خلافات عشائرية تهدد بتفكك مليشيات النظام السوري

30 مايو 2023
عملت المليشيات المسلحة كقوة مساندة لنظام الأسد في مواجهة الثورة السورية (Getty)
+ الخط -

تشهد المليشيات التابعة للنظام السوري في مدن حلب ودير الزور صراعات وخلافات عشائرية مدفوعة بصراع على النفوذ والمكاسب، ما أفرز حالة تصدع وانشقاقات تنذر بوقوع معارك مباشرة أو غير مباشرة بينها.

وقالت مصادر مطلعة فضلت عدم الكشف عن اسمها لدواعٍ أمنية إن حالة من الصراع قائمة حالياً داخل قبيلة "البكارة" العربية بين الشيخ نواف البشير، قائد مليشيا "أسود العشائر" والشيخ خالد المرعي، قائد مليشيا "لواء الباقر".

وذكرت المصادر لـ"العربي الجديد" أن نواف البشير يحاول السيطرة على أبناء القبيلة وعشائرها في حلب ودير الزور، ولكنه يصطدم حالياً بقادة مليشيا "لواء الباقر"، وعلى رأسهم المدعو خالد المرعي.

وأضافت المصادر أن البشير يحاول أيضاً استمالة النظام وضباطه ومسؤوليه لصالحه من خلال رفع شكاوى مستمرة بالتعاون مع شيوخ ووجهاء، عن تجاوزات تقوم بها المليشيات في مدينة حلب، وعلى رأسها عشيرتا "آل مرعي، وآل بري" اللتان تعملان برعاية إيرانية في المدينة.

وأوضحت المصادر أن البشير سعى منذ مدة إلى زيادة حجم قوته العسكرية من خلال التجنيد، مستفيداً من هجمات المجهولين المنسوبة لخلايا تنظيم "داعش"، والتي راح ضحيتها العشرات من أبناء العشائر العربية في البادية.

وفي ضوء ذلك، نشر البشير دعاية لتأسيس جيش عشائري كبير لمواجهة التهديدات الأمنية ضد العشائر.

وذكرت المصادر أن مساعي البشير في دير الزور أيضاً تصطدم مع مشروع تجرى الدعاية له من وجهاء عشيرة "البوسرايا" التابعة لقبيلة "العقيدات" عبر مقترح لتشكيل "جيش البوسرايا" تحت هدف "حماية القبيلة من خطر تنظيم داعش" في ريف دير الزور الغربي.

وهنا تصطدم جهود البشير بالمدعو مهنا الفياض من وجهاء "البوسرايا"، وفراس الجهام الملقب "فراس العراقية" وهو قائد مليشيا "الدفاع الوطني" في دير الزور.

بينما يميل البشير إلى التعاون مع مليشيا "فاطميون" الأفغانية التابعة للحرس الثوري الإيراني، حيث يتولى مهمة فتح باب الانتساب واستقطاب الشباب لصفوف المليشيا في مدينة دير الزور. وبهذه الطريقة يسعى البشير إلى سحب الدعم الإيراني من "البوسرايا" و"آل مرعي".

انشقاقات في "لواء الباقر"

وبيّنت المصادر أن "لواء الباقر" بدأ بالتصدع منذ مدة، نتيجة انشقاقات حدثت مؤخراً، أبرزها انشقاق عشيرة "آل حمادين"، وهي من مؤسسي المليشيا بقيادة بركات أبو علي، وهو نائب قائد اللواء ممثلاً لعشيرة "آل حمادين" من قبيلة "البكارة" العربية.

وبحسب المصادر فإن سبب الانشقاق هو استئثار "آل مرعي" بالقوة العسكرية ومحاولة تهميش "آل حمادين" ومحاولة إقصائهم أيضاً عن المناصب المؤثرة، ما دفع بهم إلى مواجهة مباشرة مع الطرف الأول المدعوم من إيران.

وذكرت المصادر أن أحد أسباب الخلاف أيضاً هو الشروط الإيرانية المفروضة لتقديم الدعم ومنها بناء الحسينيات والمشاركة في مراسيمها، إذ رفض "آل مرعي" هذه الشروط بينما قبلها الطرف الآخر واستأثر بالدعم.

ومن أسباب الخلاف أيضاً اعتماد قائد المليشيا في عدة معارك تقديم عناصر "آل الحمادين" إلى المقدمة، ما أدى إلى مقتل أعداد منهم، حسب المصادر. فضلاً عن الخلافات على الطرق والحواجز والإتاوات المفروضة على التجار وعمليات "الترفيق".

وأوضحت المصادر أن بركات آل حمادين وأتباعه لا يشاركون اليوم في أي نشاط عسكري أو غير عسكري لـ"لواء الباقر"، في انتظار تحديد وجهتهم المقبلة والتي قد تكون الاتحاد مع نواف البشير أو الانفراد في مليشيا جديدة.

يذكر أن وتيرة الخلافات العشائرية تصاعدت مؤخراً في مناطق سيطرة النظام السوري، وفي مناطق سيطرة "قسد" أيضاً، وكان آخرها القتال الذي اندلع أمس بين عشيرتي "البكير" و"البوچامل" من قبيلة "العكيدات"، في قرية النملية الخاضعة لـ"قسد" بريف دير الزور الشمالي. ونقلت مصادر أن القتال جاء نتيجة لخلاف على واردات بئر نفط في المنطقة.

المساهمون