خامنئي يتحدث عن قاسم سليماني ويوجه انتقادات للحكومة الإيرانية

16 ديسمبر 2020
وجه خامنئي رسائل للداخل والخارج (Getty)
+ الخط -

مرة أخرى، تتصاعد نبرة التهديدات الإيرانية بالرد على اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني السابق، الجنرال قاسم سليماني، على اعتاب الذكرى الأولى لاغتياله من قبل واشنطن بضربة جوية في بغداد يوم 3 يناير/كانون الثاني 2020، حيث أكد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، اليوم الأربعاء، في لقاء مع أسرة سليماني وأعضاء لجنة إحياء هذه الذكرى، أن "الصفعة الأشد" إزاء الاغتيال هي "السيطرة البرمجية على الهيمنة الفارغة للاستكبار" و"طرد أميركا من المنطقة".  

واعتبر خامئني، وفقا لما أورده الموقع الإعلامي لمكتبه، أن "التشييع المليوني" لجثامين سليماني ونائب رئيس "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس "كان أول صفعة شديدة"، مشيرا إلى أن الهجوم الصاروخي الإيراني بعد 5 أيام من الحادث على قاعدة عين الأسد الأميركية في الأنبار "كان صفعة أخرى". 

وشدد في الوقت ذاته على أن "الآمرين بقتل اللواء سليماني والقاتلين، عليهم أن يدفعوا الثمن، وهذا الانتقام حتمي في أي وقت يمكن ذلك".  

واستعرض خامئني سيرة سليماني، مشيدا بدوره وسياساته، قائلا إن "الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) قد قال إننا أنفقنا 7 تريليونات دولار في المنطقة، لكننا لم نحصل على شيء"، مشيرا إلى زيارة ترامب إلى العراق خلال ديسمبر/كانون الأول 2018، وقال إنه "اضطر أن يزور قاعدة عسكرية في ظلام الليل ولعدة ساعات"، في إشارة إلى قاعدة عين الأسد.  

واعتبر أن "العالم أجمع يعترف بأن أميركا لم تحقق أهدافها في سورية وخاصة في العراق"، قائلا إن "بطل هذا الإنجاز الكبير هو اللواء سليماني". 

كما وجه المرشد الإيراني رسائل للداخل الإيراني، وبالذات الحكومة، داعيا إلى تعزيز قدرات إيران "في كافة المجالات"، قائلا: "لا تثقوا بالعدو" و"حافظوا على الوحدة الوطنية"، و"قبل أن تفكروا برفع العقوبات فكروا بإحباط العقوبات"، في انتقاد غير مباشر إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي أكد أخيرا أنه "لن يمسح بأن يؤجل البعض رفع العقوبات"، في إشارة إلى البرلمان الإيراني الذي يسيطر عليه المحافظون.  

وأوضح أن "رفع العقوبات بيد العدو، لكن إحباطها بأيدينا"، داعيا إلى التركيز على إحباطها.  

غير أن خامنئي أكد في الوقت ذاته، أنه لا يقصد عدم السعي إلى رفع العقوبات، إذ قال "لا أقول لا تسعوا إلى إلغاء العقوبات، لأنه اذا كان بالإمكان رفع العقوبات بأسلوب صحيح ومنطقي وإيراني وإسلامي ومبني على العزة، فلا ينبغي التأخر حتى لساعة".  

وأشار إلى أنه "كان بنبغي رفع جميع العقوبات مرة واحدة اعتبارا من العام 2016، لكن حتى اليوم لم ترفع العقوبات فحسب، بل ازدادت"، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى الاتفاق النووي الذي ينص على رفع العقوبات المفروضة على طهران اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2016، لكن لم ترفع عمليا كلها بل تم رفع بعضها، والرئيس الأميركي  أعاد جميع العقوبات المرفوعة بعد انسحابه من الاتفاق عام 2018، وفرض عقوبات إضافية أخرى، حيث تتعرض إيران اليوم إلى عقوبات توصف بأنها "تاريخية"، وهي أشد من التي واجهتها قبل التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015.  

وخاطب خامنئي الحكومة الإيرانية، قائلا: "رأيتم ما فعلته أميركا ترامب وأميركا أوباما معكم. العداء مع إيران لا يقتصر على أميركا ترامب، لكي ينتهي بذهابه. فأميركا أوباما أيضا أساءت لكم وللشعب الإيراني"، مشيرا إلى مواقف الدول الأوروبية الثلاث الشريكة في الاتفاق النووي، أي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، متهما إياها بـ"التقاعس الكامل والنفاق والخبث".  

واستطرد المرشد الإيراني الأعلى قائلاً: "إنني ادعم المسؤولين لكن هذا الدعم مشروط بأن يكونوا ملتزمين بأهداف الشعب".  

وانتقد خامنئي "بعض التصريحات المثيرة للخلافات"، مخاطبا المسؤولين الإيرانيين وداعيا إلى حل الخلافات "عبر الحوار مع البعض"، متسائلا: "ألا تقولون إنه يجب أن نتفاوض مع العالم، أفلا يمكن الحوار مع العنصر الداخلي وحل الخلافات"؟

المساهمون