خطة لجنة 5+5 الليبية: 4 مراحل لإخراج المقاتلين الأجانب

13 أكتوبر 2021
لجنة 5+5 العسكرية الليبية (تويتر)
+ الخط -

تبحث لجنة 5+5 العسكرية الليبية تفاصيل خطتها الخاصة بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع في 23 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي مع العواصم المعنية بالملف الليبي، فيما كشفت مصادر مقربة من اللجنة العسكرية أن تنفيذ أولى مراحل خطتها سيبدأ الشهر المقبل. 

وكانت اللجنة العسكرية المشتركة، المكونة من خمسة ضباط ممثلين لمعسكري شرق البلاد وغربها، قد أعلنت، الجمعة الماضي، عن استكمالها إعداد خطتها لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا "بشكل تدريجي ومتزامن ومتوازن"، بعد انتهاء اجتماعاتها، التي استمرت ثلاثة أيام في جنيف السويسرية. 

وفي الوقت الذي شددت فيه اللجنة على "ضرورة جاهزية المراقبة محلياً ودولياً لاتفاق وقف إطلاق النار قبل البدء بتنفيذ خطة إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب"، قالت إنها ستتواصل مع أطراف دولية لدعم تنفيذ خطتها. 

وعلى الرغم من عدم إعلان اللجنة تفاصيل خطتها، إلا أن وسائل إعلام ليبية ودولية كشفت عن الجانب المتعلق بإخراج المقاتلين الأجانب، موضحة أن العملية ستمر بأربع مراحل. 

الخطة تضمنت إعادة النظر في عدد كبير من المجموعات المسلحة التابعة لمعسكري البلاد

واتفقت التقارير الإعلامية على أن المرحلة الأولى تتضمن إبعاد القوات الأجنبية عن خطوط التماس، غربي مدينة سرت، وسط البلاد، إلى مدينتين شرقي سرت وغربيها، يتم الاتفاق عليهما لاحقا، والثانية البدء في إجلاء القوات الأجنبية بشكل تدريجي ومتزامن بإشراف فريق مراقبين دوليين. 

أما المرحلة الثالثة، فتتعلق ببدء عمل فرق المراقبين الدوليين بحصر الأعداد الحقيقية للمرتزقة في مختلف مناطق البلاد وتوثيقها لوضع خطة خاصة بإجلاء المرتزقة بناء على أعدادهم الحقيقة والبلدان التي ينتمون إليها، ليتم ترحيلهم على دفعات في المرحلة الرابعة وفق خريطة زمنية محددة يتم الاتفاق عليها في ما بعد. 

لكن مصادر مقربة من لجنة 5+5 أوضحت، لـ"العربي الجديد"، أن الخطة وإن ركزت على تفاصيل إخراج المقاتلين الأجانب، كونها أهم شاغل للمجتمع الدولي في الأزمة الليبية، فقد شملت تفاصيل في بنود أخرى من اتفاق وقف إطلاق النار، ومن بينها تفكيك المجموعات المسلحة، وإعادة توزيعها وتسريح أخرى. 

إعادة النظر في مجموعات مسلحة تابعة لمعسكري البلاد

وفي تفاصيل أكثر وضوحا، أكدت معلومات المصادر أن الخطة تضمنت إعادة النظر في عدد كبير من المجموعات المسلحة التابعة لمعسكري البلاد في الشرق والغرب، من خلال حصرها وتصنيفها، مع أهمية إخضاع من تورطت منها في الانتهاكات خلال السنوات الماضية للمساءلة القانونية، وتسريح مجاميع أخرى أصغر عددا من خلال استيعابها في برامج خدمة مدنية تضطلع بها سلطات البلاد. 

دمج عدد من المجموعات النظامية العسكرية في شكل قوات مشتركة بهدف نزع نفوذها في مناطقها عبر مواقعها العسكرية الحالية، وإخراجها إلى مناطق أخرى

وفي التفاصيل، قالت المصادر إن اللجنة بعد عملية الحصر والتنصيف ستعمل على دمج عدد من المجموعات النظامية العسكرية في شكل قوات مشتركة بهدف نزع نفوذها في مناطقها عبر مواقعها العسكرية الحالية، وإخراجها إلى مناطق أخرى في شكل قوات مشتركة لتضطلع بأدوار حماية ومراقبة لعدد من المرافق الحيوية في مختلف أنحاء البلاد، مؤكدة أن المرحلة الأولى تستهدف ست مجموعات مسلحة، ثلاث من الشرق وتقابلها ثلاث من الغرب، لتتمركز في مواقع جديدة أغلبها في جنوب البلاد. 

وفيما وافقت المصادر على صحة أغلب تفاصيل المراحل الأربع في خطة إخراج المقاتلين الأجانب، والتي سربتها تقارير إعلامية، أكدت أن المرحلة الأولى الخاصة بإبعاد القوات الأجنبية من خطوط التماس القريبة من مدينة سرت ستبدأ الشهر المقبل، لكنها استدركت بأن هذه الخطوة ستكون بإشراف فريق المراقبين الدولي، الذي سيتخذ مدينة سرت مقرا لأعماله قبل البدء في مهامه التالية، وأبرزها حصر أعداد المقاتلين المرتزقة في مختلف أنحاء البلاد. 

وفيما كشفت المصادر ذاتها، في تصريحات سابقة لــ"العربي الجديد"، أن لجنة 5+5 ستلتقي ممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لمناقشة خطتها بشأن إخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا، قال آمر إدارة التوجيه المعنوي بقيادة مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر خالد المحجوب إن أعضاء لجنة 5+5 عقدوا اجتماعا، عبر تقنية الفيديو، مع مسؤولين بريطانيين، لمناقشة تفاصيل الخطة، مشيرا إلى أن الاجتماع شارك فيه المبعوث الأميركي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، والمبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبتيش. 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد رحب بالاتفاق الذي أعلنت عنه اللجنة العسكرية في جنيف السويسرية، يوم الجمعة الماضي، وشدد على ضرورة التزام جميع الأطراف الليبية والدولة بالعمل على تنفيذها. 

وجاء اجتماع جنيف بعد أسبوع من أول اجتماع للجنة 5+5 بالعاصمة طرابلس، منذ تأسيسها في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، بحضور قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا الجنرال ستيفين تاونسند، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية وزير الدفاع عبد الحميد الدبيبة، والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند. 

المساهمون