رئيس البرلمان التركي: قضية الهجرة ستستمر في تعقيداتها لعقود

20 يناير 2022
شدد شنطوب على القيم الإنسانية في أي نظام عالمي جديد (مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني)
+ الخط -

قال رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، إنّ الأحداث التي وقعت على مدار العشرين عاماً الماضية، ومن ضمنها الانكماش الاقتصادي على المستوى العالمي، وتفشي الصراعات المختلفة، وزيادة مستويات الهجرة، والوباء، قد عجلت من معدل التغيير التاريخي وخلقت لحظات فاصلة جديدة في التاريخ، مرجّحاً أنّ قضية الهجرة ستستمر في تعقيدها وبروزها على مدى العقود العديدة القادمة.

واعتبر شنطوب، في محاضرة نظمها الأربعاء، "مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني"، بالتعاون مع السفارة التركية في الدوحة على هامش زيارة رئيس البرلمان التركي لقطر، وأدارها مدير المركز سلطان بركات، أنّ النظام العالمي الجديد مُطالب بمعالجة نقاط الضعف التي كشفت عنها هذه الأحداث التاريخية في نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية، الذي حدَّدته المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وصندوق النقد الدولي، لتسيير العلاقات الدولية المعاصرة.

وأوضح شنطوب أنّ نقاط الضعف في هذا النظام تشمل الإحساس العميق بالحزبية والاستقطاب بين الدول اليوم، حيث تحدد الدول عضويتها في كتل معينة علاقاتها مع الدول الأخرى، مستدلاً على ذلك بالخلاف بين روسيا وأوكرانيا حول عضوية الأخيرة في الاتحاد الأوروبي، لافتاً في الوقت عينه إلى أنّ تحالفات الدول اليوم تختلف وفقًا لكل قضية، وهو ما يشير إلى عدم أهمية التكتلات والمؤسسات الحزبية في القرن الحادي والعشرين. 

وأشار شنطوب إلى أنّ قضية الهجرة ستستمر في تعقيدها وبروزها على مدى العقود العديدة القادمة، موضحاً أن العديد من الدراسات بيَّنت أن أعلى نسبة سكانية عالمية في المستقبل ستكون في آسيا وأفريقيا؛ وهي القارات التي تشهد حاليّاً معظم النزاعات ومستويات الهجرة. 

وشدد على ضرورة أن يتمتع النظام العالمي الجديد بنظرة مستندة إلى القيم الإنسانية، مستشهداً بالوباء العالمي المستمر كدليل على التدويل السريع للأمراض المحلية، إضافة إلى تكاليف التوزيع "غير المتكافئ" للقاحات في جميع أنحاء العالم، كما هو الحال في ظهور متغيرات جديدة من فيروس كورونا في المناطق التي يكون فيها إعطاء لقاحات أقل على نحو غير متناسب مقارنة بمناطق أخرى. وفي السياق، أكد دور تركيا في استضافة اللاجئين، ودعم عملية المفاوضات والحوار، وإيصال الإمدادات الطبية إلى أكثر من 100 دولة حول العالم.

وشنطوب شارك بركات النقاش حول القيود التي يفرضها الانكماش الاقتصادي في تركيا على رؤاها لتعزيز المشاركة العالمية في نظام عالمي جديد، والصعوبات في تطوير نظام عالمي جديد مستنير تقوده القيم الإنسانية، وتجربة تركيا في الموازنة بين مسؤولياتها الإنسانية الإقليمية ومصالحها الداخلية. 

وشدد شنطوب على أنّ قطر وتركيا "تشتركان في نهج دبلوماسي قائم على المبادئ والقيم الإنسانية، وهو ما تجلى أخيراً في انخراطهما في أفغانستان".

وفي معرض ردوده على أسئلة الحضور، قال شنطوب إنّ النظام العالمي الجديد سيستغرق عدة عقود حتى يظهر، مضيفاً أنّ الأعضاء في حلف "الناتو" يسعون لإيجاد أدوات بديلة لمعالجة القضايا على نحو أكثر فعالية، مؤكداً مرة أخرى "التزام تركيا بتعزيز نهج المفاوضات والحوار وتسوية الصراعات سلميّاً".

المساهمون