أكد مسؤول مصري مُطلع على الوساطة التي تقودها القاهرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، وصول رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي رونين بار، إلى القاهرة، اليوم الأحد، للقاء رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل.
وكشف المسؤول المصري، متحفظاً عن ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، أن زيارة بار "هدفها الرئيس محاولة تلطيف الأجواء المحتقنة بين الجانبين، في أعقاب الحرج الذي سببته حكومة الاحتلال، للقاهرة، بعدما تنصلت من الالتزامات الخاصة باتفاق وقف إطلاق النار بين حركة الجهاد الإسلامي وجيش الاحتلال، عقب العدوان الذي شهده قطاع غزة في 5 من أغسطس/آب واستمر ثلاثة أيام".
ولفت المسؤول إلى أن بار "من المقرر أن يطلع كامل على خريطة تنفيذ التعهدات، وموعد إطلاق سراح الأسيرين خليل عواودة وبسام السعدي، وهو البند الذي كان محور قرار وقف إطلاق النار".
وكشف المسؤول المصري أن بار "من المقرر أيضاً أن يطلع رئيس المخابرات المصري، على آخر ما تم التوصل إليه بشأن جهود البحث عن المقبرة الجماعية التي دفن بها نحو 20 جندياً مصرياً قتلوا في مواجهة مع جيش الاحتلال عام 1967 بالقرب من القدس".
صحف عبرية: التوتر بلغ أوجه
بدورها، أكدت الصحافة العبرية أن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي، رونين بار، توجه اليوم إلى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين في محاولة لتبديد التوتر بين البلدين وحل الأزمة مع القاهرة.
وأشار موقع "هآرتس" إلى أن عباس كامل قد ألغى، أخيراً، زيارة كانت مقررة لإسرائيل، لافتاً في الوقت عينه إلى أن التوتر بين إسرائيل ومصر قد تعاظم في الأيام الأخيرة.
ولفتت الصحف الإسرائيلية إلى أن التوتر بلغ أوجه بعد يوم من التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، تحت مسمى "بزوغ الفجر".
وبحسب مصادر صحافية عبرية، فإن الجانب المصري عبر عن غضبه بشكل خاص عندما تجاهل رئيس الحكومة الإسرائيلي، يئير لبيد، في بيانه طلب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بلجم عمليات الاعتقالات والاقتحامات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، مكتفياً بشكر دور مصر ورئيسها على جهود الوساطة التي أفضت إلى وقف إطلاق النار مع الجهاد الإسلامي.
كذلك، لفت موقع "معاريف" إلى غضب الجانب المصري بسبب مواصلة إسرائيل عقب وقف إطلاق النار حملات الاقتحام والاعتقالات في الضفة الغربية، إلى جانب اغتيالها القيادي في كتائب شهداء الأقصى إبراهيم النابلسي في مدينة نابلس بعد يومين من التوصل إلى اتفاق الهدنة.
وفد أمني مصري إلى غزة قريباً
وفي غزة، قال مسؤول فلسطيني، لـ"العربي الجديد"، إنّ الوزير عباس كامل كان يفترض أنّ يترأس الوفد الأمني الذي سيزور القطاع بعد زيارة تل أبيب قبل أيام، لكن "الانزعاج" المصري من الممارسات الإسرائيلية على الأرض وعدم تنفيذ بنود وقف إطلاق النار، غيّر من الخطة المصرية.
وذكر المسؤول الفلسطيني، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنّ وفداً أمنياً مصرياً، سيرأسه على الأغلب مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات العامة اللواء أحمد عبد الخالق، لا يزال ينتظر الترتيبات لزيارة غزة وتل أبيب، ورجح أنّ تتم الزيارة بعد أيام من زيارة رئيس الشاباك للقاهرة ولقائه المسؤولين المصريين وعلى رأسهم كامل.
وأوضح أنّ حركة "الجهاد الإسلامي" تلقت أكثر من مرة تأكيدات من مصر بعملها "الدؤوب" من أجل إنهاء معاناة الأسير المضرب عن الطعام خليل العواودة، والعمل الجاد لإطلاق سراح القيادي البارز في الحركة الشيخ بسام السعدي.
وكانت مصادر فلسطينية موثوقة ذكرت، لـ"العربي الجديد"، السبت قبل الماضي، أنّ وفداً أمنياً مصرياً رفيع المستوى سيصل إلى تل أبيب وقطاع غزة خلال الأيام المقبلة لبحث تثبيت حالة الهدوء التي أعقبت جولة القتال التي استمرت 56 ساعة بين حركة "الجهاد الإسلامي" والاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى العمل على انهاء ملفي الأسيرين خليل عواودة والشيخ بسام السعدي.
وقالت المصادر، إنّ أحد الاحتمالات هي وصول وزير المخابرات المصرية عباس كامل على رأس الوفد الأمني، لكن ذلك لم يؤكد حتى الآن، في انتظار إتمام الاتصالات بين الأطراف المختلفة والترتيبات لإنجاح هذه الزيارة.
وذكرت المصادر أنّ "المصريين مهتمين جداً بالعمل من أجل عواودة والسعدي وانهاء الملف لعدم تجدد القتال مع حركة الجهاد الإسلامي مرة أخرى في ظل استمرار تهديدات الحركة واهتمامها بإنجاز ما اتفق عليه خلال مباحثات وقف إطلاق النار".
يذكر أن اتفاق وقف النار جرى بوساطة وضمانات مصرية ونص على وقف شامل ومتبادل للنار، على أن تلتزم مصر بجهود الإفراج عن الأسير خليل عواودة وعلاجه، والإفراج عن الأسير والقيادي في حركة الجهاد الاسلامي بسام السعدي.
وتشهد العلاقات المصرية الإسرائيلية توتراً بسبب عدم تنفيذ بنود الاتفاق.
ومدّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، اليوم الأحد، اعتقال السعدي لمدة 5 أيام إضافية، في حين لا تزال تعتقل الأسير عواودة رغم تجميد الاعتقال الإداري بحقه.