درعا: النظام السوري يعزز انتشاره في محيط المزيريب عقب خسائره الفادحة

17 مارس 2021
تكبد النظام خسائر بشرية فادحة بمحاولة اقتحام منزل قيادي سابق بـ"الجيش الحر" (فرانس برس)
+ الخط -

جلبت قوات النظام السوري تعزيزات، صباح اليوم الأربعاء، إلى محيط مدينة المزيريب في ريف درعا الغربي جنوبي البلاد، بعد ساعات من تكبدها خسائر بشرية فادحة جراء محاولة اقتحام منزل قيادي سابق في "الجيش السوري الحر" على خلفية اتهامه بالضلوع في هجمات طاولت قوات الفرقة الرابعة التابعة للنظام في المنطقة.

وقال الناشط محمد الحوراني، في حديث مع "العربي الجديد"، إنّ قوات النظام عززت وجودها في محيط المزيريب بمجموعات جديدة، كما جلبت رتلاً ضم دبابات ومدرعات إلى مبنى مؤسسة الري الواقع شرقي مدينة المزيريب، والذي يعد نقطة انطلاق قوات النظام في المنطقة.

وكانت الفرقة الرابعة قد اشتبكت، أمس الثلاثاء، مع مجموعة مسلحة تتبع لقيادي سابق في فصائل المعارضة السورية المسلحة، وذلك إثر محاولة اقتحام منزله في بلدة المزيريب، حيث لجأت مجموعة القيادي إلى نصب كمين للفرقة على طريق اليادودة، الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 22 من عناصر الفرقة من بينهم ضباط.

وجاءت محاولة الاقتحام من الفرقة الرابعة بعد اتهام القيادي بالضلوع في هجمات ضدها، وكانت دوريات من الفرقة وعناصر قد تعرضت سابقاً لهجمات من قبل مجهولين على طريق المزيريب اليادودة، الأمر الذي أوقع خسائر بشرية كان آخرها مقتل ضابط، الأسبوع الماضي.

وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ عشرين عنصراً على الأقل من عناصر مليشيا "قوات الغيث" التابعة للفرقة الرابعة قتلوا جراء الكمين والاشتباكات، ومن بينهم عناصر مجندون حديثاً في المليشيا، وكانوا سابقاً من عناصر فصائل المعارضة وهم من أبناء المنطقة أيضاً. وأضافت المصادر أنّ عدد الجرحى تجاوز العشرين أيضاً في الكمين بين اليادودة والمزيريب غربي درعا.

وسمع، اليوم، دوي انفجار عنيف في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي تبين أنه ناجم عن تفجير عبوة ناسفة بسيارة مدرعة تابعة لفرع أمن الدولة في منطقة الجيدور على الأطراف الشمالية من  المدينة.

وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن التفجير أسفر عن مقتل عنصر وإصابة أربعة آخرين على الأقل بجروح متفاوتة الخطورة.

من جهة أخرى، قتل ثلاثة مدنيين، اليوم الأربعاء، جراء انفجار لغم بهم في قرية تل مراغة بريف حماة وسط سورية.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ لغماً انفجر بمجموعة من المزارعين في الأراضي المحيطة بقرية تل مراغة في ريف حماة الشرقي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة بينهم امرأة. ورجحت المصادر أنّ اللغم من مخلفات مليشيات النظام السوري في المنطقة.

وكانت قوات النظام السوري قد سيطرت على المنطقة في عام 2015 بعد معارك مع تنظيم "داعش"، وتعد المنطقة ذات استراتيجية عسكرية كونها تضم تلالا تشرف على طريق اثريا خناصر بين ريفي حماة وحلب.

إلى ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إنّ "الجيش الوطني السوري" ضبط شاحنة ملغمة بمتفجرات حاولت الدخول إلى منطقة الحمران بريف حلب الشرقي شمالي البلاد، مضيفاً أنّ الشاحنة كانت قادمة من مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).

