خبيران يؤكدان أن إسرائيل نفذت مجزرة المواصي بقنابل أميركية

16 يوليو 2024
الحطام في المواصي عقب الغارة الإسرائيلية، 13 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

(JDAM) يستعين بنظام "جي بي إس" لتحويل القنابل الغبية لذخائر ذكية

(JDAM) استُخدم على قنبلة تزن 450-900 كيلوغرام في المواصي

مستوى موثوقية النظام يصل إلى 95 في المائة

خبير: كان من الممكن تجنب سقوط مدنيين في مجزرة المواصي

تعتبر مجزرة المواصي في خانيونس جنوبي قطاع غزة، التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت الفائت، من الأكثر دموية خلال أكثر من تسعة أشهر من الحرب واستُخدمت فيها حمولة ضخمة من القنابل الأميركية الصنع، وفق خبراء الأسلحة.

أدى قصف ما صنفته إسرائيل على أنه "منطقة آمنة" طلبت من النازحين التوجه إليها إلى تحويل مخيماتهم قرب شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى أرض منكوبة ومتفحمة وإلى اكتظاظ المستشفيات بالشهداء. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الغارة أدت إلى استشهاد 92 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 300 آخرين.

أما الجيش الإسرائيلي فقال إنه استهدف في مجزرة المواصي قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، والقيادي العسكري البارز رافع سلامة. وأضاف أن "الضربة نفذت في منطقة مغلقة تديرها حماس، لم يكن فيها مدنيون بحسب معلوماتنا". لكنه زعم في بيان سابق أن قادة حماس "يختبئون بين المدنيين". وأعلنت إسرائيل لاحقاً اغتيال سلامة في حين لم تكن متيقنة من مصير الضيف الذي قالت حماس إنه "بخير".

وأظهرت مقاطع فيديو التقطتها وكالة فرانس برس للهجوم سحابة بيضاء كبيرة تتصاعد فوق شارع مزدحم مخلفة وراءها حفرة كبيرة بينما تناثر حطام الخيام ومبنى تحول إلى ركام.

فيما يلي ما نعرفه عن الأسلحة المستخدمة في الهجوم:

  • أسلحة (JDAM) أميركية الصنع

قال خبيران في الأسلحة تحدثا إن شظية شوهدت في مقطع فيديو لموقع الانفجار جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانت عبارة عن ذيل زعنفة من نظام الذخيرة الهجومية المباشرة المشتركة الأميركي المعروف اختصاراً باسم (JDAM) . ولم تتمكن "فرانس برس" من التحقق بشكل مستقل من الفيديو.

وتستعين الذخيرة بنظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" لتحويل قنابل السقوط الحر التقليدية غير الموجهة والتي تسمى "قنابل غبية" إلى ذخائر ذكية موجهة بدقة يمكن التحكم فيها لضرب هدف واحد أو عدة أهداف.

وطورت الولايات المتحدة هذه المعدات لتحسين الدقة في الأحوال الجوية السيئة بعد عملية عاصفة الصحراء في العام 1991. وتم تجهيز أول دفعة من أنظمة (JDAM) في العام 1997، ووفقاً للقوات الجوية الأميركية يصل مستوى موثوقية النظام إلى 95%.

يقول الخبير الفني السابق في الجيش الأميركي والمتخصص في التخلص من الذخائر المتفجرة، تريفور بول، إن صور مجزرة المواصي تشير إلى أن الأسلحة المستخدمة من "مجموعة نظام (JDAM) بنسبة 100%" وهي مصنوعة في الولايات المتحدة.

وأضاف أنه وبالنظر إلى أنواع القنابل المتوافقة مع نظام التوجيه وحجم شظية الزعنفة فمن المرجح أن النظام (JDAM) استُخدم على قنبلة تزن 450-900 كيلوغرام. وقال بول إن ذيل الزعنفة يمكن أيضاً تركيبه على الرأس الحربي (BLU-109) "المدمر للتحصينات" والمصمم لاختراق الخرسانة. وأشار بول إلى أنه لم يكن من الممكن تحديد مكان صنع الحمولة بشكل قاطع من دون الحصول على "شظايا معينة تحديداً من جسم القنبلة".

  • دفعة جديدة

أثار الاستخدام المتكرر لهذه القنابل الكبيرة في قطاع غزة المكتظ بالسكان احتجاجات منظمات حقوق الإنسان، وزادت الضغوط على الرئيس الأميركي جو بايدن لإعادة النظر في ملف الأسلحة التي ترسلها بلاده إلى إسرائيل. وفي 12 يوليو/تموز الجاري، أعلن الرئيس الأميركي المضي قدماً في إرسال قنابل زنة 500 رطل إلى إسرائيل بعد توقف موقت جراء مخاوف من احتمال استخدام ذخائر زنة ألفي رطل كانت موجودة في الشحنة نفسها، في مناطق مأهولة.

وانتقد البيت الأبيض مراراً إسرائيل بسبب ارتفاع عدد الشهداء المدنيين في قطاع غزة حيث تقول إسرائيل إنها تسعى للقضاء على حركة حماس. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن قال لمسؤولين إسرائيليين الاثنين إن عدد الشهداء المدنيين "مرتفع بشكل غير مقبول".

لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن "غارتهم الدقيقة" على المواصي طاولت منطقة مفتوحة تضم مجمعاً لحركة حماس وليس مخيماً للنازحين. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على استفسارات "فرانس برس" حول الأسلحة المستخدمة.

وبناء على هدف إسرائيل المعلن، قال الرقيب المتقاعد في سلاح الجو الأميركي وخبير الضربات والاستهداف المشترك ويس براينت إنه كان من الممكن تجنب وقوع شهداء مدنيين وهو ما أسماه تجنب الأضرار الجانبية في المنطقة المحيطة. وأضاف "تقديري أن المدنيين الذين قضوا في هذه الغارة كانوا في المجمع وليس في المنطقة المجاورة".

واستدرك "إما أن الجيش الإسرائيلي فشل في تقدير وجود مدنيين وإما.. اعتبر أن الخطر على المدنيين يتناسب مع الميزة العسكرية للقصف والمتمثلة بالقضاء على قادة حماس".

  • مجزرة المواصي أحالتها إلى خراب تام

تقول منظمة الإغاثة الإسلامية الخيرية إن مجزرة المواصي أحالت المنطقة إلى "خراب تام" وسط انقطاع المياه والكهرباء وعدم معالجة مياه الصرف الصحي.

وأدانت المنظمة استعداد إسرائيل "لقتل الرجال والنساء والأطفال الأبرياء سعياً لتحقيق غاياتها".

وحمّلت حركة حماس إدارة بايدن "المسؤولية القانونية والحقوقية عن إمداد الاحتلال الإسرائيلي بهذه الأنواع المتعددة من الأسلحة المحرمة دولياً". وحمّلت الحركة أيضاً "الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن الجرائم والمجازر والمذابح التي يرتكبها بحق المدنيين والنازحين". وقالت إن الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة والتي تستخدمها إسرائيل تشمل قنابل موجهة بنظام تحديد المواقع "جي بي إس" وقنابل غبية وخارقة للتحصينات وأنظمة (JDAM).

وسبّبت الغارات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية سقوط عدد كبير من الضحايا قدر المكتب الإعلامي لحماس عددهم "بأكثر من 320 شهيداً ومصاباً". ورداً على تلك الغارات، أعلن قيادي في حركة حماس توقف المفاوضات المباشرة للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

(فرانس برس)

المساهمون