رئيس الحكومة الإيطالية في الجزائر: تكثيف الزيارات بين البلدين من أجل شراكة أوسع

06 ابريل 2022
يصل رئيس الوزراء الإيطالي إلى الجزائر الإثنين المقبل (Getty)
+ الخط -

يصل رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إلى الجزائر الإثنين المقبل، بدعوة من الرئيس عبد المجيد تبون، في ظل ظروف حساسة يمر بها العالم جراء تحولات سياسية واقتصادية، وأزمة الطاقة وتداعيات الحرب في أوكرانيا.

ويشارك رئيس الحكومة الإيطالية دراغي خلال زيارته في الاجتماع الرابع الرفيع المستوى بين البلدين، مع رئيس الحكومة الجزائرية أيمن عبد الرحمن، إذ ستتم مناقشة ملفات التعاون في مجالات الطاقة والتجارة والصناعة والمؤسسات الناشئة والتكنولوجيا والزراعة والنقل والصحة، وهي ملفات تم التفاهم بشأنها خلال الزيارة الأخيرة للأمين العام لوزارة الخارجية شكيب قايد الأسبوع الماضي إلى روما.

وتعد هذه الزيارة الثالثة لمسؤول إيطالي إلى الجزائر في غضون شهر، إذ كان وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو قد زار الجزائر نهاية فبراير/شباط الماضي، مباشرة بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، لمناقشة قضايا تخص الطاقة وضمان إمدادات الغاز، في ظل مخاوف من تداعيات الحرب وتراجع إمدادات الغاز الروسي إلى الدول الأوروبية. 

كما زار الجزائر قبل يومين الرئيس التنفيذي لشركة "إيني"، كلاوديو ديسكالتسي، وتم خلال الزيارة التوقيع على اتفاق بين شركة المحروقات الجزائرية "سوناطراك" وشركة "إيني" الإيطالية، لزيادة إمدادات الغاز من الجزائر إلى إيطاليا، وتطوير سريع لعدد من المشاريع المشتركة في قطاع النفط والغاز بمنطقة بركين، جنوبي الجزائر.

وتعد الجزائر الممون الرئيسي لإيطاليا بالغاز الطبيعي، إذ بلغت صادرات الغاز الجزائري إلى إيطاليا ملياراً و500 مليون متر مكعب في يناير/كانون الثاني الماضي.

وكانت شركة المحروقات الجزائرية "سوناطراك" والمجمع الإيطالي "إيني"ّ قد وقعا في مايو/أيار 2019، اتفاقا جديدا لشراء ونقل الغاز الطبيعي لعشر سنوات قادمة. 

ويربط أنبوب غاز الجزائر بإيطاليا، ويمر عبر تونس، ويضمن نقل الغاز إليها، ومنها إلى الدول الأوروبية، إضافة إلى أنبوب ثان يربط بين ميناء بني صاف غربي الجزائر بألميريا الإسبانية، ويضمن تدفق 10.6 مليارات متر مكعب من الغاز مع إمكانية زيادة تدفقاته.

وتساهم الجزائر بنسبة 11 بالمائة من إجمالي واردات القارة من الغاز، ويتم إمداد السوق الأوروبية عبر شبكة خطوط الأنابيب التي تصل فيها قدرة الضخ إلى 42 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وأسطول من 6 ناقلات للغاز الطبيعي المسال. 

وإضافة إلى استحقاقات ملف الطاقة، تأتي سلسلة الزيارات هذه في إطار التحضير لزيارة سيقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى روما في مايو/ أيار المقبل، إذ كان سفير الجزائر في روما، عبد الكريم طواهرية، قد كشف قبل أسبوعين، خلال لقائه المستشار الدبلوماسي للوزير الأول الإيطالي لويجي ماتيولو، أن الرئيس عبد المجيد تبون سيقوم بزيارة إلى إيطاليا خلال مايو/ أيار المقبل. 

وبقدر ما تلقي روما بثقل علاقاتها مع الجزائر، تجد الأخيرة أن الظرف السياسي جد مناسب لتعزيز علاقاتها معها.

وإضافة إلى جملة من المعطيات الاقتصادية والسياسية التي تفرض على روما السعي في اتجاه إقامة شراكة استراتيجية مع الجزائر، فإن الجانب الجزائري مهتم أيضا بهذه الشراكة، لأسباب اقتصادية، إذ يبدي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رغبة معلنة في الاستفادة من التجربة الإيطالية في المؤسسات الصغيرة المنتجة. 

وأكد تبون منذ تسلمه السلطة إعجابه بتجربة الاقتصاد الإيطالي، وقال إنه يشبه الاقتصاد الجزائري، وحث الحكومة على التنسيق مع القطاعات الوزارية في إيطاليا، لنقل تجربة إنشاء المؤسسات الصغيرة والناشئة، إضافة إلى سبب سياسي يتعلق برغبة الجزائر في نقل نقطة ارتكازها مع شركاء الضفة الشمالية للمتوسط من فرنسا وإسبانيا إلى شريك تعتبره أكثر ثقة، وهو إيطاليا.