يشهد الأردن، خلال الأيام الماضية، موجة مطالبات بإطلاق سراح ثلاثة ناشطين سياسيين اعتقلوا، مساء الإثنين الماضي، وهم سفيان التل وعبد خليفة طواهية وعمر أبو رصاع، ومصور كان برفقتهم، هو الطالب في الجامعة الهاشمية محمد العبودة، وسط انتقادات لطريقة اعتقالهم.
وكان مدعي عام محكمة أمن الدولة الأردنية (عسكرية)، قد وجّه تهمتي تقويض نظام الحكم وإثارة النعرات لثلاثة حراكيين وناشطين سياسيين أردنيين هم: سفيان التل وعبد خليفة طواهية وعمر أبو رصاع، وتوقيفهم 14 يوماً على ذمة التحقيق في سجن ماركا، وفق حساب "الحراك الأردني الموحد" على "تويتر"، أمس الأربعاء.
واعتقل التل البالغ من العمر 87 عاماً ورفقاؤه، أثناء تصوير حلقة تلفزيونية لصالح "الحراك الأردني الموحد"، يوم الإثنين الماضي.
وكانت عائلة التل، قد قالت، في بيان، إنّ قوة أمنية قامت باقتحام المنزل في منطقة أبو نصير شمال العاصمة عمّان، واقتادوا والدهم إلى مكان مجهول دون إبلاغهم بأي تفاصيل.
وفي إطار الردود والانتقادات التي طاولت عملية الاعتقال، تساءل الناشط علي الطراونة، في تغريدة على "تويتر"، "من أوصلنا لهذه الحالة؟، ابحثوا عمن منحوا لقب رجالات الدولة تحت قبة مجلس الأعيان، أولئك الذين نالوا الثقة السامية وأفسدوا دون أن يسألوا أو يحاسبوا، لن تجدوا بينهم سفيان التل وعمر أبو رصاع وعبد الطواهية وحمد الخرشة (معتقل سابق)".
من أوصلنا لهذه الحالة؟
— ALI R AL-TARAWNEH (@ALI_R_Tarawneh) December 8, 2022
أبحثوا عمن منحوا لقب"رجالات الدولة" تحت قبة مجلس الأعيان، أولئك الذين نالوا الثقة السامية و أفسدوا دون ان يسألوا او يحاسبوا.
لن تجدوا بينهم سفيان التل و عمر ابو رصاع و عبد الطواهية و حمد الخرشة#سجن_سفيان_التل_عار#الأردن_مش_بخير#حمد_الخرشه_يصارع_الموت pic.twitter.com/adhIgWfdIM
وجاء في تغريدة للكاتب الأردني أحمد حسن الزعبي، إنّ "هذا جزء من مكتبة العلاّمة الدكتور المهندس خبير المياه سفيان التل (87) عاماً الذي تم اعتقاله من منزله قبل ثلاثة أيام مع رفيقيه عمر أبو رصاع وعبد الطواهية".
هذا جزء من مكتبة العلاّمة الدكتور المهندس خبير المياه سفيان التل (٨٧) عاماً الذي تم اعتقاله من منزله قبل ثلاثة أيام مع رفيقيه عمر ابو رصاع وعبد الطواهية pic.twitter.com/6sXymk8ryh
— احمد حسن الزعبي (@alzoubi_ahmed) December 7, 2022
وقال هيثم العياصرة في تغريدة على "تويتر"، "صباح الخير على شيخ المعتقلين السياسيين وكبيرهم الدكتور المهندس سفيان التل هذه القامة التي لا تلين ولا تنحني أمام الاستبداد والترهيب ولا المغريات والمناصب. عمره يناهز 87 ربيعاً صاحب الخبرة العالمية في مجال البيئة والمياه يرقد في سجن ماركا".
