في ظل هجوم مستمر على مواقف الأمم المتحدة وهيئاتها الرسمية، طالب سفير إسرائيل لدى المنظمة الدولية جلعاد أردان، الجمعة، بوضع الأمم المتحدة في قفص الاتهام أمام محكمة العدل الدولية، بدلاً من دولة الاحتلال.
ونقلت القناة "12" العبرية عن أردان قوله: "تظهر الإجراءات في لاهاي (مقر محكمة العدل الدولية) كيف أصبحت الأمم المتحدة ومؤسساتها أسلحة في خدمة المنظمات الإرهابية"، على حد زعمه.
وأضاف: "الأمم المتحدة هي التي يجب أن تجلس في قفص الاتهام في لاهاي، لأنها بإخفاقاتها كانت شريكاً رئيسياً في حفر أنفاق الإرهاب في غزة، وفي استخدام المساعدات الدولية لإنتاج الصواريخ، وفي تعليم الكراهية والقتل".
وتابع: "إذا كانت هناك حتى ذرة من العقل والأخلاق متبقية في الأمم المتحدة، فإن الدعوى الدنيئة التي رفعتها جنوب أفريقيا الداعمة للإرهاب، يجب أن تلقى في مزبلة التاريخ في الأيام المقبلة"، بحسب تعبيره.
وجاءت تصريحات أردان في ختام اليوم الثاني والأخير من جلستي الاستماع اللتين عقدتهما محكمة العدل الدولية، الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، في إطار النظر بالدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، واتهمتها فيها بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في غزة.
ولم يصدر أي تعليق فوري عن الأمم المتحدة على تصريحات السفير الإسرائيلي لديها حتى الساعة (14:20 بتوقيت غرينتش).
لكنها تُعتبر استمراراً للخلاف الدائر بين دولة الاحتلال والمنظمة الأممية منذ بدء الحرب على غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث انتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في عدة مناسبات الأعمال "العدائية" الإسرائيلية ضد سكان غزة.
ومطلع ديسمبر/ كانون الأول 2023، أعلن غوتيريس تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، لوصف الوضع في قطاع غزة وإسرائيل باعتباره "تهديداً للسلم والأمن الدوليين".
وتعرض غوتيريس أكثر من مرة، لهجوم شديد من مسؤولين إسرائيليين، من جراء تصريحاته المتعلقة بحرب غزة، على رأسهم أردان الذي وصفه بأنه "فاقد لبوصلته الأخلاقية"، بعد تصريحات غوتيريس التي قال فيها إن غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال.
ومن المقرر أن تحدد محكمة العدل الدولية، في الأيام المقبلة خطواتها المستقبلية في هذه الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل.
وفي وقت سابق الجمعة، رفضت جنوب أفريقيا، اتهام إسرائيل لها بأنها تمثل حركة "حماس" الفلسطينية أمام محكمة العدل الدولية، عقب انتهاء جلسة الاستماع الخاصة بدفاع إسرائيل عن نفسها من تهمة ارتكاب "إبادة جماعية" في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة "23 ألفاً و708 شهداء، و60 ألفاً و5 مصابين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
(الأناضول)