أكد رئيس الحكومة الجزائرية أيمن بن عبد الرحمن، اليوم الإثنين، أن بلاده استكملت كل الترتيبات لعقد القمة العربية، المقررة في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن القضية الفلسطينية ستكون المسألة المركزية في القمة.
وقال بن عبد الرحمن، خلال عرضه البيان السنوي للسياسة العامة للحكومة أمام البرلمان، إن الجزائر هيأت الشروط اللازمة كافة من أجل إنجاح القمة العربية.
وبحسب رئيس الحكومة، فإن الجزائر تسعى من خلال القمة إلى "إعادة بناء العمل العربي المشترك، وترسيخ القيم المشتركة والتضامن العربي، وتكريس الطابع المركزي للقضية الفلسطينية، وتحيين مبادرة السلام العربية لسنة 2002".
على خط موازٍ مع القمة، تسعى الجزائر إلى عقد اجتماع للفصائل الفلسطينية، لبحث ملف الوحدة والمصالحة، وتحضير ورقة فلسطينية مشتركة تقدم إلى القمة.
ومن المرجح أن يشارك باجتماع المصالحة في الجزائر 13 فصيلاً فلسطينياً، تسبقه لقاءات تمهيدية بين الفصيلين الرئيسيين "فتح" و"حماس".
والثلاثاء الماضي، استكملت الجزائر تسليم الدعوات إلى القادة والملوك العرب للمشاركة في القمة العربية، بعد تسليم الرسالة الأخيرة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، بينما كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أول قائد عربي يتلقى الدعوة، تلاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
والأسبوع الماضي، وصل وفد من الجامعة العربية، برئاسة الأمين العام المساعد حسام زكي، إلى الجزائر، للتنسيق مع السلطات الجزائرية، بخصوص آخر التحضيرات. وأكد زكي من جهته، في تصريحات صحافية، أن ترتيبات القمة "باتت جاهزة".
من جهة ثانية، شدد رئيس الحكومة الجزائرية على أن الجزائر "ضاعفت جهودها لتقديم مساهمة في ضمان استقرار وأمن المنطقة التي تنتمي إليها (الساحل)، والتي تربطها مع بلدانها علاقات تاريخية وسياسية وإنسانية قوية ومتعددة"، في إشارة إلى مالي والنيجر على وجه التحديد.
وأشار، في هذا الشأن، إلى أن هناك "عودة قوية للدبلوماسية الجزائرية للقيام بدور محوري وريادي في المنطقة"، مشيراً إلى "التجاوب الكبير والاهتمام الذي أصبحت تبديه مختلف الدول لموقف الجزائر حول العديد من القضايا الإقليمية".
وكشف المسؤول الجزائري عن خطة الجزائر لإعادة الانتشار الدبلوماسي خلال السنوات القادمة، وقال إن الخطة "تتركز على تعزيز العلاقات مع أفريقيا والعالم العربي، من خلال دعم المساهمة في تجسيد المبادرات الأفريقية، كاتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، ومشاريع البنى التحتية المشتركة على غرار الطريق العابر للصحراء".
وتتضمن الخطة كذلك، بحسب رئيس الحكومة الجزائرية، "الدفاع عن مصالح الأمة، والمساهمة في الأمن والاستقرار الإقليميين، وتعزيز العلاقات مع أفريقيا والعالم العربي، وتطوير الشراكة وتعزيز السلم في العالم، وإعادة نشر الدبلوماسية الاقتصادية في خدمة التنمية، وعصرنة الجهاز الدبلوماسي، وتطوير استراتيجية العمل تجاه الجالية الجزائرية في الخارج".
وتسعى الجزائر إلى إعادة بناء علاقاتها العربية والأفريقية، بعد عقدين من التوجه نحو الغرب، ما أبعدها عن عمقها الأفريقي والعربي، وبدا ذلك واضحاً من خلال توجهات الرئيس عبد المجيد تبون، عقب تسلّمه الرئاسة بعد انتخابات ديسمبر/ تشرين الثاني 2019، حيث كانت أولى خمس زيارات قام بها إلى دول عربية، وهي السعودية وتونس ومصر وقطر والكويت، وزار بعدها تركيا.