حث ممثلون عن محافظة القدس ونقابة الصحافيين الفلسطينيين ومؤسسات المجتمع المدني في القدس المحتلة، يوم الأربعاء، المواطنين المقدسيين على أوسع مشاركة في العملية الانتخابية ترشيحاً واقتراعاً، باعتبار ذلك استحقاقاً وطنياً يؤكد عروبة وفلسطينية القدس.
وفي مستهل كلمته في المؤتمر الصحافي الذي دعت إليه محافظة القدس، عبّر مدير غرفة تجارة وصناعة القدس، جواد عبيدات، عن تفاؤله في إمكانية أن يشارك المقدسيون على نحو كبير بهذه الانتخابات، مشيراً بهذا الخصوص إلى أن نسبة عالية من المقدسيين سجلوا لهذه الانتخابات.
وقال عبيدات، إن المجتمع المقدسي تواق لاختيار ممثليه في المجلس التشريعي، كي يوصل صوته ومطالبه إلى السلطة التنفيذية"، داعيًا إلى فرز مرشحين عن مدينة القدس يتصدون لحملة التهويد الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق القدس.
ووجه عبيدات حديثه للمقدسيين قائلاً: "أنتم شركاء باتخاذ القرار، وعليكم اختيار مستقبلكم بالتوجه إلى صناديق الاقتراع مهما كانت المعوقات والتحديات التي يفرضها الاحتلال".
أما المحلل السياسي والإعلامي راسم عبيدات، فدعا إلى ما أسماه بالاشتباك السياسي مع الاحتلال من خلال تحدي قيوده التي يفرضها على مشاركة المقدسيين في الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً، مستذكراً تجربة الانتخابات السابقة والآلية التي فرضها الاحتلال في حينه من خلال بروتوكول الانتخابات المتعلق بالقدس، والتي صوّت فيها المقدسيون بعدد من مراكز البريد داخل القدس المحتلة، وتحت إشراف الاحتلال.
وقال عبيدات: "نحن اليوم أمام استحقاق انتخابي، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يقول ليل نهار إن القدس ليست عاصمة للفلسطينيين، ما يستوجب منا كفلسطينيين ومقدسيين على وجه الخصوص أن نعيد القدس إلى الصدارة من خلال الاشتباك السياسي مع الاحتلال، وإذا لم نتمكن من إجرائها داخل القدس، فيتوجب أن تتحول مدارس القدس ومؤسساتها، وحتى مقرات الممثليات الأجنبية التي تتحدث ليل نهار عن دعمها للشعب الفلسطيني واعتبار القدس جزءاً من الأراضي المحتلة عام 1967".
وأضاف: "علينا أن نعري الاحتلال ونفضحه إذا لم يسمح لنا بالاقتراع الحر داخل عاصمتنا، وندعو المجتمع الدولي إلى حماية حق المقدسيين بالتصويت، وإذا فشلنا في ذلك، فلنخض معركتنا مع الاحتلال لأن هذه المعركة معركة سيادة على القدس يجب أن لا نسمح للاحتلال بالفوز فيها".
بدوره، أكد نقيب الصحافيين الفلسطينيين، ناصر أبو بكر، في كلمة له، أن مشاركة المقدسيين في الانتخابات هي الرد العملي على الاحتلال وممارساته بحق المدينة المقدسة، داعياً إياهم إلى تلبية ما أسماه بالنداء الوطني للقدس والدفاع عن مكانتها السياسية والتاريخية والدينية باعتبارها عاصمة للشعب الفلسطيني.
وقال أبو بكر: "المطلوب من المقدسيين جميعًا مواجهة هذه التحديات، تمامًا كما كان دورهم في معركة البوابات الإلكترونية"، مشيداً بدور الإعلام الفلسطيني في معركة الدفاع عن عروبة القدس.
أما عضو الغرفة التجارية في القدس وممثل القطاع السياحي فيها رائد سعادة، فدعا القوائم الانتخابية إلى أن تضع القدس في مقدمة أولوياتها، محذراً من التدهور الخطير الذي أصاب القطاع التجاري والسياحي خلال العقدين الماضيين، وبلغ ذروته خلال جائحة كورونا، مشيراً إلى أن أكثر من 30% من المحال التجارية في البلدة القديمة أغلقت أبوابها، ونحو 80% من القطاع السياحي قد تضرر جراء الوباء والجدار.
وقال سعادة: "يجب أن تعاود القدس بناء نفسها من خلال بناء مؤسساتها المهنية، والعمل على منع إغلاق المزيد من مؤسساتها".
من ناحيته، عبّر نائب محافظ القدس، عبد الله صيام، عن ثقته بالمقدسيين، وبحضورهم الواسع والكبير في الانتخابات العامة القادمة، لأن مشاركتهم فيها تأكيد على عروبة المدينة، وتعبير عن الكرامة الوطنية.