الكيان الذي يرتكب هذه الجرائم وحرب الإبادة. كما وصف الرئيس الإيراني مستوى العلاقات السياسية مع قطر بأنه "ممتاز"، مؤكدا ضرورة تطويرها في بقية المجالات بما يتناسب مع العلاقات السياسية.

وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أجرى، ظهر اليوم الاثنين، مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني الجديد عباس عراقجي فور وصوله إلى طهران. ويعتبر رئيس الوزراء القطري أول مسؤول أجنبي يزور إيران بعد اختيار بزشكيان رئيساً لإيران في الانتخابات الرئاسية منذ قرابة شهرين.

وقالت الخارجية القطرية، في بيان، إن رئيس الوزراء وزير الخارجية بحث مع عراقجي مستجدات الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وآخر تطورات جهود الوساطة الهادفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والتوترات في منطقة الشرق الأوسط. كما جرى بحسب البيان التأكيد على "أهمية وضع حد لجرائم قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين، وإنهاء الحرب على قطاع غزة ووقف الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون في الضفة الغربية، بما يجنب المنطقة مخاطر التصعيد". وقد جرى خلال اللقاء، بحسب الخارجية القطرية أيضًا، استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، كما هنأ رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، عراقجي بمناسبة تعينه وزير للخارجية في إيران.

من جهتها، أعلنت الخارجية الإيرانية في تصريح صحافي أن وزير الخارجية عباس عراقجي بحث خلال استقباله، رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري توسيع العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات والمواضيع ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي، خاصة تطورات فلسطين واستمرار جرائم إسرائيل في غزة. وأعرب عراقجي عن رغبة طهران في إحداث قفزة وحركة جديدة في العلاقات الثنائية خاصة في المجال الاقتصادي والتجاري، عبر بذل المزيد من المساعي والتنسيق بين الجهات المعنية في البلدين في إطار اللجنة الاقتصادية المشتركة.

كما شكر الحكومة القطرية على جهودها ومساعيها في الملفات الإقليمية المهمة، ولا سيما وقف الحرب على غزة ووقف إطلاق النار، مضيفاً أن "الصهاينة يسعون إلى التصعيد وتوسيع نطاق الحرب والمواجهة في المنطقة"، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب بالجهود القطرية لوقف الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار في غزة. وأضاف عراقجي أن طهران "ستدعم أي اتفاق توافق عليه حركة حماس وأصدقاؤنا في المقاومة الفلسطينية".

أما رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري فقال وفق بيان الخارجية الإيرانية: "نسعى إلى استمرار التعامل والتعاون بيننا على أساس إرادة قادة البلدين لأجل تحقيق الأهداف المشتركة"، معرباً عن أمله في أن يكون هناك مستقبل أفضل للعلاقات بين قطر وإيران خاصة في المجال الاقتصادي. كما أشار الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى التحركات الدبلوماسية القطرية لوقف العدوان على غزة والتوصل إلى وقف إطلاق النار، والمشاورات بين البلدين حول ذلك، داعياً إلى استمرار الاتصالات والمشاورات "لأجل المساعدة في تأمين الاستقرار والأمن في المنطقة ودعم الشعب الفلسطيني".

إلى ذلك، وصف السفير الإيراني السابق في الدوحة حميد رضا دهقاني بودة زيارة رئيس الوزراء القطري إلى طهران ومباحثاته بأنها "مهمة"، مشيراً إلى أن قطر تلعب دوراً في ملف غزة والملف النووي الإيراني، فضلاً عن بحث العلاقات الثنائية في لقاءات المسؤول القطري في طهران. وأضاف دهقاني، وفق وكالة تسنيم الإيرانية المحافظة، أنه "يجب الانتظار لمعرفة مدى استعداد الأميركيين في كبح إسرائيل لإبعاد المنطقة عن هاوية الحرب".

وتكتسب الزيارة أهميتها في لعب قطر دوراً بارزاً في الوساطة في ملفات عدة مهمة تكون إيران جانباً فيها، منها مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرسائل بين طهران وواشنطن لخفض التصعيد في المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران في 31 الشهر الماضي، وكذلك المفاوضات النووية المتعثرة.

وتشهد المنطقة نشاطاً سياسياً كبيراً من قبل قطر ومصر والولايات المتحدة، التي تقوم بدور الوساطة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، فيما يتصاعد التوتر في المنطقة خوفاً من ردّ إيراني مرتقب على اغتيال هنية وسط تخوفات من انزلاق الأوضاع وتحولها إلى حرب إقليمية.

دلالات
المساهمون