جدد اللواء المتقاعد خليفة حفتر مطالبته بـ"انتفاضة شعبية" ضد المكونات السياسية الموجودة في المشهد الليبي، مشيراً إلى أن قواته مستعدة لدعم ما سماه بـ"خيار الشعب في اختيار من يحكمه".
وطالب حفتر، خلال كلمة له أمام أعيان منطقة الجفرة التي زارها أمس، وبثتها وسائل إعلام مقربة منه، بإخراج "كافة القوات الأجنبية من أرضنا فهذه الأرض هي العرض لنا، وإن كل شبر من حدود ليبيا، ومن ترابها الطاهر هو خط أحمر، أمام الإرهاب، وأمام المطامع الاستعمارية".
وأضاف في هذا السياق "إذا ما فشلت كل المساعي السلمية، بعد منحها ما تستحق من دعم ووقت، لخروج القوات المحتلة من أراضينا، فليس أمامنا من خيار، إلا أن نخوض المعركة الفاصلة من أجل التحرير، مهما كان الثمن، ومهما استغرقت من وقت، نخوضها دون تردد، بكل ما أوتينا من قوة وإرادة، وإصرار على العيش بكرامة وكبرياء فوق أرضنا".
واستدرك حفتر بالقول "ولسنا بهذا ندعو إلى الحرب، بل نحن دعاة سلام، دعاة تعاون بين الشعوب، بما يحقق لها التقدم والازدهار، دعاة علاقات عمادها الاحترام وحسن النوايا، والمصالح المشتركة".
ودون أن يشير إلى قوات روسية تقاتل في صفوفه وتتخذ من الجفرة مقراً لها، حيث ألقى كلمته أمام أعيانها، زعم حفتر أن "الداعي إلى الحرب، هو من أنزل عساكره ومرتزقته فوق أرضنا، طمعاً في ثرواتنا، مستغلاً ما تمر به بلادنا من ظروف طارئة، ليبرم صفقات العار مع الخونة والعملاء، الذين باعوا وطنهم وشرفهم من أجل السلطة والمال"، في إشارة للاتفاقات التي وقعتها حكومة الوحدة الوطنية مع تركيا مؤخراً.
وفيما جدد دعوته "الشعب" لانتفاضة على الأجسام السياسية الحالية، متهما القادة السياسيين بـ"إدارة الأزمة دون حلها، بهدف إطالة عمرها، بالمبادرات المشبوهة، والمسارات المغلقة، والتمديد بحجج واهية، لا تهدف إلا لبقاء الحال على ما هو عليه ليستمر الفساد والعبث بمصير البلاد"، قال "لعلنا نقترب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، من وضع النقاط على الحروف، واتخاذ القرار الحاسم، بإرادة شعبية خالصة، لتحديد المسار نحو استعادة الدولة، وبناء مؤسساتها.. بعد أن أثبتت النتائج المخيبة للآمال، أن كل المسارات السابقة، قد وصلت بنا إلى طريق مسدود".
لكنه أشاد في ذات الوقت بـ"القرارات الأممية"، مبدياً "ترحيبه بالمبعوث الأممي الجديد". وقال "ولا يفوتنا أن نذكره بما تعهد به، بأنه لن يتبنى أو يدعم أي مبادرة لحل الأزمة الليبية، إلا إذا كان مصدرها هو الشعب الليبي نفسه، صاحب المصلحة الأول والأخير، ونكبر فيه هذا الموقف".
وتعهد حفتر بتسهيل مهام المبعوث الأممي الجديد، عبد الله باتيلي، "إذا ما لمسنا في مساعيه، الجدية والإخلاص، والصراحة والشفافية، والانحياز التام لمصلحة الشعب الليبي، والالتزام بما تعهد به، وعدم التأثر بالضغوط الخارجية مهما بلغ حجمها".
واستدرك القول "لكننا بحاجة أيضا لأن ننبه بأن المشهد الليبي اليوم يختلف عما كان عليه بالأمس، فقد بدأ يشهد حراكاً شعبياً يتنامى يوماً بعد يوم، لامتلاك زمام المبادرة، وأن الشعب قد بدأ يعد العدة، من أجل التغيير الجذري، بالأسلوب الذي يراه يحقق أهدافه وغاياته النبيلة، لا يراعي في ذلك إلا مصلحته وسلامة وطنه، حاملاً راية السلام في إحدى يديه، وفي الأخرى مشروعه الجاد نحو بناء دولته".
وتعد منطقة الجفرة، وسط جنوب البلاد، من أهم قواعد حفتر العسكرية، إذ تضم عدداً من المعسكرات التي يشغل مقاتلي الفاغنر الروس بعضها.
تعد منطقة الجفرة وسط جنوب البلاد من أهم قواعد حفتر العسكرية
ومنذ شهرين كثف حفتر من زياراته لمناطق الجنوب، بداية من غات، جنوب غرب البلاد، مطلع سبتمبر/أيلول، مروراً ببراك الشاطئ والكفرة، وسبها التي نظم فيها استعراضاً عسكرياً منتصف أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.
ودعا حفتر في خطاباته التي ألقاها في فعاليات شعبية في كل المناطق التي زارها إلى "انتفاضة شعبية" ضد الأجسام السياسية الحاكمة في البلاد، متهما إياها بالمماطلة في الوصول إلى حل سياسي.