اعتبرت حركة حماس، اليوم الخميس، أن التصريحات الأخيرة لقادة إسرائيل ضد قطر "تعكس حقيقة موقف الاحتلال الذي يعرقل التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى"، يأتي ذلك فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن قطر "لن تعرّض المحادثات للخطر أبداً بسبب خلافات مع أفراد".
وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لـ"حماس" في بيان، إنّ الحركة "تستنكر استهداف قادة الاحتلال لدولة قطر الشقيقة لمواقفها العروبية والإنسانية تجاه ما يجري في قطاع غزة من عدوان ومجازر".
وأكد أنّ "قطر تقوم بدورها السياسي النشط لوقف العدوان على شعبنا وتحقيق إنجاز في ملف التبادل (الأسرى)".
وشدد النونو على أن "التصريحات الأخيرة لقادة العدو تعكس حقيقة موقف الاحتلال الصهيوني الذي يعرقل التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى".
وفي وقت سابق الخميس، هاجم وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، قطر التي تتوسط بمفاوضات غير مباشرة بين تل أبيب و"حماس" لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة المتواصل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال سموتريتش عبر منصة "إكس"، إن قطر "مسؤولة إلى حد كبير عما جرى بحق الإسرائيليين في 7 أكتوبر"، في إشارة إلى هجوم "حماس" على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، رداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، وفقاً للحركة.
ودعا سموتريتش دول الغرب إلى "ممارسة ضغوط جمّة على قطر والإفراج عن المخطوفين (الأسرى الإسرائيليين في غزة)".
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، يأتي انتقاد سموتريتش رداً على تغريدة لمتحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، قال فيها إنّ رئيس الوزراء بنيامين "نتنياهو يعرقل جهود وساطة قطر بين تل أبيب وحركة حماس، لو صحّت تصريحاته بشأن الجهود المبذولة من جانب الدوحة".
وجاء تصريح الأنصاري عقب بثّ قناة عبرية تسجيلاً لنتنياهو، قال فيه إنه لم يشكر قطر علناً؛ لأنها "لم تمارس مزيداً من الضغوط على حماس"، وانتقد العلاقات القطرية ــ الأميركية، داعياً إلى الضغط على الدوحة.
والثلاثاء، قال الأنصاري إنّ جهود الوساطة "ما زالت جارية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى"، كذلك تستمر الوساطة والجهود القطرية لضمان دخول مساعدات وأدوية إلى غزة المحاصرة منذ 17 عاماً.
الأنصاري: قطر لن تعرّض المحادثات للخطر أبداً بسبب خلافات مع أفراد
إلى ذلك، قال الأنصاري، اليوم الخميس، لشبكة إن بي سي نيوز الأميركية، إنّ قطر "لن تعرّض للخطر أبدًا" محادثات إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حماس.
وحول تصريحات نتنياهو قال: "شعرت بالفزع من التصريحات المزعومة المنسوبة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي"، مضيفاً أنه إذا تبين أنها صحيحة، فإن نتنياهو "لن يؤدي إلا إلى عرقلة وتقويض عملية الوساطة، لأسباب يبدو أنها تخدم مسيرته السياسية".
وأوضح أن القضية تتعلق بإنقاذ حياة الرهائن والمدنيين الفلسطينيين، ولا تتعلق بالسياسيين. وأضاف أن قطر "لن تعرّض المحادثات للخطر أبداً بسبب خلافات مع أفراد".
وبوساطة قطرية مصرية أميركية، توصلت "حماس" وإسرائيل إلى هدنة استمرت لمدة أسبوع حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وجرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة إلى القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وتقدر إسرائيل وجود نحو 136 أسيراً في غزة، فيما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
وحتى الأربعاء، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة 25 ألفاً و700 فلسطيني، وأصاب 63 ألفاً و740، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية. كذلك سبّب دماراً هائلاً وكارثة إنسانية ضخمة ونقصاً حاداً في الغذاء والماء والدواء، مع نزوح نحو 1.9 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.
(الأناضول، العربي الجديد)