حكومة الوحدة الوطنية الليبية "مستاءة" من استقبال القاهرة أسامة حماد

11 اغسطس 2024
رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أعربت وزارة الخارجية الليبية عن استيائها من استقبال مصر لرئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، معتبرة ذلك خروجاً عن وحدة الموقف الدولي ودعماً للانقسام.
- شددت الوزارة على أن الشعب الليبي يرفض العودة إلى زمن الحكومات الموازية، مؤكدة على أهمية احترام سيادة الدول ودعم وحدتها.
- حذرت الوزارة من أن هذه الإجراءات الأحادية تزيد التوتر، محملة الحكومة المصرية المسؤولية الأخلاقية والسياسية محلياً وإقليمياً ودولياً.

أعربت وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية عن استيائها الشديد ورفضها القاطع للخطوة الدبلوماسية التي اتخذتها الحكومة المصرية باستقبالها "أجساما موازية لا تحظى بأي اعتراف دولي"، وفق تعبيرها. جاء ذلك إثر استقبال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اليوم الأحد، رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد برفقة مدير صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا بلقاسم خليفة حفتر.

واعتبر بيان خارجية حكومة الوحدة الوطنية الليبية الخطوة "خروجاً عن وحدة الموقف الدولي الرافض لعودة البلاد إلى حالة الانقسام والاحتراب"، وأنها تتنافى مع الدور المصري والعربي والإقليمي المنتظر في دعم وحدة ليبيا واستقرارها. وشدد بيان الخارجية على أن حكومة الوحدة الوطنية منذ بداية عملها سعت جاهدة إلى تجاوز حالة الاستقطاب الدولي والتعامل بتوازن مع جميع الدول ذات الصلة بالملف الليبي، وخاصة مع جمهورية مصر العربية، وأنها أحرزت تقدماً في هذا الاتجاه.

وفيما شددت الوزارة على أن الشعب الليبي "لن يقبل بالعودة مرة أخرى إلى زمن الحكومات الموازية والمحاور الإقليمية والدولية التي أدت بليبيا لأن تكون ساحة خلفية لمعارك وحروب ذات بعد دولي وإقليمي"، أكدت أن "احترام سيادة الدول، وحسن الجوار، ودعم وحدتها ومؤسساتها الشرعية، هي مبادئ ثابتة لبناء علاقات وطيدة بين الدول والحكومات".

وحذرت الوزارة في بيانها "بشدة من أن مثل هذه الإجراءات الأحادية لا تخدم إلا العودة إلى التوتر والاستقطاب والاحتراب المحلي والإقليمي"، وحملت الحكومة المصرية المسؤولية الأخلاقية والسياسية محلياً وإقليمياً ودولياً. وكان مدبولي قد استقبل حماد اليوم في مدينة العلمين برفقة مدير صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا بلقاسم خليفة حفتر، ورئيس جهاز الإمداد الطبي والخدمات العلاجية حاتم العريبي.

وبحسب بيان صحافي لحكومة مجلس النواب، فقد عقد حماد مع مدبولي وعدد من وزراء الحكومة المصرية اجتماعاً تقابلياً "تم من خلال بحث التعاون في كافة الأصعدة وعلى رأسها تأمين الحدود، والإعمار والتنمية، والقضايا المشتركة بين البلدين"، مشيراً إلى عزم الطرفين على تفعيل عدد من الاتفاقيات، وتشكيل لجان وزارية من الدولتين للإشراف عليها.

وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة قد التقى مدبولي مطلع يوليو/ تموز الماضي، خلال زيارته إلى القاهرة للمشاركة في مؤتمر حول الهجرة نظمته الجامعة العربية، بعد مدة من فتور العلاقات بين الحكومتين على خلفية توقيع حكومة الدبيبة اتفاقاً اقتصادياً مع الحكومة التركية في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2022، بشأن التنقيب عن النفط والغاز في المناطق الاقتصادية البحرية في المتوسط، وهو الاتفاق الذي واجهته القاهرة بالرفض.

ونافش الدبيبة مع مدبولي "أوجه التعاون، وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين"، ودعم "القطاع الخاص في البلدين، وعقد المعارض والمؤتمرات للصناعات المصرية والليبية، وتشكيل مجلس رجال الأعمال المصريين الليبيين تحت إشراف الحكومتين، وتقديم الدعم اللازم لهم"، بحسب المكتب الإعلامي لحكومة الدبيبة. وفي اللقاء نفسه، استعرض الدبيبة ومدبولي "نتائج اجتماعات اللجنة العليا المصرية الليبية التي عُقدت منتصف سبتمبر/ أيلول 2021 بالقاهرة، والتنسيق لعقد الاجتماع القادم لزيادة التعاون وتعزيز الاستثمار". وسبق أن أجرى مدبولي زيارة الى طرابلس في إبريل/ نيسان 2021، جرى خلالها توقيع 11 وثيقة تعاون في مختلف المجالات.