خريطة الولايات الحاسمة في الانتخابات الرئاسية الأميركية

14 سبتمبر 2024
من حملة "غير ملتزم"، ميشيغن، فبراير 2024 (جيف كوفالسكي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **أهمية الولايات المتأرجحة**: يركز المرشحان ترامب وهاريس على الولايات المتأرجحة مثل ميشيغن وبنسلفانيا، التي تمثل 93 صوتاً في المجمع الانتخابي، حيث يمكن أن تحسم نتيجة الانتخابات.

- **نظام المجمع الانتخابي**: المجمع الانتخابي يحدد الفائز في الانتخابات الرئاسية، ويتكون من 538 صوتاً. قد يفوز مرشح بالتصويت الشعبي ويخسر في الانتخابات، كما حدث مع هيلاري كلينتون في 2016.

- **التنافس في الولايات الكبرى**: تكساس وكاليفورنيا هما أكبر الولايات التي تميل للجمهوريين والديمقراطيين. ترامب يضمن 213 صوتاً وهاريس 232 صوتاً، مما يجعل السباق مفتوحاً مع أهمية الفوز بالولايات المتأرجحة.

يكثّف المرشحان لخوض سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024، الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، جهودهما، لإقناع الناخبين في الولايات التي يطلق عليها المتأرجحة أو أرض المعركة، خصوصاً مع تبقي أقل من شهرين على يوم الانتخابات في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في سباق يوصف بأنه الأكثر تقارباً منذ سنوات.

اللافت في الانتخابات الرئاسية الأميركية أن أصوات المواطنين ليست بالقدر ذاته من الأهمية في كل الولايات. فمثلاً ولايتا كاليفورنيا وتكساس، نتيجتهما محسومة (كاليفورنيا تصوت للديمقراطيين وتكساس للجمهوريين) في حين أن صوت أي ديمقراطي أو جمهوري، أو مستقل، في ولايات متأرجحة يكون على أعلى قدر من الأهمية، نظراً إلى قدرة هذه الولايات على حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية لمرشح على حساب الآخر. والولايات المتأرجحة، هي الولايات التي تضم جمهوراً ناخباً يمكن التأثير عليه بسهولة، وهناك 7 ولايات متأرجحة في هذه الانتخابات هي: ميشيغن، بنسلفانيا، ويسكونسن، كارولينا الشمالية، أريزونا، جورجيا ونيفادا. ويسعى كل من ترامب وهاريس لإقناع ناخبي هذه الولايات بالتصويت له، للفوز فيها، وبالتالي تأمين 270 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي للفوز بالرئاسيات.

أكبر الولايات المتأرجحة بنسلفانيا بـ19 صوتاً، وأقلها نيفادا بـ6 أصوات

والمجمع الانتخابي هو الطريقة الأميركية في انتخاب الرئيس، التي لا تشبه النظام الانتخابي في أي دولة أخرى في العالم، حيث إنه عندما يتوجه الناخبون للتصويت للمرشح الرئاسي المفضل لديهم، فإنهم يصوتون لمندوبي حزبه (أعضاء المجمع الانتخابي) في هذه الولاية، بما يعني أن الناخب يحسم التصويت على مستوى ولايته، في حين يختار أعضاء المجمع الانتخابي في وقت لاحق رئيس الولايات المتحدة طبقا لاختيارات الناخب. وأدت هذه الطريقة أكثر من مرة إلى فوز أحد المرشحين بالتصويت الشعبي وخسارة الانتخابات الرئاسية، وكان آخرها خسارة هيلاري كلينتون في 2016 أمام ترامب، رغم فوزها بفارق أكثر من مليوني صوت بالتصويت الشعبي.

ويبلغ عدد أعضاء المجمع الانتخابي 538 صوتاً تمثل عدد مقاعد الكونغرس في كل ولاية (أعضاء مجلس النواب + عضوين لمجلس الشيوخ)، ويضم مجلس النواب (435)، ومجلس الشيوخ (100)، إضافة إلى 3 ممثلين للعاصمة واشنطن (مقاطعة كولومبيا)، التي لا يوجد لها تمثيل في الكابيتول (مقر الكونغرس).

