رئيس البرلمان العراقي يدعو لإنصاف عائلات المُغيبين ويصفهم بالمغدورين

08 ديسمبر 2022
الحلبوسي دعا لإبعاد الملف عن المزايدات السياسية (ليدوفيتش ماران/ فرانس برس)
+ الخط -

في أول تصريح من نوعه يتناول قضية آلاف المغيبين العراقيين الذين جرى اقتيادهم من قبل مليشيات مسلحة بين 2014 و2016، إبان نزوحهم من مناطقهم التي سيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي، قال رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، إنّ التعبير الأصح لوصف مآلهم هو تعبير "المغدورين لأنه تم قتلهم".

وقال الحلبوسي، في مقابلة مع محطة تلفزيون عراقية محلية، أمس الأربعاء، "يجب أن نصارح الناس بحقيقتهم، ونغير اسمهم أولاً إلى المغدورين وليس المغيبين. مغدورين فارقوا الحياة، ويجب على الدولة إنصاف ذويهم وشمولهم عوائلهم بقانون ضحايا الإرهاب، بالتعويض أما الاستمرار بتضليل عوائلهم منذ 2014 ولغاية الآن، فغير صحيح... غيبوا وتم اغتيالهم في تلك الفترة".

وأضاف قائلاً "لأكون أكثر جرأة مع الناس الذين خسروا ذويهم وأبناءهم.. لا ينبغي أن يستخدم الملف للقدح السياسي وأن نوفر لأهلهم حياة كريمة، أما منحهم أملا بعودتهم فهذا غير صحيح".

وهذا أول اعتراف رسمي من مسؤول عراقي بتصفية آلاف العراقيين الذين اقتيدوا إلى أماكن مجهولة بعد عزلهم عن عوائلهم خلال رحلة نزوحهم إلى مناطق خارج العمليات العسكرية التي كانت تدور ضد تنظيم "داعش" إبان سيطرته على مناطق واسعة شمالي العراق.

وتوجه الاتهامات لمليشيات عديدة، أبرزها "كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، وبدر، وسيد الشهداء، والإمام علي، والخراساني، ورساليون، والنجباء"، وجماعات مسلحة أخرى، بالوقوف وراء عمليات تصفية النازحين بدوافع طائفية. ويقدر عدد الضحايا بأكثر من 22 ألف عراقي من مدن شمالي وغربي العراق، لكن القضاء العراقي لم يفتح أي تحقيق في قضيتهم.

في السياق ذاته، تحدّث الحلبوسي عن الوضع في بلدة جرف الصخر جنوب العاصمة بغداد، والتي تسيطر عليها فصائل مسلحة وتمنع أهلها النازحين من العودة إليها، مؤكداً أنّ "البلدة أصبحت معسكراً لفصائل مسلحة، ولا أحد يستطيع دخولها مهما علا شأنه".

وأشار إلى أنّ "إعادة النازحين هي فقرة من ضمن الاتفاق السياسي، وهناك حديث عن عودة بعض المناطق وصلت إلينا بيانات عن العمل لإعادة 700 عائلة في مركز ناحية جرف الصخر وبعض الأطراف الأخرى"، مؤكداً "لن تتمكن الدولة من إعادة نازحي جرف الصخر إلا بإعادة السيطرة على المنطقة وبساتينها التي هي خارج سيطرة الدولة".

وتعليقاً على تصريحات الحلبوسي، كتب الباحث في الشأن السياسي، مجاهد الطائي، على "تويتر"، إنّ "حديث الحلبوسي عن المخفيين قسراً وتغيير تسميتهم إلى مغدورين، أمر تحدثنا عنه كثيراً. وهو مرتبط بالمقابر الجماعية من جهة، وبمنع دخول مناطق منزوعة السكان من جهة أخرى".

وأشار الطائي إلى تصريحات لرئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي عن المغيبين بعبارة "انسوهم" وظهور عبارة "مغدورين"، في الحكومة الحالية، بالقول "هل اتضحت الآن صورة ما فعله المحررون بـ"رهائن داعش داخل المدن؟".

المساهمون