"داعش" يعدم فقيهاً إسلامياً ومقاوماً للاحتلال الأميركي في العراق

25 يونيو 2015
إعدام القيسي خلّف استياءً عارماً في العراق
+ الخط -

وضع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" نهاية لواحد من أبرز مقاومي الاحتلال الأميركي في العراق، وأحد أشهر أستاذة الفقه الإسلامي في البلاد، أحمد القيسي، بعملية إعدام مقززة أثارت غضبا واستنكارا واسعا في الشارع العراقي، الذي عد الحادث جريمة ضمن سلسلة جرائم "داعش" في العراق، فيما نعت كتائب ثورة العشرين أحد أبرز فصائل المقاومة العراقية، خلال حقبة الاحتلال الأميركي، القيسي، مؤكدة أنه عضو هيئتها الشرعية.

وأقدم تنظيم "داعش" على إعدام القيسي، أول أمس الثلاثاء، فيما بث صورا لعملية إعدامه في محافظة صلاح الدين، أمس الأربعاء، ولم يشرح التنظيم المتطرف كعادته سبب قتله، فالقاتل لا يحتاج إلى ذلك في العادة، إلا أنه كتب أسفل صورة القيسي "مرتد منتمٍ للحشد الرافضي".

والقيسي، البالغ من العمر 38 عاما، يحمل شهادة الدكتوراه في الفقه الإسلامي، ويعمل رئيسا لقسم الفقه المعاصر بكلية الفقه الإسلامي في جامعة صلاح الدين العراقية، وفي نفس الوقت يعد واحدا من أبرز قادة المقاومة العراقية الوطنية خلال حقبة الاحتلال الأميركي للبلاد.

ورفض القيسي مناصب عدة أسندت له، وفضل البقاء في المجال الأكاديمي، إلا أنه استمر مع كتائب ثورة العشرين كعضو لهيئتها الشرعية. ونعت الكتائب الشيخ القيسي، في بيان رسمي، مؤكدة أن قتله "جريمة مستنكرة، ويتحمل التنظيم وزره ودمه"، في إشارة إلى "داعش".


وتابع البيان أن "الشيخ القيسي تم إعدامه بتهمة باطلة ودعوى زائفة، بحجة انتمائه لمشاريع الصحوة، وهي تهمة أبعد ما تكون عن الشيخ، الذي كان من المجاهدين الذين شهدت لهم ساحات الجهاد من أيام الاحتلال الأولى".

وأضاف البيان أن الشيخ بقي في مدينته "بيجي" ولم يخرج منها إلا اضطراراً "ولم يكن له أي ذنب أو شبهة، إلا قرابة نسب لبعض من تلبّس بموضوع الصحوات".

إلى ذلك، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي على "تويتر" و"فيسبوك" ببيانات استنكار وتنديد من هيئات وجماعات سنية، فضلا عن شخصيات دينية وقومية عربية، تستنكر قتل القيسي وتصف الجريمة بالبشعة غير المستغربة على "داعش".

وقال ابن عم القيسي، ويُدعى محمد القيسي، لـ"العربي الجديد"، خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، يكفي أنه كان يرفع سبابته بالشهادة بينما يحيطون به كالحشرات. في إشارة إلى مقاتلي "داعش".

وأضاف القيسي أن "قتل داعش للشيخ يؤكد سعيه إلى إفراغ الشارع السني من النخب والكفاءات العراقية المحترمة، والإبقاء على القتلة والسفاحين، أمثال ابن القرية البائس إبراهيم العواد، الملقب حاليا بأبوبكر البغدادي".

اقرأ أيضا: "داعش" يدعو أنصاره لتصعيد هجماتهم وينشر فيديو إعدامات وحشية

المساهمون