حملة النظام السوري ضد تنظيم داعش في البادية تتعثّر

15 يونيو 2024
عناصر من قوات النظام السوري بالبادية، 7 فبراير 2017 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تواجه الحملة العسكرية التي يقودها النظام السوري ضد داعش في البادية السورية تحديات كبيرة، بما في ذلك خسائر فادحة بسبب الكمائن والألغام، رغم الدعم اللوجستي والإسناد الجوي من روسيا.
- تشمل العمليات مناطق واسعة وتركز على محاور رئيسية، مع تنفيذ عمليات تمشيط واسعة النطاق تديرها القوات الروسية، لكنها تصطدم بصعوبات بسبب الألغام والعبوات الناسفة.
- الاستراتيجيات المتبعة لم تحقق النجاح المطلوب ضد داعش، الذي يستخدم تكتيكات الكر والفر ويتحصن في مناطق وعرة، مما يعقد العمليات العسكرية ويعكس قدرة التنظيم على التكيف والمقاومة.

تشير المعلومات المتواترة من البادية السورية إلى تعثر حملة النظام السوري ضد تنظيم داعش في البادية، أو مناطق منها، للقضاء على خلايا التنظيم المتحصنة هناك، بعد أن دفع إليها مجموعات كبيرة من قواته، إضافة إلى مليشيات مرتبطة بروسيا والحرس الثوري الإيراني، مع دعم لوجستي وإسناد جوي روسي. وبعد مرور أيام على بدء حملة النظام السوري ضد تنظيم داعش، لم تستطع قواته والمليشيات المساندة لها تحقيق نتائج تذكر، بل على العكس، تكبدت خسائر فادحة، لا سيما في الأرواح، نتيجة الكمائن والألغام التي تنصبها خلايا التنظيم المتحصنة جيداً في تضاريس البادية التي تعرفها جيداً.

عبد الله العبد الكريم: داعش نشط قبل حملة النظام وخلالها في زرع الكثير من الألغام في مناطق العمليات

ويشير مرصد يتبع لوحدات الرصد والمتابعة في قوات المعارضة السورية إلى أن الوحدات المشاركة في عملية التمشيط الحالية تتبع الحرس الجمهوري، والفرق 1 و3 و9 و14 من قوات النظام، بالإضافة إلى مجموعات من الفرقة 25 والفيلق الخامس الممولين من روسيا، ومليشيا "لواء القدس" ومجموعات من مليشيا "الدفاع الوطني"، وبعض القوات العشائرية المرتبطة بالنظام والمليشيات الإيرانية.

ويوضح المرصد، لـ"العربي الجديد"، أن "عمليات التمشيط تبدأ من شرق مدينة تدمر، وطريق السخنة – الشولا، وهو ذاته طريق حمص – دير الزور. وأيضاً من محور جنوب تدمر باتجاه بادية التنف (توجد هناك قاعدة للتحالف الدولي)، إضافة إلى طريق البوكمال (شرق دير الزور) – حمص باتجاه مناطق جب الفرقلس". ويشير إلى أن "هناك أيضاً عمليات من محور جبال البشري الواقعة بين محافظتي الرقة ودير الزور، وكذلك محور طريق إثريا الذي ينطلق من شرق حماة إلى بادية الرصافة في الرقة". ويلفت إلى أن حملة النظام السوري ضد تنظيم داعش تشمل البادية الممتدة في أربع محافظات هي حمص وحماة والرقة ودير الزور.

روسيا تدعم حملة النظام السوري ضد تنظيم داعش

ويشير المرصد إلى أن الطيران الحربي الروسي ينفذ يومياً قرابة عشر غارات لمساندة تلك القوات في عملياتها، لافتاً إلى أن حملة النظام السوري ضد تنظيم داعش تستخدم الدبابات والرشاشات المتوسطة والثقيلة، كما أن غرفة العمليات لهذه الحملة تديرها القوات الروسية بشكل رئيسي. ويؤكد المرصد أن القوات تخسر يومياً العديد من عناصرها، مشيراً إلى مقتل ضباط من الفرقة الثالثة في قوات النظام يوم الأربعاء الماضي، بالإضافة إلى خسائر في صفوف الفرقة التاسعة والفرقة 25.

وتمتد البادية السورية على مساحة تبلغ أكثر من 75 ألف كيلومتر مربع تبدأ من أرياف حمص وحماة وحلب وإدلب، وصولاً إلى الحدود العراقية. وسابقاً، شن النظام والقوات الروسية مع المليشيات الإيرانية العديد من الحملات ضد "داعش" منذ خسارته السيطرة المركزية شرقي البلاد، لكنها لم تُثمر عن نتائج، حيث يعتمد التنظيم على العمليات الخاطفة والتحصن في الكهوف والمغاور التي خبرها جيداً في البادية، بالإضافة إلى قدرته على القيام بعمليات الرصد التي تمكنه من تتبع التعزيزات القادمة لمقاتلته واستهدافها بسهولة.

"داعش" يزرع الألغام بكثافة

ويشير عبد الله العبد الكريم، مدير شبكة "البادية 24" المختصة بمتابعة أخبار البادية السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "النظام بدأ الحشد والتجهيز للحملة الحالية قبل نحو شهر، وكان التنظيم يدرك وتصل إليه الأخبار عن ذلك، لذلك انسحب من المناطق المكشوفة وغير المؤمنة إلى مناطق جبلية ووعرة". ويضيف العبد الكريم، لـ"العربي الجديد"، أن "داعش نشط قبل وخلال حملة النظام السوري ضد تنظيم داعش على زرع الكثير من الألغام في مناطق العمليات، وخاصة الطرق الترابية التي ستمر بها التعزيزات ووحدات المشاة". ويؤكد أن "مجمل خسائر قوات النظام والمليشيات حالياً ليست ناجمة عن هجمات، وإنما عن انفجار عبوات ناسفة وألغام بآليات قوات النظام ضمن المناطق التي تستهدفها الحملة".

لم تثمر حملات عسكرية سابقة ضد "داعش" عن نتائج

ويلفت العبد الكريم إلى أن "التنظيم حالياً يحصر نطاق وجوده ضمن سلاسل جبلية ممتدة من شمال غرب مدينة السخنة مروراً بشمال غرب تدمر، وحتى منطقة الرصافة بريف الرقة، وهي مناطق وعرة يصعب الوصول إليها إلا من طرق برية، حيث عمل التنظيم على تفخيخ هذه الطرقات". ويشير إلى أن تنظيم داعش هو الذي بات يتحكم في سياق الحملة لا العكس، إذ يتبع استراتيجية لحصر النظام في أماكن محددة داخل البادية. ويتوقع أن يلجأ النظام، في ظل الخسائر، لسحب الكثير من تعزيزاته إلى مناطق أكثر أمناً في البادية. ويؤكد أن حملة النظام السوري ضد تنظيم داعش "فشلت فشلاً ذريعاً بالنسبة للنظام وحلفائه من المليشيات، نتيجة عدم القدرة على التقدم أكثر في البادية، بسبب الألغام التي زرعها التنظيم بشكل رئيسي".

تقارير عربية
التحديثات الحية