أكبر الولايات الجمهورية والديمقراطية

تعد ولاية تكساس أكبر الولايات التي تميل للتصويت للجمهوريين (ولايات حمراء)، ولديها 40 مقعداً في المجمع الانتخابي. وساهم التعداد السكاني الأخير في عام 2020 بزيادة عدد أعضائها من 38 إلى 40 عضواً، نظراً إلى التغير الجغرافي وجذبها السكّان، وتليها ولاية فلوريدا التي كانت متأرجحة منذ سنوات، قبل أن تميل لصالح الجمهوريين، وساهم التعداد في زيادة عدد أعضائها من 29 إلى 30 عضواً. أما أكبر الولايات التي تصوت عادة للديمقراطيين (الولايات الزرقاء) فهي كاليفورنيا، ولها 54 مقعدا في المجمع الانتخابي بدلا من 55 في الانتخابات الأخيرة، ونيويورك التي يمثلها 28 مقعداً مقابل 29 مقعداً في الانتخابات الأخيرة الماضية.
وتظهر الأرقام أنه في حال إجراء الانتخابات اليوم، فإن الأصوات المضمونة لترامب في المجمع الانتخابي تقدر بـ213 صوتا، مقابل 232 لصالح هاريس، وذلك في طريق الوصول إلى 270 صوتاً لتأمين الفوز بانتخابات الرئاسة، ما يعني حاجة الأول إلى 57 صوتا مقابل حاجة الديمقراطيين إلى 38 صوتا.

93 صوتاً حاسماً في الانتخابات الرئاسية الأميركية

يبلغ إجمالي عدد أصوات المجمع الانتخابي للولايات المتأرجحة التي تحدد نتيجة الانتخابات، 93 صوتا يمثلون الولايات السبع، أكبرها ولاية بنسلفانيا 19 صوتا، وأقلها نيفادا 6 أصوات.

لم يفز أي مرشح ديمقراطي بالرئاسة منذ 1948 من دون الفوز ببنسلفانيا

بنسلفانيا: 19 صوتاً انتخابياً بالمجمع الانتخابي

تضم بنسلفانيا أكبر عدد من أعضاء المجمع الانتخابي في الولايات المتأرجحة بهذه الانتخابات الرئاسية، وربما قد تمثل جائزة الفوز للمرشح، وهي تمثل مسقط رأس الرئيس الحالي جو بايدن، والولاية التي شهدت المناظرة الرئاسية بين المرشحين كامالا هاريس ودونالد ترامب (10 سبتمبر/أيلول الحالي)، كما أنها شهدت محاولة اغتيال ترامب في بلدة بتلر في يوليو/ تموز الماضي، والتي يسعى إلى استغلالها لجذب تعاطف وأصوات ناخبي هذه الولاية على الأقل.

فاز بايدن بهذه الولاية في الانتخابات الرئاسية الأميركية بأقل من نقطة واحدة قبل 4 سنوات بمواجهة ترامب، في حين فاز بها ترامب في 2016 بنقطة واحدة أيضا بمواجهة هيلاري كلينتون. ولم يفز أي مرشح ديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية منذ عام 1948 من دون الفوز بولاية بنسلفانيا. وكان الرئيس الأسبق باراك أوباما فاز بها بفارق 10 نقاط في 2008 و5 نقاط في 2012. وأظهر آخر استطلاع رأي لشبكة سي بي أس، تعادل ترامب وهاريس في هذه الولاية، فيما يظهر متوسط استطلاعات الرأي تقدم هاريس بفارق نقطتين.

كارولينا الشمالية: 16 صوتاً انتخابياً

كانت ولاية كارولينا الشمالية "حمراء" (جمهورية)، غير أن تنحي بايدن، حسّن حظوظ الديمقراطيين في الفوز بالولاية، ويظهر متوسط استطلاعات الرأي تقدم هاريس بنقطة واحدة فيها على ترامب. وفي حال فوزها بهذه الولاية، تزداد حظوظها في الفوز بالرئاسة. خسر بايدن الولاية في 2016 و2020، وفاز بها ترامب بفارق 4 نقاط ونقطة على التوالي. وفي عام 2012 فاز بها ميت رومني على أوباما، بفارق نقطتين، وكان أوباما قد فاز بها في 2008 بفارق 3 نقاط. ويسعى الديمقراطيون للاستفادة من تقدم جوش شتاين، المرشح الديمقراطي لمنصب حاكم الولاية، في استطلاعات الرأي، لتحفيز الديمقراطيين والمستقلين وتأمين الفوز لهاريس.