وقالت المصادر إنّ فرق الهندسة التابعة للجيش لم تتمكن من تفكيك المتفجرات، حيث قامت بتأمين محيط الشاحنة وتفجيرها في مكانها دون وقوع خسائر بشرية أو مادية، وجاءت تلك الواقعة بعيد ساعات من وقوع اشتباكات بين "الجيش الوطني" ومليشيا "وحدات حماية الشعب" على محور قربة باعي بريف حلب الشمالي، وأسفرت المواجهات عن وقوع إصابات بين الطرفين.

وقالت مصادر من "الجيش الوطني"، لـ"العربي الجديد"، إنّ عناصر من المليشيات حاولوا التسلل على محور باعي في ناحية عفرين حيث قتل عنصر وهو امرأة، إضافة إلى أسر اثنين آخرين، مضيفة أنّ قصفاً متبادلاً بين الطرفين وقع أيضاً على محور قرية مريمين في ناحية إعزاز.

من جانبها قالت وزارة الدفاع التركية إن الجيش التركي حيّد ثلاثة من عناصر المليشيا الكردية أثناء محاولتهم التسلل إلى منطقة عمليات "غصن الزيتون" في ريف حلب شمالي سورية.

في تطورات ميدانية أخرى شمال غربي البلاد، هاجم مجهولون بعبوة ناسفة سيارة عسكرية لفرقة "السلطان مراد" التابعة لـ"الجيش الوطني السوري" في مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي، أسفرت عن أضرار مادية فقط.

وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوة تابعة لـ"هيئة تحرير الشام" اقتحمت مخيم حورتا للنازحين في ناحية كفر ناصح بريف حلب الغربي، حيث اعتقلت عشرة أشخاص، إثر مشاجرة وقعت بينهم وبين عناصر تابعين للهيئة.

وجاءت المشاجرة على خلفية مشاحنات كلامية بين سكان من المخيم وعمال لدى منظمة إغاثية. وجاء ذلك تزامناً مع مظاهرة قامت بها مجموعة نساء في قرية السحارة يطالبن "هيئة تحرير الشام" بالإفراج عن معتقلين في سجونها.

وفي غضون ذلك، قتل عنصران من "قسد" جراء تجدد القصف المدفعي من "الجيش الوطني السوري" على موقع لهم في محور مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي شمال شرقي البلاد.

من جانبه أصدر "مكتب الدفاع الذاتي" التابع لـ"الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" قراراً نص على "عفو عام" عن الفارين من التجنيد الإجباري لديها، وذلك بمناسبة عيد النوروز الذي يصادف رأس السنة الكردية وعيد الأم.

ونص القرار على أن لا يكون العنصر الفار من التجنيد الإجباري متورطاً مع ما سماها "المجموعات الإرهابية"، أو متورطاً بجرائم قتل وسرقة واختلاس أموال.

وفي ريف دير الزور شرقي سورية، هاجم مجهولون أيضاً بسلاح رشاش سيارة عسكرية يستقلها قيادي في "مجلس دير الزور العسكري" التابع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على أطراف بلدة جديدة عكيدات بريف دير الزور الشرقي، موقعين أضراراً مادية فقط.

وقالت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إنّ المهاجمين استهدفوا المدعو خليل الوحش، الذي يشغل منصب نائب قائد المجلس.

وتعرضت "قسد" في تلك المنطقة سابقاً للعديد من الهجمات من قبل مجهولين يرجح أنهم خلايا تابعة لتنظيم "داعش" وفق المصادر، كما تعرض شيوخ ووجهاء محليون معارضون لـ"قسد" لهجمات في المنطقة من قبل مجهولين، في وقت سابق أيضاً.

وفي محافظة الرقة شمالي سورية، تجددت الاشتباكات، مساء أمس الثلاثاء، بين "الجيش الوطني السوري" المعارض ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" على محاور عين عيسى والطريق الدولي حلب الحسكة، تزامنت أيضاً مع قصف مدفعي متبادل بين الطرفين.

وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ الجيش التركي عزز المواقع والقواعد التي أنشأها أخيراً في جنوب تل أبيض قبالة ناحية عين عيسى، حيث بات يملك خمس قواعد معززة في المنطقة، ويتمركز إلى جانبه "الجيش الوطني السوري".

المساهمون