حكم التاريخ: الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني

25 اغسطس 2024
تتصاعد الدعوات العالمية لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي ومعاقبته (آلان بيتون/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تحول دولي تجاه القضية الفلسطينية**: رأي محكمة العدل الدولية يعتبر الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني، مما يعزز الدعم الدولي لحقوق الفلسطينيين ويفتح آفاقاً جديدة للنضال الفلسطيني في المحافل الدولية.

- **تعزيز الوحدة الوطنية والدبلوماسية الفلسطينية**: يوفر رأي المحكمة فرصة لتوحيد الصفوف الفلسطينية وتعزيز الجهود السياسية والدبلوماسية لتحقيق أهداف مشتركة وزيادة الضغط على إسرائيل.

- **زيادة الضغط الدولي ومحاسبة إسرائيل**: يعزز رأي المحكمة الجهود لمقاضاة المسؤولين الإسرائيليين ويزيد الضغط على الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات ملموسة، مما يشجع الدول على الاعتراف بدولة فلسطين.

"في زمنٍ يواصل فيه الاستعمار سحق إرادة الشعوب المستعمَرة، تُعَدُّ المقاومة والنضال السلاحين الوحيدين للشعوب المظلومة لاستعادة كرامتها وإنسانيتها"، تعكس كلمات فرانز فانون هذه، الوضع الذي يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967، الذي أصدرت محكمة العدل الدولية بشأنه رأياً استشارياً يعتبره احتلالاً غير قانونيٍ، ما يفتح آفاقاً جديدةً للنضال الفلسطيني على الصعيد الدولي. إذ وضع حكم العدل الدولية التاريخي النقاط على الحروف، مقراً بأن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك القوانين الدولية، ما يمثّل تحولاً جذرياً في النهج الدولي تجاه القضية الفلسطينية، وحافزاً جديداً لزيادة الدعم الدولي لحقوق الفلسطينيين.

كما يؤكد رأي المحكمة الاستشاري، من دون لبسٍ، حقّ الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وهو مبدأٌ أساسيٌ في القانون الدولي. إذ يمنع استمرار الاحتلال الفلسطينيين من ممارسة سيادتهم على أراضيهم وفرض مصيرهم السياسي والاجتماعي.

يوفر الرأي أيضاً فرصةً للفلسطينيين لتوحيد صفوفهم، وتعزيز جهودهم السياسية والدبلوماسية، إذ يمنحهم منصةً لتقوية الوحدة الوطنية

على الصعيد القانوني، يتحدى هذا الرأي سياسات الاستيطان الإسرائيلي في الضفّة الغربية والقدس الشرقية، ويعزز موقف الفلسطينيين في المحافل الدولية، مثل الأمم المتّحدة، والمحكمة الجنائية الدولية، ما يمكن هذه المنظّمات من اتخاذ خطواتٍ جريئةٍ لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها، استناداً إلى عدم قانونية تصرفات إسرائيل التي أعلنتها المحكمة.

كذلك؛ يعزز هذا الرأي الأسس القانونية للدفاع الفلسطيني ضدّ العدوان الإسرائيلي، على اعتباره حقاً مشروعاً للشعوب المحتلة في إطار القانون الدولي، ما يوفر للفلسطينيين إطاراً قانونياً أوسع للدفاع عن أراضيهم وشعبهم.

أيضاً؛ يساهم القرار في زيادة الضغط على الأمم المتّحدة لاتخاذ إجراءاتٍ ملموسةٍ لتنفيذ توصيات محكمة العدل الدولية، مثل فرض عقوباتٍ على إسرائيل، أو تعليق عضويتها في بعض الهيئات الدولية. كما يساهم في تمكين الجمعية العامة للأمم المتّحدة من تبني قرارٍ يدعم الرأي الاستشاري، ويطالب بتنفيذه الفوري.

ملحق فلسطين
التحديثات الحية

في مجال القانون الدولي، يعزز هذا الرأي الجهود الرامية لمقاضاة المسؤولين الإسرائيليين عن جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية، إذ يمكن للمحكمة الجنائية الدولية استخدامه دليلاً في تحقيقاتها وملاحقاتها، ما قد يؤدي إلى محاسبة الجناة وردع الانتهاكات المستقبلية. يمكن أيضاً تعزيز حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) ضدّ إسرائيل، إذ يمثّل الرأي الاستشاري حجةً قويةً يمكن أن تقنع الحكومات والشركات والمجتمع المدني باتخاذ خطواتٍ ملموسةٍ لوقف التعامل مع الكيانات الإسرائيلية المشاركة في أنشطة الاستيطان.

علاوةً على ذلك، يعزز هذا الرأي التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية، إذ يمكن للنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم استخدامه لزيادة الوعي بالانتهاكات التي يعانيها الفلسطينيون بسبب الاحتلال. من خلال تنظيم حملات توعيةٍ وفعالياتٍ تضامنيةٍ، يمكن تعزيز الدعم الدولي لإنهاء الاحتلال.

يوفر الرأي أيضاً فرصةً للفلسطينيين لتوحيد صفوفهم، وتعزيز جهودهم السياسية والدبلوماسية، إذ يمنحهم منصةً لتقوية الوحدة الوطنية، وتنسيق الجهود بين الفصائل المختلفة لتحقيق أهدافٍ مشتركةٍ، من خلال العمل الجماعي والدبلوماسي الفعال، ما يمكن الفلسطينيين من تعزيز موقفهم في المحافل الدولية، وزيادة الضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال.

يؤكد رأي المحكمة الاستشاري، من دون لبسٍ، حقّ الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وهو مبدأٌ أساسيٌ في القانون الدولي

يمكن للرأي أن يشجع المزيد من الدول على الاعتراف بدولة فلسطين، ودعم حقوق الفلسطينيين في المنتديات الدولية. يوفر قرار محكمة العدل الدولية مبرراً قوياً لاتخاذ الدول خطواتٍ ملموسةً لدعم الحقوق الفلسطينية.

على غرار تأثير الفراشة، يمكن وصف أثر قرار محكمة العدل الدولية بشأن عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يحمل صفةً إلزاميةً، كونه رأياً استشارياً، إلّا أنّ تأثيره كبيرٌ على المستوى الدولي، إذ قد تؤدي التغيرات القانونية والسياسية الصغيرة إلى نتائج أوسع وتغيراتٍ كبيرةٍ في المشهد السياسي والاجتماعي الدولي، كونها تعزز المواقف القانونية والسياسية ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، وتزيد من الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها.

المساهمون