خاص | مقترح أميركي جديد بشأن محوري فيلادلفيا ونتساريم

22 اغسطس 2024
السيسي مستقبلاً بلينكن في العلمين، 20 أغسطس 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تحذيرات السيسي ومقترحات بلينكن**: السيسي حذر من توسع حرب غزة إقليمياً، وبلينكن أعلن قبول إسرائيل لمقترح سد فجوة الخلافات لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، داعياً حماس للقيام بالمثل.
- **موقف الأطراف المختلفة**: مصر ترفض التواجد الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، وحماس ترفض أي تواجد إسرائيلي في محور نتساريم. المقترح الأميركي يتضمن دوراً رقابياً لتل أبيب على القوات الدولية.
- **تحليلات وتوقعات**: السفير عبد الله الأشعل أكد استحالة دخول قوات حفظ سلام إلى غزة، والباحث عمار فايد أشار إلى أن الاتفاق لا يتضمن التزاماً بوقف الحرب، وإنما هدنة لتبادل الأسرى.

بلينكن عرض على مصر الضغط على إسرائيل شريطة قبول دخول قوات دولية

جهاد طه: إجماع فلسطيني على رفض وجود أي قوة أجنبية على أرض غزة

المقترح يتضمن دوراً رقابياً لتل أبيب على قوات دولية في المحورين

فيما حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من تبعات توسع نطاق حرب غزة إقليمياً، خلال استقباله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أول من أمس الثلاثاء، قال الأخير إن إسرائيل "قبلت مقترحاً لسد فجوة الخلافات التي تعيق وقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن" داعياً حركة حماس إلى القيام بالأمر نفسه. وحسب معلومات توفرت لـ"العربي الجديد"، فإن وزير الخارجية الأميركي سعى خلال زيارته القاهرة التي التقى خلالها الرئيس المصري، بحضور رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، المشرف على ملف المفاوضات من الجانب المصري، ووزير الخارجية بدر عبد العاطي، إلى حلحلة أزمة المفاوضات المتعثرة بشأن الوضع في محوري فيلادلفيا على الحدود مع مصر، ونتساريم وسط قطاع غزة. وبحسب المعلومات فإن بلينكن عرض خلال الزيارة "إمكانية الضغط على إسرائيل من أجل القبول بالانسحاب من محوري نتساريم وفيلادلفيا مقابل دخول قوات حفظ سلام دولية إليهما وربما مشاركة مصر في تلك القوات".

المقترح الأميركي يتضمن دوراً رقابياً لتل أبيب على القوات الدولية في محوري فيلادلفيا ونتساريم

دور إسرائيل في فيلادلفيا

وترفض مصر التواجد الإسرائيلي في محور فيلادلفيا الذي يمتد بطول الحدود بين قطاع غزة ومحافظة شمال سيناء، فيما تتمسك "حماس" بانسحاب كامل من قطاع غزة ورفض أي تواجد إسرائيلي في محور نتساريم مستقبلاً، أو دور رقابي لجيش الاحتلال على انتقال الأفراد بين شمال غزة وجنوبها. وبدا أن هذا الطرح الذي وضعه بلينكن خلال الزيارة، جرى النقاش حوله مع الجانب الإسرائيلي خلال زيارته الأراضي المحتلة قبل وصوله إلى القاهرة، إذ تشير المعلومات إلى أن المقترح الأميركي يتضمن دوراً رقابياً لتل أبيب على القوات الدولية في المحورين، في حال لقي المقترح قبولاً لدى القاهرة وباقي الأطراف. ويبدي الجانب المصري رفضاً لتغيير الواقع الذي كان قبل الاجتياح البري الإسرائيلي لرفح الفلسطينية، سواء ببقاء إسرائيل في ممر فيلادلفيا أو تواجد قوات دولية على حدودها مع غزة.

وفي السياق، قال القيادي في حركة حماس باسم نعيم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه "ليس مطلعا على موقف مصر من قضية محور صلاح الدين (فيلادلفيا)". بدوره قال المتحدث الرسمي لحركة حماس جهاد طه، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "أي ترتيبات خاصة بمستقبل قطاع غزة، يجب أن تبقى فلسطينية خالصة بدون التدخل من أي أحد"، مشدداً على أن "وجود أي قوة أجنبية على أرض غزة أمر مرفوض بإجماع فصائل المقاومة الفلسطينية".

جهاد طه: وجود أي قوة أجنبية على أرض غزة أمر مرفوض بإجماع فصائل المقاومة الفلسطينية

رفض وجود قوات دولية

وتعليقاً على هذه المعلومات، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري السفير عبد الله الأشعل، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "من المستحيل أن تدخل أي قوات حفظ سلام إلى قطاع غزة، لأن لا المقاومة الفلسطينية تقبل بذلك ولا مصر أيضاً"، مضيفاً أن "وجود أي جهة عسكرية أجنبية على أرض غزة، يمثل تهديداً للأمن القومي المصري".

بدوره، قال الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عمار فايد، لـ"العربي الجديد" إن "الاتفاق المعروض ليس فيه أي التزام بوقف الحرب، فإسرائيل لن توافق على أي اتفاق به أي إشارة لوقف الحرب، ولكن فقط هدنة يحدث خلالها تبادل الأسرى"، مضيفاً أن "واشنطن في المقابل قدمت تعهدات شفوية للوسطاء أنه في حال التوصل لاتفاق هدنة، فإنه سيكون مقدمة لوقف الحرب". وأشار فايد إلى أن "الخلاف الآن حول مسائل أخرى في الاتفاق تتعلق بحركة السكان بين الشمال والجنوب خلال الهدنة والبقاء في محور فيلادلفيا ومعبر رفح..."، قائلاً: "لا أتوقع أي انسحاب قريب من أي من المحورين، لأن إسرائيل تضع اعتباراتها الأمنية فوق أي اعتبار آخر بما في ذلك استعادة الأسرى... هي تراهن على كسب الوقت مع مصر واحتوائها من خلال الأميركيين الذين يطرحون حلولاً شكلية تُبقي في نهاية المطاف السيطرة الإسرائيلية على فيلادلفيا، أما محور نتساريم فسيظل ضرورة إسرائيلية لمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها مجددا خلال الهدنة، كما يعتقد الاحتلال".

ومحور فيلادلفيا المعروف أيضاً باسم محور صلاح الدين هو شريط حدودي ولا يتجاوز عرضه مئات الأمتار، يمتد بطول 14.5 كيلومترا من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم على الأراضي الفلسطينية بين سيناء وقطاع غزة. ويعدّ الممر منطقة عازلة بموجب اتفاقية كامب ديفيد الموقّعة بين القاهرة وتل أبيب عام 1979. أما محور ممر نتساريم فقد أقامه جيش الاحتلال بعد الاجتياح البري لغزة بطول نحو ستة كيلومترات من الحدود بين الأراضي المحتلة إلى الساحل جنوب مدينة غزة مباشرة، لفصل شمال القطاع عن جنوبه وتسهيل عملية وصول القوات البرية إلى أهداف في مناطق مختلفة بالقطاع.