- الخارجية الإيرانية تدين الهجوم وتطالب بتصدي مجلس الأمن الدولي لانتهاكات إسرائيل، محذرة من مغامرات إسرائيل الإقليمية ومؤكدة على حق إيران في الرد القاسي.
- خلال اتصال بين الرئيسين الإيراني والسوري، تمت إدانة الهجوم الإسرائيلي كدليل على عجز إسرائيل أمام المقاومة، مع تأكيد على عقاب حتمي لإسرائيل وداعميها.
قال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، يوم الثلاثاء، تعقيباً على استهداف ضربة إسرائيلية قنصلية بلاده في دمشق إنّ "جريمة الكيان الصهيوني لن تبقى من دون رد"، مضيفاً أن "على الصهاينة أن يدركوا أنهم لن ينالوا أهدافهم المشؤومة بهذه التصرفات اللاإنسانية".
وأضاف الرئيس الإيراني، وفق ما أوردت وكالة فارس الإيرانية، أن الاحتلال "سيشهد في كل يوم تعاظم جبهة المقاومة، وازدياد كراهية الشعوب الحرة لطبيعته غير المشروعة".
وصباح يوم الثلاثاء، أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني أنه عقد، الليلة الماضية، اجتماعاً لبحث "جريمة حرب" ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بقصف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، ومقتل العميد محمد رضا زاهدي.
وأكد المجلس أنه "اتُخذت قرارات مناسبة" في الاجتماع الذي حضره الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بصفته رئيساً للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وأفاد التلفزيون الإيراني بأن عدد قتلى الهجوم على القنصلية الإيرانية وصل إلى 13 شخصاً، سبعة إيرانيين وستة سوريين، وأضاف أن عمليات إزالة ركام مبنى القنصلية في مراحلها الأخيرة.
بدورها، أعلنت الخارجية الإيرانية، في بيان، يوم الثلاثاء، أنها تدين استهداف قنصليتها في دمشق واغتيال قيادات عسكرية إيرانية بـ"أشد العبارات"، مناشدة مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بالتصدي لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وإبداء "ردة فعل سريعة ولازمة" واستنكار الهجوم.
وأوردت، في بيانها، أن الاحتلال بعد "إخفاقه في إيقاف قدرات المقاومة في قطاع غزة لجأ إلى طريقة حقيرة للخروج من عزلته السياسية والدولية"، مؤكدة أن إسرائيل "تسعى بشكل خطير وجنوني إلى توسيع الحرب في المنطقة، والتضحية بالسلام والأمن الإقليميين والدوليين لأجل رغباتها المشؤومة ونزعتها العدوانية".
وأضافت أن الهجوم "يعكس قمة العجز والتخبط الاستراتيجي للكيان الصهيوني، نتيجة فشله العسكري والسياسي والأخلاقي في قطاع غزة، بعد ستة أشهر من عدوانه الظالم والإجرامي، ومن دون تحقيق أي انتصار على قوى المقاومة والشعب الفلسطيني".
وعن الرد الإيراني، قالت الخارجية الإيرانية إن طهران "ستجعل الكيان الصهيوني العاجز المعتدي نادماً على ارتكاب هذه الجريمة"، محذرة المجتمع الدولي من "مغامرات" الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع نطاق الحرب إقليمياً خارج جغرافيا فلسطين المحتلة، مع تحميل الكيان مسؤولية عواقب وتداعيات استهداف القنصلية الإيرانية.
كما أكدت الخارجية الإيرانية "حق إيران المشروع والذاتي على أساس القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة في الرد القاسي" على الهجوم.
اتصال بين الأسد ورئيسي
إلى ذلك، دان رئيس النظام السوري بشار الأسد، مساء الثلاثاء، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، الهجوم الإسرائيلي. وقال، وفق ما نقل موقع رئاسة الجمهورية، إن "ما قام به الكيان الصهيوني من استهداف لمقر بعثة دبلوماسية في منطقة تعج بالمدنيين ليس بالأمر المستغرب"، مضيفاً: "هذا الكيان بُني على القتل وسفك الدماء والتهجير والسلب، وما الإبادات الجماعية والمجازر المستمرة في غزة منذ أكثر من ستة أشهر، إلا أوضح دليل على همجية هذا الكيان"، وفق الموقع.
من جانبه، أكد الرئيس الإيراني، خلال الاتصال، أن "العدوان الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق يعكس مدى عجزه في مواجهة المقاومة"، وفق ما نقلت قناة الميادين الموالية للنظام السوري، مشيراً إلى أنه "لا شك أن هذا الكيان ومن يدعمه سينالون عقوبة حتمية على جرائمهم الوحشية في غزة".
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف، يوم الاثنين، مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بستة صواريخ، وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم أودى بحياة جنرالين، هما محمد رضا زاهدي، قائد الحرس في سورية ولبنان، ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي، بالإضافة إلى خمسة ضباط آخرين مرافقين لهما.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن وزارته استدعت، فجر الثلاثاء، القائم بأعمال السفارة السويسرية في طهران باعتبارها راعية للمصالح الأميركية في إيران، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأضاف أمير عبد اللهيان أنه "أُرسلت رسالة مهمة إلى الإدارة الأميركية بصفتها حامية للكيان الصهيوني"، مشدداً على أنه ينبغي على واشنطن "تحمل المسؤولية"، وفق ما أوردت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية.
ولم يكشف أمير عبد اللهيان عن فحوى الرسالة، لكنه قال إنه خلال جلسة استدعاء الدبلوماسي السويسري "شُرحت أبعاد الهجوم الإرهابي وجريمة الكيان الإسرائيلي، وجرى تأكيد مسؤولية الإدارة الأميركية".
"نيويورك تايمز": ضربة القنصلية الإيرانية في دمشق استهدفت اجتماعاً سرياً
ويوم الثلاثاء، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، عن عضوين في الحرس الثوري الإيراني، قولهما إنّ الضربة استهدفت اجتماعاً سرياً كان يحضره مسؤولون من المخابرات الإيرانية وقادة فلسطينيون من حركة الجهاد الإسلامي لمناقشة الحرب على غزة.
وقال متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري لشبكة "سي أن أن" الأميركية: "هذه ليست قنصلية وليست سفارة. هذا مبنى عسكري لقوات القدس متنكر في زي مبنى مدني في دمشق".
ونقلت الصحيفة عن مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز قوله إنّ "استهداف منشأة دبلوماسية يشبه استهداف إيران على أراضيها"، مضيفاً أنّ "الفشل في الرد من شأنه أن يقوض الوجود العسكري الإيراني في سورية، لكن إذا ردوا فسوف يقعون في الفخ الذي يعتقدون أن إسرائيل نصبته لهم للدخول في حرب مباشرة".
وكشف موقع أكسيوس الأميركي، يوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة أبلغت إيران بعدم ضلوعها في الضربة الإسرائيلية التي استهدفت محيط القنصلية الإيرانية في دمشق، بعد ساعات من توجيه طهران رسالة إلى واشنطن مفادها أنه ينبغي على أميركا "تحمل المسؤولية". ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله إنّ واشنطن أبلغت طهران بعدم ضلوعها في الضربة الإسرائيلية على سورية، وبأنه لم يكن لديها معلومات متقدمة عنها.