حذّر رئيس الحكومة الجزائرية عبد العزيز جراد، اليوم السبت، في كلمة ألقاها خلال مشاركته في احتفالية نظمتها مؤسسة الأرشيف الوطني بمناسبة ذكرى تظاهرات 11 ديسمبر/ كانون الأول 1961، مما قال إنها "إرادة حقيقية لضرب الجزائر"، داعياً إلى التكاتف الداخلي.
وقال جراد إنه "لا يجب إغفال ما يشهده المحيط الجهوي من مخاطر ناجمة عن عدم استقرار المنطقة. الجزائر مستهدفة بالذات، وهناك عمليات أجنبية تريد ضرب استقرار البلاد، وها هي الدلائل اليوم، عندما نرى ما يحدث على كل حدودنا وما يعرفه الفضاء المغاربي والأفريقي المحيط بالجزائر من مخاطر وعدم استقرار وحروب، وعلى الجزائريين عدم نسيان ما يحدث بالمحيط الجهوي من مخاطر نتيجة عدم استقرار المنطقة".
ووجد رئيس الحكومة في الظروف الإقليمية وتداعياتها على الجزائر فرصة لإطلاق تحذيرات سياسية من جهة، ودعوة إلى التكاتف الداخلي وتضامن حقيقي لمجابهة التحديات التي تحيط بالبلاد من جهة أخرى، وقال: "حذارِ، عندما نقول للشعب الجزائري إن علينا التكاتف وحل مشاكلنا الداخلية بيننا، فإنه يتعين عليه إدراك أهمية جهود التضامن والأخوة في إيجاد أحسن الطرق للخروج من هذه الأزمة"، مشيراً إلى أنه، و"إزاء هذا الوضع، يتعين على المواطنين والطبقة السياسية والنخبة أن تبقى بالمرصاد، وأن تعمل على الحفاظ على استقرار البلاد وحماية المواطنين".
وتعهد رئيس الحكومة الجزائرية بالتزام السلطة العمل على خطط لحل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، "دون أي تنازل عن الثوابت والقضايا المبدئية للجزائر".
وقال: "الشعب الجزائري يبغي بناء دولة اجتماعية-ديمقراطية، انطلاقاً من احترام الثوابت الوطنية والدينية، وهو ما يستدعي التركيز على الأهم. أما القضايا التقنية الأخرى، وتلك المتعلقة بالتسيير، فنحن واقفون دائماً لحلها تدريجاً مع تحقيق الاستقرار وارتفاع أسعار النفط"، مشيراً إلى وجود "إرادة حقيقية من قبل رئيس الجمهورية والحكومة للعمل دون هوادة من أجل إخراج بلادنا من هذه الأزمة الظرفية".
وتأتي تصريحات رئيس الحكومة اليوم في خضم الذكرى الأولى لأول انتخابات رئاسية جرت بعد تظاهرات الحراك الشعبي الذي أطاح حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وحمل الرئيس عبد المجيد تبون إلى سدة الحكم، ولم يكشف جراد بالمناسبة عن أية معلومات وتفاصيل تخص عودة الرئيس تبون إلى الجزائر من رحلة علاجية طويلة في ألمانيا منذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.