جورجيا: 16 صوتاً انتخابياً

فاز الديمقراطيون للمرة الأولى منذ بداية التسعينيات بانتخابات هذه الولاية في عام 2020، بفارق 0.2 نقطة لصالح بايدن، وطالب ترامب حينها مسؤولي الانتخابات في إيجاد نحو 11 ألف صوت له لتأمين الفوز بجورجيا، وهو لا يزال حتى اليوم لا يعترف بتلك النتائج. يظهر متوسط استطلاعات الرأي، تعادلا بين كل من ترامب وهاريس راهناً في هذه الولاية. فاز الجمهوريون بولاية جورجيا، آخر 3 مرات قبل 2020، حيث فاز جون ماكين بفارق 5 نقاط وميت رومني بفارق 8 نقاط وترامب بفارق 5 نقاط بمواجهة أوباما وكلينتون.

ميشيغن: 15 صوتاً

تلقي الاحتجاجات الحالية ضد إدارة بايدن بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة بظلال من الشك على مدى نجاح الديمقراطيين في الفوز بهذه الولاية التي تضم أكبر تجمع من الناخبين العرب في الولايات المتحدة في مكان واحد. فاز بايدن بهذه الولاية بنحو 150 ألف صوت عام 2020، في حين فاز بها ترامب في 2016 بفارق 11 ألف صوت فقط، وتقدر أعداد الناخبين العرب بنحو 300 ألف صوت، ويظهر متوسط استطلاعات الرأي تقدم هاريس بنقطتين، في حين فاز بها أوباما في 2008 بفارق 16 نقطة، وفي 2012 بفارق 9 نقاط.

أريزونا: 11 صوتاً انتخابياً

فاز جو بايدن بانتخابات الولاية بأقل من نقطة في عام 2020، في حين فاز ترامب بفارق 3 نقاط في 2016، ويظهر متوسط استطلاعات الرأي تعادل المرشحين ترامب وهاريس حالياً. يتوقع أن يكون السباق في أريزونا بأصوات الضواحي، خصوصاً النساء في مقاطعة ماريكوبا، موطن أكبر منطقة ضواحٍ في الولايات المتحدة والمقاطعة التي تحتوي على 62% من إجمالي سكان الولاية.

فاز أوباما بسهولة بولايات متأرجحة في 2008 و2018، مقارنة ببايدن وكلينتون

حصل الديمقراطيون على زخم بالولاية في 2020، بعد تجاهل ترامب الخدمة العسكرية للسيناتور جون ماكين (الراحل والذي كان يتحدر من الولاية) وأسره أثناء حرب فيتنام، والآن في عام 2024 تعهدت عائلة ماكين بدعم هاريس. وكان جون ماكين فاز بالولاية في 2008 بفارق 9 نقاط، وتلاه ميت رومني في 2012 بـ9 نقاط.

ويسكونسن: 10 أصوات انتخابية

يظهر متوسط استطلاعات الرأي، تقدم هاريس بفارق 3 نقاط في هذه الولاية التي فاز بها بايدن بأقل من نقطة واحدة في الانتخابات الرئاسية الأميركية قبل 4 أعوام، في حين فاز بها ترامب في 2016، وكان قد تمّ في المرتين حسم الانتخابات بأقل من 23 ألف صوت. فاز أوباما بالولاية بسهولة في عام 2008 بفارق 14 نقطة، ثم بـ7 نقاط في 2012.

نيفادا: 6 أصوات انتخابية

يظهر متوسط استطلاعات الرأي تعادل ترامب وهاريس في الولاية التي فاز بها بايدن بأكثر من نقطتين، ويعد السباق أكثر تقارباً من المعتاد. ونظرا لأن نيفادا تعتمد على السياحة، فإن حالة الاقتصاد غالباً ما تكون عاملا أساسيا وحاسما للناخبين. وانتخبت الولاية منذ 2008 ديمقراطيين، حيث فاز بها أوباما بفارق 12 نقطة، ثم 7 نقاط في 2012، وفازت هيلاري كلينتون بفارق نقطتين، قبل أن يفوز بايدن بنفس الفارق.

المساهمون