- حماس ترفض مقترح هدنة إنسانية قصيرة قبل عيد الفطر، مصرة على شروطها لوقف شامل لإطلاق النار، بينما الاحتلال يقدم عروضًا تميل للاستسلام.
- مصر تعبر عن استيائها من توقيت اغتيال أبناء هنية وتكثف اتصالاتها لتسهيل المفاوضات، لكن الضغوط الأميركية وعدم اهتمام إسرائيل بالأسرى يعقد الوصول لاتفاق.
القيادي: دماء أبناء هنية لا تختلف عن دماء أبناء غزة
العامل الوحيد الذي يؤثر في المفاوضات هو تجاوب الاحتلال والتزامه
الاحتلال رفض قبل يوم من عيد الفطر هدنة إنسانية قصيرة لثلاثة أيام
قال قيادي بارز في حركة حماس، اليوم الخميس، إن اغتيال أبناء وأحفاد رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، لن يؤثر في مسار المفاوضات الجارية بشأن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. وأضاف القيادي، في حديث خاص لـ"العربي الجديد" طالباً عدم ذكر اسمه، أن هنية "أكد أن لا تمييز في الدماء الفلسطينية، وأن دماء أبنائه وأحفاده لا تختلف عن دماء أبناء غزة التي تنزف يومياً على أيدي الاحتلال الغاشم، وأن العامل الوحيد الذي يؤثر في المفاوضات هو مدى تجاوب الاحتلال والتزامه بالمبادئ التي حددتها المقاومة من عدمه".
وأوضح القيادي بحركة المقاومة الفلسطينية أن "حماس لا تزال في مشاورات بين قيادتها داخل غزة وفي الخارج، من أجل صياغة الرد النهائي على المقترح المقدم من جانب الوسطاء في القاهرة"، كاشفاً عن أن "الاحتلال رفض قبل يوم واحد من حلول عيد الفطر، المقترح المقدم من الوسطاء والإدارة الأميركية لتفعيل هدنة إنسانية قصيرة لمدة ثلاثة أيام، مشترطاً ربطها بتقديم المقاومة رداً إيجابياً على العرض المطروح في القاهرة"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "التصور الذي قدمه الاحتلال لا يزال غير متطابق مع الشروط التي حددتها المقاومة المتمثلة في الوقف الشامل والدائم لإطلاق النار، وعودة النازحين من دون شروط إلى مناطق الشمال، ودخول المساعدات، والإيواء، وإعادة الإعمار".
ولفت المصدر ذاته إلى أن "الحركة كانت قد أبلغت الوسطاء، أنها ستلتزم بهدنة إنسانية لمدة ثلاثة أيام حتى إذا أعلنها الاحتلال من جانب واحد"، متابعاً: "إلا أن الاحتلال رفض، وعلى النقيض قام بالتصعيد وشن هجوماً عنيفاً على وسط القطاع، واغتال أبناء هنية، لأهداف مزدوجة منها استرضاء (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو لليمين المتطرف، الذي أكد أن عملية الانسحاب الأخيرة من خانيونس، كانت بمثابة إعلان هزيمة، ومن جهة أخرى أراد نتنياهو الضغط على المقاومة لاستعجالها، ظناً منه أن هذا قد يدفعها للقبول بالعرض الفاسد المقدم من حكومته". وشدد القيادي على أن "الاحتلال، لا يقدم سوى عروض استسلام بما لا يعكس الوضع ميدانياً على الأرض".
في المقابل، كشف مصدر مصري مطلع على تحركات الوساطة التي تشارك بها القاهرة، لـ"العربي الجديد"، عن "اتصالات جرت خلال الساعات الماضية، نقل خلالها مسؤولون مصريون، استياء القاهرة من عملية اغتيال أبناء إسماعيل هنية وتوقيتها، الذي جاء بينما يكثف الوسطاء جهودهم من أجل تسهيل عملية التوصل لاتفاق". وقال المصدر إن "المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية يعلنون أنه طالما لم يجر الاتفاق أو التوصل لمؤشرات أولية، فلا يوجد ما يحول دون تنفيذ أي هجمات ضد أهداف في غزة"، مضيفاً: "لا نحتاج لمزيد من الوقت للإعلان عن فشل الجولة الجديدة للمفاوضات لأن كل المؤشرات تتجه نحو ذلك".
وأوضح المصدر المصري أن "الضغوط التي مارستها الإدارة الأميركية على الوسطاء للضغط على حماس، لم تكن بالمستوى نفسه على الحكومة الإسرائيلية"، كاشفاً عن أنه "خلال الجولة الأخيرة في القاهرة كانت هناك رسائل مبطنة من المسؤولين الإسرائيليين، مفادها أن مركز ثقل الحكومة الإسرائيلية غير معني باستعادة الأسرى سواء المدنيين أو العسكريين". وكشف أن "هناك مسؤولاً رفيعاً في الوفد الإسرائيلي أكد وجود أصوات فاعلة داخل الحكومة، ترى أن الجنود والضباط الذين يقتلون في الميدان لا يقلون أهمية عن الأسرى، وأن هؤلاء قتلوا بالأساس دفاعاً عن كبرياء بلدهم وبقاء إسرائيل، وأنه إذا كانت المفاضلة بين استعادة الأسرى وبقاء إسرائيل، فإن الخيار حتماً سيكون لصالح البقاء".