حملة هاريس تستعين بمحامية مصرية الأصل لكسب أصوات الناخبين العرب

29 اغسطس 2024
هاريس على متن طائرة رئاسية ستنقلها إلى سافانا، 28 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

قالت حملة كامالا هاريس للرئاسة الأميركية، أمس الأربعاء، إنها استعانت بمحامية أميركية مصرية الأصل كانت مسؤولة في وزارة الأمن الداخلي سابقاً للمساعدة في قيادة التواصل مع الناخبين الأميركيين العرب الذين تؤثر أصواتهم في بعض الولايات التي قد تساعد في حسم الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وستتولى بريندا عبد العال مهمة حشد دعم جالية محبطة بسبب الدعم الأميركي للحرب الإسرائيلية على غزة. وعينت هاريس بالفعل المحامية الأميركية أفغانية الأصل نصرينا باركزي للتواصل مع الأميركيين المسلمين. وتخوض هاريس سباقاً محتدماً أمام المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب. وقد تحسم أصوات المسلمين والعرب الأميركيين النتيجة في ولايات متأرجحة بين الفريقين ومنها ميشيغين التي شهدت احتجاجات بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة.

وفاز الرئيس الأميركي جو بايدن بقسط كبير من أصوات العرب والمسلمين في عام 2020، لكن دعمه لإسرائيل على الرغم من عدد الشهداء الهائل في غزة خيب أمل كثيرين من أفراد الجالية. وأطلقوا حملة للتصويت "بغير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.

وتزور هاريس في الأسبوع المقبل ميشيغين التي يوجد بها واحد من أكبر تجمعات المسلمين والعرب الأميركيين في الولايات المتحدة. وقرر أكثر من 100 ألف ناخب التصويت "بغير ملتزم" بدلاً من اختيار بايدن في الانتخابات التمهيدية بالولاية. ويقول بعض الناشطين إنهم يحملون هاريس المسؤولية عن سياسة إدارة بايدن تجاه إسرائيل والأزمة في غزة.

وفي أعقاب مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي عقد الأسبوع الماضي، قال ناشطون مؤيدون للفلسطينيين إن هاريس فشلت في إظهار أي تغيير في الوضع الراهن. ومع استبعاد تصويت الناخبين المؤيدين لغزة لمصلحة ترامب إذ لم يشيروا إلى أي دعم للجمهوريين، أطلق بعض الناشطين حملة تسمى "التخلي عن هاريس" وحثوا أنصارهم على دعم مرشحين لا ينتمون لأي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

وكان أحدث منصب شغلته المحامية مصرية الأصل بريندا عبد العال هو مستشارة وزير الأمن الداخلي. وانضمت إلى الوزارة في يناير/ كانون الثاني 2021 بعد وقت قصير من رحيل ترامب عن البيت الأبيض لتتولى منصب رئيسة موظفي مكتب الحقوق المدنية بالوزارة. ونشأت بريندا عبد العال في آن أربور بولاية ميشيغين. وكانت تدير في السابق مدونة طعام وموقعاً إلكترونياً يركز على وصفات من دول الشرق الأوسط. وأعطت دروساً لتعليم تلك الوصفات في مدرسة للطهي في شمال فيرجينيا.

هاريس ستجري اليوم أول مقابلة تلفزيونية بصفتها مرشّحة للرئاسة

إلى ذلك، تجري كامالا هاريس، اليوم الخميس، مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، قبل عشرة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية. وأجرت هاريس التي ستواجه ترامب، حوارات مقتضبة جداً مع صحافيين منذ أُعلنت مرشّحة للرئاسة الأميركية بدلا من جو بايدن الذي خرج من السباق في 21 يوليو/ تموز الفائت، عقب أدائه الكارثي خلال المناظرة التي جرت بينه وبين ترامب في نهاية يونيو/ حزيران الفائت.

لكنها لم تكن على استعداد لإجراء مقابلة رسمية، وبالتالي أصبحت المرشحة الديمقراطية البالغة 59 عاماً تحت ضغوط متزايدة لإجراء مقابلة فعلية مع إحدى وسائل الإعلام الأميركية الكبرى. وقالت "سي أن أن" إنّ المذيعة دانا باش التي شاركت في استضافة المناظرة بين ترامب وبايدن، ستجري هذه المقابلة مع هاريس، الخميس، أثناء قيامها بفعالية انتخابية في ولاية جورجيا (جنوب) المتأرجحة. وأوضحت الشبكة أنّ المقابلة ستبثّ في الساعة التاسعة من مساء اليوم نفسه (الأولى من فجر الجمعة بتوقيت غرينتش).

"درع بشرية"

وسيكون المرشّح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا، حاضراً أيضاً خلال المقابلة. وعلّق جايسن ميلر، أحد المستشارين المقربين من منافسها الجمهوري، ساخراً بالقول إنّ هاريس تستخدم تيم والز "كدرع بشرية".

من جهته، قال إيان سامز وهو أحد الناطقين باسم المرشحة الديمقراطية على منصة إكس إن "إجراء مقابلة مع المرشّحَين (لمنصب الرئيس ونائب الرئيس) في الصيف هو أمر تقليدي في الحملات الانتخابية منذ عشرين عاماً"، ذاكراً على سبيل المثال المقابلات الثنائية التي أجراها باراك أوباما وجو بايدن، وبايدن وهاريس.

أما من جهة دونالد ترامب، فقد أتيح له العديد من الفرص للإجابة عن أسئلة طرحها صحافيون أو محاورون آخرون خلال مقابلات أو جلسات كانت آخرها تلك التي أجراها مع رئيس شركة إكس إيلون ماسك المتعاطف مع المرشّح الجمهوري.

وفي 13 أغسطس/ آب الحالي، أجرى ترامب جلسة مطوّلة مع مؤيده إيلون ماسك خيّمت عليها أجواء مريحة وودّية للغاية. كما عقد الملياردير مؤتمرين صحافيين في الشهر نفسه ألقى خلالهما خطابات طويلة وأجاب عن أسئلة كانت في معظمها متساهلة.

"إدارة عملية التواصل"

وكل ذلك لا يمنع المعسكر الجمهوري من الإضاءة على التناقض في هذا السياق مع كامالا هاريس التي حرصت منذ بداية حملتها على إدارة عملية التواصل بقدر الإمكان، من دون التحدث إلى وسائل الإعلام التقليدية.

وفي 8 أغسطس الحالي، أعلنت هاريس أنها تريد إجراء مقابلة مقررة بحلول نهاية الشهر، وبذلك تكون قد وفت بوعدها. وستجري متابعة مقابلتها من كثب في عام استثنائي أظهرت فيه الأحداث السياسية الكبيرة قدرتها على إحداث مفاجآت. لكن لكامالا هاريس ذكرى مريرة لمقابلة أجرتها في يونيو/ حزيران 2021 على قناة إن بي سي وكانت مخصصة لموضوع الهجرة الحساس للغاية. حيث بدت غير مستعدة وغير واثقة من نفسها، خصوصاً عندما انتقدها الصحافي المضيف على إحدى إجاباتها.

وتمنح معظم استطلاعات الرأي الديمقراطية أفضلية طفيفة على دونالد ترامب، لكن المنافسة بينهما ما زالت شرسة، خصوصاً في بعض الولايات التي قد تكون حاسمة. وستلي المقابلة التي تجريها هاريس مع "سي أن أن" مناظرة مع دونالد ترامب من المقرر أن تُجرى في العاشر من سبتمبر/ أيلول المقبل على شبكة إيه بي سي.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)