دي ميستورا يحل بالعيون في أول زيارة رسمية للصحراء

04 سبتمبر 2023
تأتي زيارة دي ميستورا للصحراء في ظل وضع إقليمي مضطرب (فرانس برس)
+ الخط -

وصل المبعوث الأممي إلى الصحراء ستيفان دي ميستورا، مساء الاثنين، إلى مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء، في أول زيارة رسمية له منذ تعيينه في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

وتأتي زيارة دي ميستورا للعيون في مستهل جولة ثالثة له بالمنطقة، وذلك قبل أسابيع من عقد مجلس الأمن جلسات، الشهر المقبل، لمناقشة تطورات ملف الصحراء، وتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء التي ستنتهي في 31 أكتوبر / تشرين الأول القادم.

كما تأتي زيارة المسؤول الأممي في ظل وضع إقليمي مضطرب، وزيادة الهوة بين المغرب والجزائر، واتساع دائرة الخلاف بينهما.

بالمقابل، يبدو لافتاً، التحركات الأميركية الدبلوماسية الساعية للبحث عن مخرج للمأزق الذي يعيشه ملف الصحراء، كان آخر هذه التحركات الزيارة التي يقوم بها حالياً، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي جوشوا هاريس إلى مخيمات تندوف.

وكان دي ميستورا قد حل في 12 يناير/كانون الثاني 2022 بالعاصمة المغربية الرباط، في سياق أول جولة له بالمنطقة، منذ تعيينه، خلفاً للمبعوث السابق الألماني، هورست كوهلر، الذي كان قد استقال عام 2019 لـ"دواع صحية".

وشملت الجولة الأولى لدى ميستورا، الجزائر ومخيمات تندوف وموريتانيا، وهي الجولة التي اعتبرها المراقبون جولة لجسّ النبض، والسعي للتحضير للقاءات المستقبلية، ومحاولة تجاوز الانسداد الحاصل منذ استقالة كوهلر. 

إلى ذلك، وجد المبعوث الأممي في استقباله بمطار العيون، والي جهة العيون الساقية الحمراء عبد السلام بيكرات، ورئيس مجلس الجهة سيدي حمدي ولد الرشيد، ورئيس المجلس الجماعي للعيون مولاي حمدي ولد الرشيد، ووفد من بعثة "مينورسو"، على رأسهم الجنرال البنغالي فخر الإحسان قائد قوات البعثة الأممية.

وكشفت مصادر صحراوية لـ"العربي الجديد"، أن زيارة المبعوث الأممي إلى مدينة العيون ستليها غداً زيارة مماثلة لمدينة الداخلة، ثاني كبريات حواضر الصحراء، على أن يجري بعد ذلك محادثات مع مسؤولين مغاربة في العاصمة الرباط، في مقدمتهم وزير الخارجية ناصر بوريطة.

وحسب المصادر ذاتها تتضمن أجندة دي ميستورا لقاءات مع السلطات المحلية والمنتخبين ممثلين في رئيس الجهة ورئيس بلدية المدينة، وكذلك مع شيوخ القبائل ومع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون، بالإضافة إلى مسؤولي "مينورسو" (بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء)، وأعضاء الجمعيات الموالية لجبهة "البوليساريو"، وكذلك الفاعلين الصحراويين الوحدويين المناصرين للمغرب.

وقللت المصادر من أهمية زيارة المبعوث الأممي، واصفة إياها بأنها "روتينية وعادية"، مشيرة إلى أنها تأتي في سياق الإعداد لتقرير الأمين العام حول الصحراء المنتظر عرضه خلال أكتوبر/ تشرين الأول في مجلس الأمن الدولي، وأنها لن تحقق أي اختراق بإعادة الأطراف إلى "الموائد المستديرة".

وتسعى الرباط إلى إيجاد حل سياسي، على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفي إطار مسلسل "الموائد المستديرة"، وبحضور الأطراف الأربعة المعنية بالقضية (المغرب، الجزائر، موريتانيا، وجبهة البوليساريو). 

ويعتبر المغرب المبادرة التي كان قدمها في عام 2007 "فرصة حقيقية من شأنها أن تساعد على انطلاق مفاوضات، بهدف التوصل إلى حل نهائي لهذا الخلاف على أساس إجراءات توافقية، تنسجم مع الأهداف والمبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة".

ومنذ تعيينه في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، لم يفلح دي ميستورا في دفع أطراف النزاع للجلوس إلى طاولة المفاوضات، من خلال آلية "الطاولات المستديرة"، حيث بدت مهمته، خلال الأشهر الماضية، صعبة، خصوصاً في ظل إعلان الجزائر رفضها تلك الآلية، ومطالبتها بمفاوضات مباشرة ومن دون شروط، بين المغرب وجبه "البوليساريو" فقط، فيما تعتبر الرباط جارتها الشرقية معنية بالنزاع مباشرةً.

كذلك ألقى واقع التوتر السائد في علاقات الرباط والجزائر والخلافات العميقة بينهما، منذ إعلان الأخيرة، في 24 أغسطس/ آب من عام 2021، قطع علاقتها مع جارتها الغربية من جانب واحد، بظلاله على مساعي المبعوث الشخصي لتحقيق أي اختراق في جدار ملف الصحراء.

وزاد من صعوبة مهمته كذلك التوتر والخلافات العميقة بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، منذ اندلاع أزمة معبر الكركرات (مع موريتانيا)، التي انتهت في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، بإعلان الجبهة عدم التزامها بقرار وقف إطلاق النار الموقع عام 1991، بعد نجاح الجيش المغربي في تأمين المعبر الحدودي، وطرد عناصر محسوبة على الجبهة منه، بعد أسابيع من تمكّنها من إغلاقه في وجه تدفق الأشخاص والبضائع بين المغرب وموريتانيا.

المساهمون