حكومة الاحتلال تبلغ واشنطن بنيتها بناء آلاف الوحدات الاستيطانية

13 يونيو 2023
من حراك فلسطيني ضد إقامة عشرات البؤر الاستيطانية بالضفة (العربي الجديد)
+ الخط -

أفاد موقع "والا" الإسرائيلي، مساء أمس الإثنين، بأنّ حكومة الاحتلال أبلغت البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، بأنها تنوي في وقت لاحق من شهر يونيو/ حزيران الحالي، الإعلان عن تخطيط وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في مستوطنات الضفة الغربية. وأسند الموقع المعلومات التي نشرها إلى ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كبار، لم يسمّهم.

ولفت الموقع إلى أنّ واشنطن تعارض بشدّة البناء في المستوطنات، وترى في توسيعها طريقة إسرائيلية للسيطرة على المزيد من المناطق في الضفة الغربية، والقضاء على إمكانية إقامة دولة فلسطينية.

وكان ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد أبلغ البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، بقراره إرجاء مناقشة خطة البناء في المنطقة "إي 1" الواقعة بين مستوطنة "معاليه أدوميم" والقدس المحتلة.

وأوضح الموقع أنّ الحديث هو عن مخطّط حساس جداً من الناحية السياسية، وقد يؤدي إلى تفجّر الأوضاع، كما يلاقي معارضة دولية، بينما تقوم الولايات المتحدة منذ نحو عقدين من الزمن بإعاقته، من خلال ممارسة ضغط على حكومات الاحتلال المتعاقبة.

ومن شأن إقامة مستوطنة جديدة في المنطقة "إي 1"، تربط بين مستوطنة "معاليه أدوميم" والقدس المحتلة، عزل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، ما يصعّب جداً إقامة دولة فلسطينية ذات امتداد جغرافي.

وتابع الموقع أنّ مسؤولين أميركيين كباراً قالوا إنهم كانوا راضين جداً عن قرار حكومة الاحتلال إرجاء المناقشات بشأن المخطط الاستيطاني "إي 1"، لكنهم أكدوا أنّ هذا القرار كان عبارة عن جزء واحد فقط من البلاغ الإسرائيلي. أما الجزء الآخر، فكان أنّ حكومة الاحتلال تخطط للإعلان عن آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في عدد من المستوطنات في الضفة الغربية.

ونقل الموقع عن مصدر مطّلع لم يسمه أنّ نية إسرائيل هي الإعلان عن تخطيط وبناء 4 آلاف وحدة استيطانية على الأقل في المستوطنات.

كما نقل موقع "والا" عن مصدر إسرائيلي لم يسمّه قوله إنه من المتوقع عقد جلسة لما يُسمّى مجلس التخطيط الأعلى للإدارة المدنية (الإسرائيلية في الضفة الغربية) قبل نهاية الشهر الجاري، من أجل المصادقة على المضي قدماً في المخطط.

وقال وزير المالية، الوزير في وزارة الأمن بتسلئيل سموتريتش، في مؤتمر صحافي عُقد في الكنيست الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، عقب الإعلان عن إرجاء النظر في قضية "إي 1"، إنه "قريباً جداً ستكون بشائر كبيرة للاستيطان في الضفة الغربية. هذه الحكومة ملتزمة بذلك".

ونقل موقع "والا" عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كبار قولهم إنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحاول الضغط على ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو باتجاه عدم المضي في مخططات بناء الوحدات الاستيطانية، أو تقليصها على الأقل للحدّ الأدنى، وعدم شمولها البناء في المستوطنات المعزولة.

ونقل الموقع عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض قوله إنه يجب التواصل مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي بكلّ ما يتعلق بالإعلان عن مخططات البناء المتوقعة في المستوطنات، مع هذا، أضاف المصدر، أنّ الولايات المتحدة ترى في توسيع المستوطنات عقبة في وجه السلام وتحقيق حلّ الدولتين.

وشدد المتحدث الأميركي من طرف البيت الأبيض على أهمية "تجنّب جميع الأطراف الخطوات التي تقوض احتمالات تحقيق حل الدولتين".

ونقل الموقع عن المتحدث باسم البيت الأبيض للشؤون الخارجية جون كيربي قوله: "نحن نعبّر عن قلقنا أمام إسرائيل منذ فترة طويلة بشأن البناء في المستوطنات. لا نريد أن نرى نشاطات تجعل تحقيق حل الدولتين أصعب، أو نشاطات تزيد حدة التوتر".

وأفاد الموقع بأن مكتب نتنياهو ووزارة الخارجية الأميركية لم يعقّبا على ما نشره.

"حماس": جريمة تطهير عرقي جديدة

واعتبرت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، قرار سلطات الاحتلال توسيع البناء الاستيطاني في المثلث الغربي شمال القدس المحتلة على أراضي قرى بيت إكسا، ولفتا، وبيت حنينا التحتا، وشعفاط، وبناء 1703 وحدات استيطانية جديدة لتوسيع مستوطنتي "رموت" و"رمات شلومو"؛ "جريمة تطهير عرقي جديدة تنفّذها حكومة الاحتلال الفاشية بحق شعبنا الفلسطيني، عبر مصادرة أراضي المواطنين، والتضييق عليهم، وخنق وجودهم على أرضهم وتهجيرهم منها".

وقال الناطق باسم "حماس" عن مدينة القدس، محمد حمادة، في تصريح وزع على وسائل الإعلام: "نستهجن ضعف الموقف الدولي إزاء البناء الاستيطاني على الأرض الفلسطينية، الأمر الذي يشجّع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".

ودعا حمادة "المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى ضرورة تحمّل مسؤولياتهما السياسية في إنهاء الاحتلال ووقف جرائمه وانتهاكاته المستمرة، ودعم حق شعبنا الفلسطيني في النضال والمقاومة حتى تحقيق تطلعاته في الحرية وتقرير المصير بإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس".

المساهمون