دراغي ينهي جولة أولى من المشاورات لإخراج إيطاليا من مأزقها

06 فبراير 2021
دراغي يلتقي الإثنين القوى الاجتماعية والنقابات والجمعيات والهيئات المهنية (Getty)
+ الخط -

اختتم الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، اليوم السبت، في روما جولة أولى من المشاورات المثمرة سعياً لتشكيل غالبية برلمانية وإخراج إيطاليا من المأزق السياسي التي تواجه أيضاً أزمة اقتصادية وصحية.

وبعد استقالة رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، إثر انسحاب حزب أساسي في تحالفه، كلف الرئيس سيرجو ماتاريلا، ماريو دراغي الملقب بـ"ماريو الخارق" لدوره في إنقاذ منطقة اليورو في 2012 خلال أزمة الديون، تشكيل حكومة جديدة.

ويأمل أن يضم في حكومته أحزاباً من أقطاب مختلفة في المشهد السياسي، من "الحزب الديمقراطي" (يسار وسط) إلى "الرابطة" (يمين متطرف) بزعامة ماتيو سالفيني، داخل حكومة انتقالية مكلفة تطبيق خطة إنعاش اقتصادي وحملة التطعيم ضد وباء كورونا الذي تسبب حتى الآن بوفاة أكثر من 90 ألف شخص.

وحظي دراغي هذا الأسبوع بدعم أحزاب صغيرة وكتل برلمانية والحزب الديمقراطي وحزب "إيطاليا فيفا" الوسطي بزعامة رئيس الوزراء الأسبق ماتيو رينزي الذي كان وراء تفكك الحكومة المنتهية ولايتها، بعد أن سحب وزراءه بسبب خلاف حول خطة النهوض، كما تعهد حزب رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني زعيم حزب "إيطاليا إلى الأمام" (فورتسا إيطاليا-يمين وسط) بدعمه.

انفتاح حزب "الرابطة "

وصباح السبت، خطى خطوة إضافية باتجاه تشكيل الحكومة الإيطالية الـ67 منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بفضل انفتاح حزب "الرابطة".

وأعلن زعيم حزب "الرابطة" ماتيو سالفيني، في ختام لقاء مع ماريو دراغي، "نحن في التصرف. نحن أول قوة سياسية في البلاد. نحن قوة يجب أن تكون في الحكم (...) خلافاً للآخرين لا نعتقد أنه سيمكننا التقدم لو قلنا دائماً لا"، مشيراً إلى أنه لم يضع شروطاً لمشاركة حزبه في الحكومة. وحذّر سالفيني من أنه ينتظر الجولة الثانية والأخيرة من المشاورات المقررة، الأسبوع المقبل، لإعلان موقفه النهائي.

 

وفي الأثناء، سيلتقي دراغي زعيم "حركة 5 نجوم" (مناهضة للمؤسسات حتى وصولها إلى السلطة)، ومن غير المؤكد أن توافق "حركة 5 نجوم" التي تضم وحدها ثلث النواب وأعضاء مجلس الشيوخ، على دعمه.

والخميس، وعد رئيس الوزراء المنتهية ولايته جوزيبي كونتي، الذي كان مدعوماً حتى اللحظة الأخيرة من "حركة 5 نجوم" المقرب منها دون أن يكون عضواً فيها، بألا يشكل "عقبة" لدراغي متمنياً له "التوفيق!".

ويرى المحلل وولفغانغو بيكولي من مكتب "تينيو" أنّ "السؤال لم يعد الآن إذا  ما كان دراغي سيتمكن من تشكيل حكومة، بل كيف  ستنضم أي أحزاب إلى التحالف؟".

تحدٍّ ضخم

ويُتوقع أن يلتقي دراغي الإثنين "القوى الاجتماعية" والنقابات والجمعيات والهيئات المهنية قبل جولة ثانية من المشاورات مع مجمل الأحزاب السياسية في الأيام التالية.  وتأمل إيطاليا في الحصول على حصة الأسد - حوالى 200 مليار يورو - من صندوق الإنعاش الأوروبي الذي تم تبنيه في يوليو/ تموز، لكن عليها عرض خطة إنفاق مفصلة لبروكسل بحلول نهاية إبريل/ نيسان. 

 

ويواجه ثالث اقتصاد في منطقة اليورو صعوبات جراء الآثار المدمرة لجائحة كورونا. وسجلت إيطاليا في 2020 أحد أسوأ تراجع لإجمالي الناتج الداخلي في منطقة اليورو بمعدل 8,9%. وكانت إيطاليا أول بلد أوروبي أصابته الجائحة، وفرضت عزلاً صارماً في مارس/ آذار وإبريل/نيسان، ما أدى إلى شلل قسم كبير من نسيجها الاقتصادي.

وفي حال لم ينجح دراغي في إيجاد غالبية برلمانية أو في حال لم ينل ثقة البرلمان بعد توليه مهامه، قد يطرح حل إجراء انتخابات تشريعية مبكرة. وأعلن الرئيس ماتاريلا، الوحيد المخول الدعوة لتنظيم انتخابات تشريعية قبل موعدها المقرر في 2023، الثلاثاء، بوضوح أنه يريد تجنب اقتراع مبكر في خضم أزمة صحية واقتصادية.

(فرانس برس)

المساهمون