قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، "سنزيد عدد جنود جيشنا إلى 100,000 خلال السنوات الثلاث المقبلة"، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ العمل جارٍ لتحديد موعد لمحادثات سلام.
وأضاف الرئيس الأوكراني، أمام البرلمان الأوكراني، "نبحث موعد محادثات السلام المقبلة مع روسيا بمشاركة فرنسا وألمانيا".
ووقع الرئيس الأوكراني، على مرسوم الارتقاء بالقدرات الدفاعية للبلاد بما يقتضي زيادة عدد أفراد الجيش بمقدار 100 ألف خلال السنوات الثلاث المقبلة، وتشكيل 20 فرقة إضافية وزيادة مدة الخدمة بموجب التعاقد، نافياً في الوقت نفسه أن يكون ذلك استعداداً لحرب.
وقال زيلينسكي في كلمته الافتتاحية بالدورة السابعة للرادا العليا (البرلمان الأوكراني): "يقتضي هذا المرسوم زيادة أجور جميع العسكريين إلى مستوى لا يقل عن ثلاثة أضعاف الحد الأدنى للأجور، والانتقال إلى أسس الجيش المحترف، وزيادة مدة سريان العقود. وضع رؤية لتوفير المساكن للعسكريين والمحاربين القدامى وأفراد عائلاتهم، وكذلك زيادة عدد أفراد القوات المسلحة الأوكرانية بمقدار 100 ألف بالجيش المحترف، وتشكيل 20 فرقة إضافية للقوات المسلحة الأوكرانية".
واعتبر أن هذا المرسوم سيساعد في تعزيز الجيش، مضيفاً: "لم يصدر هذا المرسوم بسبب قرب الحرب، وإنما حتى يكون السلام في أوكرانيا قريباً. يسرني أن أوقع على هذا المرسوم بحضوركم".
وفي الشأن، أكد زيلينسكي أنّ الدعم العسكري والدبلوماسي الغربي لبلاده بلغ أعلى مستوى له منذ ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم في 2014، فيما تسود مخاوف من غزو روسي محتمل.
وقال زيلينسكي إن "الدعم الذي تحظى به أوكرانيا هو الأكبر منذ 2014، إنه غير مشروط ومتواصل".
وطالب زيلينسكي، في وقتٍ سابق، دول الغرب بعدم إثارة الذعر وسط استمرار حشد قوات روسية على الحدود مع بلاده، وتحذير الولايات المتحدة من أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيكون "كارثياً".
وكان الرئيس الأوكراني، قد دعا الشهر الماضي، إلى قمة رباعية مع موسكو وباريس وبرلين "لإنهاء الصراع" مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
واعتبر زيلينسكي حينها أنه "آن الأوان للتوصل إلى اتفاق ينهي الصراع ونحن مستعدون لاتخاذ القرارات اللازمة خلال قمة جديدة". يذكر أن أوكرانيا دعت في السابق مرات عدة إلى مثل هذه القمم الرباعية المسماة "صيغة النورماندي"، وهي اقتراحات رفضتها موسكو عموما، متهمة كييف بعدم تطبيق اتفاقات السلام الموقعة في مينسك وتم التفاوض عليها بوساطة فرنسية-ألمانية في 2015.
وكانت القمة السابقة من "صيغة النورماندي"، عقدت في باريس في ديسمبر/كانون الأول 2019، أتاحت إحراز تقدم خجول، لكن عملية السلام وصلت مجدداً إلى مأزق فيما أوقعت الحرب في شرق أوكرانيا أكثر من 13 ألف قتيل منذ 2014.
اتصال حاسم بين بلينكن ولافروف الثلاثاء بشأن الأزمة الأوكرانية
من المقرّر أن يتحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الثلاثاء، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، لاتّخاذ قرار حول كيفية المضي قدماً في التعامل مع الأزمة الأوكرانية عالية الخطورة.
وأعلن مسؤول أميركي، لوكالة "فرانس برس"، الإثنين أنّ الولايات المتحدة تلقّت من روسيا رسالة خطّية تتضمّن ملاحظات الكرملين على الجواب الخطّي الذي سلّمته واشنطن إلى موسكو الأسبوع الماضي وضمّنته ردّها على مطالبه الأمنية واشتراطاته لحلّ الأزمة الأوكرانية، من دون أن يُحدّد فحوى الردّ.
ويأتي الاتصال المرتقب غداة مناقشات في مجلس الأمن الدولي بين روسيا والولايات المتحدة حول القوات التي حشدتها موسكو على الحدود مع أوكرانيا.
من المقرّر أن يتحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني #بلينكن الثلاثاء مع نظيره الروسي سيرغي #لافروف لاتّخاذ قرار حول كيفية المضي قدمًا في التعامل مع الأزمة الأوكرانية عالية الخطورة.
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) February 1, 2022
التفاصيل ⬇️⬇️https://t.co/immWUOEEq3 #فرانس_برس pic.twitter.com/LnLT1dwGnt
ومنذ نهاية العام الماضي تتّهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا بحشد ما يصل إلى مئة ألف جندي على حدودها مع جارتها الموالية للغرب تمهيداً لغزوها.
لكنّ موسكو تنفي وجود أيّ مخطّط لديها من هذا القبيل، مطالبةً في الوقت نفسه بضمانات خطّية لأمنها، وفي مقدّمها التعهّد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي أبداً وبوقف توسّع الحلف شرقًا.
ورفضت واشنطن في رسالتها الجوابية رفضاً مطلقاً الشرط المتعلّق باحتمال انضمام أوكرانيا للحلف الأطلسي، لكنّها أبدت استعداداً لأن تبحث مع موسكو مسائل أخرى مهمة مثل تعزيز محادثات مراقبة الأسلحة، في ما يتعلّق خصوصاً بمسألة الصواريخ الاستراتيجية والأسلحة النووية المتمركزة في أوروبا، بالإضافة إلى المناورات العسكرية.
وفي الوقت الذي سيتحدّث فيه بلينكن ولافروف عبر الهاتف، سيزور رئيس الحكومة البريطاني بوريس جونسون كييف الثلاثاء حيث سيلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأعلن جونسون السبت أنّ بلاده ستقترح على حلف شمال الأطلسي نشر قوّات وأسلحة وسفن حربيّة وطائرات مقاتلة في أوروبا، في إطار عمليّة انتشار عسكري "كبيرة"، رداً على تصاعد "العداء الروسي" تجاه أوكرانيا.
وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضاً اتصالاً هاتفياً جديداً مع بوتين، أمس الإثنين، كان الثاني في غضون أربعة أيام.
ومن المتوقع أن يصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ونظيرته الألمانية آنالينا بيربوك ورئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافسكي إلى كييف هذا الأسبوع. وأعلنت عدة دول غربية في الأيام الأخيرة عن إرسال وحدات عسكرية جديدة إلى أوروبا الشرقية.