صباح الخير على شيخ المعتقلين السياسين وكبيرهم الدكتور المهندس #سفيان_التل هذه القامة التي لا تلين ولا تنحني أمام الاستبداد والترهيب ولا المغريات والمناصب
— هيثم نبيل العياصرة (@HaetamNabil) December 7, 2022
عمره يناهز 87 ربيعاً صاحب الخبرة العالمية في مجال البيئة والمياه يرقد في سجن ماركا
يتبع 👇🏼 pic.twitter.com/uVCwyCPhcD
وقال أمين عام حزب جبهة العمل الاسلامي، مراد العضايلة، إنّ "اعتقال الدكتور سفيان التل (87 عاماً)، يؤكد أنّ من يملك القرار الأمني لم يسمع أبداً بشيء اسمه تحديث المنظومة السياسية".
اعتقال الدكتور #_سفيان_التل ذي ٨٧ عاما
— المهندس مراد العضايلة (@muradadaileh) December 7, 2022
تؤكد ان من يملك القرار الامني لم يسمع ابدا بشيء اسمه تحديث المنظومة السياسية#الحرية_للمعتقلين_السياسين pic.twitter.com/ls75ZyEKjH
وانتقدت عشيرة التل، في بيان، أمس الأربعاء، طريقة مداهمة منزل سفيان التل، واستخدام القوة خلال الاعتقال. واعتبرت أنه "كان بالإمكان تسليمه مذكرة أمنية لمراجعة الجهات المختصة، لا سيما أننا جميعاً نحتكم إلى القانون الأردني".
وأضافت في بيانها "لم يفعل الدكتور سفيان التل وقت اعتقاله ما يدعو إلى استخدام العنف، وترويع أهل بيته، ومصادرة ما تمت مصادرته، ومعلوم لدى الجميع أن الدكتور التل وصل إلى سنّ تجاوز السادسة والثمانين، ويُفترض على الجميع احترامه، وتقدير علمه، وخدمته الطويلة للوطن".
كذلك، استنكرت قوى طلابية في الجامعات الأردنية، في بيان لها، أمس الأربعاء، "اعتقال الطالب في الجامعة الهاشمية محمد العبودة، وذلك أثناء تصويره فيلماً وثائقياً بمضمون سياسي مع الخبير المائي والسياسي الدكتور المهندس سفيان التل"، مطالبة بالإفراج الفوري عنه.
وطالبت هذه القوى الجهات الرسمية بـ"الانسجام أكثر مع خطابها الداعي للانفتاح على العمل الطلابي والسياسي، وإطلاق الحريات العامة أمام القوى السياسية والطلابية، وتجاوز مسلسل الاعتقالات والتضييقيات بحق القوى السياسية والطلابية وأصحاب الرأي".
بدوره، استنكر حزب الشراكة والإنقاذ، في بيان، مداهمة منزل سفيان التل واعتقاله مع اثنين من أعضاء مكتب "الحراك الشعبي الموحد".
وقال الحزب، في تصريح صحافي، إنّ "هذه المداهمة وهذا الاعتقال يمثلان خرقاً واضحاً لأبسط حقوق المواطنين وتعدياً على الحريات العامة والسياسية بالإضافة لانتهاك حرمة البيوت دون سند قانوني سليم".
ودعا الحزب الحكومة لـ"الإسراع بالإفراج عن الدكتور سفيان ورفاقه وكافة معتقلي الرأي، مؤكداً حق الأردنيين جميعاً في التعبير عن آرائهم وممارسة النشاط السياسي بحرية ودون ترهيب طالما لا يخترقون القانون".
من جهته، طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، السلطات الأردنية بالإفراج الفوري عن التل والطواهية وأبو رصاع، والمصور العبودة.
ولفت، في بيان له، إلى أنّ "ممارسات تقييد حرية الأفراد والكيانات تتعارض مع الدستور الأردني الذي يكفل على نحو واضح حرية الرأي والتعبير، إذ نصت المادة (15/1) منه على: تكفل الدولة حرية الرأي، ولكل أردني أن يعرب بحرية عن رأيه بالقول والكتابة والتصوير وسائر وسائل التعبير بشرط أن لا يتجاوز حدود القانون".
ودعا المرصد السلطات الأردنية إلى "احترام الحق في حرية الرأي والتعبير، والعدول عن جميع الإجراءات التي من شأنها تقييد حق الأفراد في التعبير عن آرائهم بحرية وعلى نحو علني".