استمع إلى الملخص
- حسن نصر الله: مسيرة زعيم حزب الله: تولى قيادة الحزب في 1992 بعد اغتيال عباس الموسوي، وقاد الحزب في إخراج القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، ولم يظهر علنًا منذ سنوات.
- الصراع مع إسرائيل والولايات المتحدة: قاد نصر الله حزب الله في حرب 2006 ضد إسرائيل، ووسع عمليات الحزب إلى سوريا، مما أدى إلى تدهور العلاقات مع دول الخليج وانهيار لبنان المالي في 2019.
استهدفت سلسلة من الغارات الإسرائيلية، أمس الجمعة، موقعاً في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، في قصف هو الأعنف منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، محاولةً استهداف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، فيما أكدت مصادر مقربة من الحزب أن نصر الله يوجد "في مكان آمن"، نافيةً المزاعم الإسرائيلية. ولم يصدر حزب الله أي بيان آخر بشأن الضربات الإسرائيلية التي قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت مقر القيادة المركزي للحزب. وقال مصدر مقرب من حزب الله إن نصر الله ما زال على قيد الحياة بعد قصف الضاحية الجنوبية لبيروت معقل الحزب.
نبذة حسن نصر الله
وصار نصر الله أميناً عاماً لحزب الله في 1992 وكان في الخامسة والثلاثين، وأصبح الرمز المعروف للحزب الذي تأسس في 1982 لمحاربة قوات الاحتلال الإسرائيلي. واغتالت إسرائيل سلفه عباس الموسوي في هجوم بطائرة هليكوبتر. وكان نصر الله زعيماً للحزب عندما نجح الحزب في نهاية المطاف في إخراج قوات الاحتلال الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، وهو ما أنهى احتلالاً استمر 18 عاماً. ولم يظهر نصر الله علنًا منذ سنوات بسبب مخاوف من اغتياله على يد إسرائيل. وقد لعب دوراً رئيسياً في تحويل حزب الله إلى القوة السياسية والعسكرية التي هو عليها اليوم.
ونشأ نصر الله في حي الكرنتينا الفقير في بيروت. وتنحدر عائلته من البازورية، وهي قرية في جنوب لبنان ذي الأغلبية الشيعية الذي يشكل اليوم المعقل السياسي لحزب الله. وينتمي نصر الله إلى جيل من الشبان الشيعة اللبنانيين الذين شكلت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 نظرتهم السياسية. وقبل أن يتولى قيادة الحزب، كان يقضي الليالي مع مقاتلي الجبهة الأمامية الذين يقاتلون جيش الاحتلال الإسرائيلي. واستشهد ابنه الشاب هادي، في معركة عام 1997.
حرب 2006
لقد شكّل الصراع مع إسرائيل إلى حد كبير زعامته. فقد أعلن "النصر الإلهي" في عام 2006 بعدما خاض حزب الله حرباً استمرت 34 يوماً مع إسرائيل، وفاز باحترام العديد من المواطنين العرب الذين شبّوا وهم يرون إسرائيل تلحق الهزيمة بجيوش عربية. لكنه أصبح شخصية مثيرة للانقسام بشكل متزايد في لبنان والعالم العربي مع اتساع منطقة عمليات حزب الله لتمتد إلى سورية وخارجها، مما يعكس الصراع المتصاعد بين إيران ودول عربية أخرى.
وبينما صوّر نصر الله مشاركة الحزب في سورية، حيث قاتل لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال الثورة السورية، على أنها حملة ضد المتشددين، اتهم البعض الحزب بأنه أصبح جزءاً من صراع طائفي إقليمي. وفي الداخل، قال منتقدو نصر الله إن مغامرات حزب الله الإقليمية كبدت لبنان ثمناً باهظاً، مما دفع دول الخليج العربية التي كانت صديقة للبنان ذات يوم إلى تجنب البلاد، وهو عامل ساهم في انهيارها المالي في عام 2019.
في السنوات التي أعقبت حرب 2006، سار نصر الله على حبل مشدود في ما يتعلق بدخول صراع جديد مع إسرائيل، فقام بتخزين الصواريخ الإيرانية لتشكيل "توازن الرعب" الرادع في صراع مدروس بعناية بين التهديد والتهديد المضاد.
وأدت حرب غزة إلى اندلاع أسوأ صراع لحزب الله مع إسرائيل منذ 2006، الأمر الذي كبد الحزب خسائر فادحة في صفوفها بما في ذلك قادة كبار. وبعد سنوات من المواجهات مع أطراف أخرى، عاد حزب الله للتركيز في صراعه التاريخي مع إسرائيل. وقال نصر الله في كلمته في الأول من أغسطس/ آب: "نحن ندفع ثمن إسنادنا لجبهة غزة وللشعب الفلسطيني وتبنينا القضية الفلسطينية وحماية المقدسات".
الصراع مع الولايات المتحدة
مع تصاعد التوترات الإقليمية بعد اندلاع حرب غزة، وجه نصر الله تحذيراً غير مباشر للسفن الحربية الأميركية في البحر المتوسط، قائلاً: "أساطيلكم التي تهددوننا بها، لقد أعددنا لها عدتها أيضاً". وفي عام 2020، تعهد نصر الله بأن يغادر الجنود الأميركيون المنطقة في نعوش بعد اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيّرة أميركية في العراق.
وعبّر عن معارضته الشديدة للسعودية بشأن تدخلها العسكري في اليمن، إذ سعت الرياض بدعم من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين إلى دحر جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران. ومع تصاعد التوترات الإقليمية في عام 2019 في أعقاب هجوم على منشآت نفط سعودية، قال نصر الله إن السعودية والإمارات يجب أن توقفا حرب اليمن لحماية نفسيهما.
وقال في رسالة موجهة إلى الرياض: "لا تراهنوا على الحرب ضد إيران لأنها ستدمركم". وفي عهد نصر الله، اشتبك حزب الله أيضاً مع خصوم داخل لبنان. وفي عام 2008، اتهم نصر الله الحكومة اللبنانية التي كانت مدعومة آنذاك من الغرب والسعودية بإعلان الحرب من خلال سعيها لحظر شبكة الاتصالات الداخلية لجماعته. وتوعد نصر الله "بقطع اليد" التي تحاول تفكيكها.
(رويترز، العربي الجديد)