دولة مبارك والسيسي "اتحشرت" في التوكتوك

31 يوليو 2015
نسي محلب أن حكومته منعت سير التوكتوك سابقاً (تويتر)
+ الخط -

"مافيش وظايف حكومية خلاص... انسوا... روحوا سوقوا توكتوك"، هذه خلاصة النصيحة، والحل الذي قاله رئيس الحكومة المصرية، إبراهيم محلب للشباب، لحل أزمة البطالة، في محاولة منه للسير على درب رئيسه، الذي أبدع من قبل في حل نفس المشكلة، مستعيناً بعربات الخضار.

وخلال حواره مع الإعلامي أسامة كمال، على قناة "القاهرة والناس"، أشار محلب لأهمية الأعمال اليدوية والبدنية، وقيادة التوكتوك، نظراً لحال اقتصاد البلد، وعلى رأي قائده "مافيش، ماعنديش"، في الوقت الذي تفتح فيه كل أبواب الدولة لرموز المخلوع حسني مبارك، وقيادات الفساد، والاستيلاء على أراضي الدولة، والتربح بالمليارات، حسب تعليق ناشطين.

استقبلت منصات التواصل الاجتماعي تصريحات محلب بمزيج من الدهشة والتعجب، مصحوبة بسخرية لاذعة، للقرارات التي تتضارب مع النصائح المخلصة للشباب، فقال أحمد "حلول عبقرية من محلب للشباب: إشتغلوا سواقين توكتوك!! قرارات عبقرية من محلب: إيقاف تشغيل التوكتوك!! يامثبت الدين والعقل يارب".

اقرأ أيضاً: عكاشة يعتبر"ثورة 23 يوليو" انقلابًا عسكريًا: جه يكحلها عماها

كذلك، سخرت نبع، من حكومة محلب التي تناقض نفسها، وتمنع التوكتوك في يوم، وتنصح بالعمل عليه في اليوم التالي، وقالت "محلب بيطالب الشباب بالعمل على تكاتك... مش دي المشكلة... المصيبة إن بعد يوم واحد بس من قرار منع التوكتوك".

ولم يكتف المسؤول عن تطوير قصور مبارك الرئاسية، وهي القضية الوحيدة التي حكم على مبارك فيها، بنصيحة الشباب بقيادة التوكتوك المحظور من قبل حكومته، بل انتقد الشباب الذين يرفضون المهن البدنية، كالحدادة والنجارة، وانتظارهم للحكومة لتوظفهم، كما أخبرته وزيرة القوى العامة، بعدم وجود من يتقدم للمهن اليدوية المتاحة.


وضرب محلب مثلاً بالدول التي تقدمت بالتوكتوك، كألمانيا واليابان، والتي بنيت بالعرق والجهد، الذي لا يرى منه سوى قيادة التوكتوك، ونسي محلب أو تناسى، أن حكومته هي من منعت سير التوكتوك في الشوارع الرئيسية، قبيل حواره بيوم، ومنعت ترخيصه، تمهيداً للتضييق عليه ومنعه.

ويبدو أن التوكتوك هو كلمة السر في كل الحكومات المصرية المتعاقبة منذ سنوات، سواء قبل ثورة يناير، أو بعدها، فكان هو الحل العبقري لنجل المخلوع جمال مبارك وحاشيته، وعلى رأسهم بطرس غالي، للتمهيد لتقديمه كمنقذ البلاد من البطالة، قبيل ترشحه، ليرث دولة والده. وكان هو الحل الأنجح والأسرع آن ذاك، في استيعاب آلاف الشباب، في إشارة لها دلالتها على ارتباط الحكومة الحالية بدولة مبارك العميقة.

وعن ارتباط محلب بدولة مبارك والقصور الرئاسية والتوكتوك، تساءل البعض عن سر إصراره لنفس الحلول المباركية التي أغرقت البلاد من قبل، فقال زين "للتذكير، السيد رئيس الوزراء عضو المكتب السياسي للحزب الوطني المنحل، وأحد المتهمين الرئيسيين في قضية القصور الرئاسية، وهي القضية الوحيدة التي حكم فيها على مبارك بالسجن، حر طليق، بل رئيساً للحكومة ويمانع توظيف الشباب".

وسخر مجدي من تراخيص التوكتوك غير المتوفرة من الأساس، لكي تكون حلاً مثالياً في نظر حكومة محلب، فكتب "مواطن قال لمحلب موافق أشتغل سواق توكتوك بس أنا معييش تمنه!محلب: أشتغل توكتوك يا اخي لحد ما تجيب تمنه وبطلوا دلع بقي مليتوا البلد".