تتجه الأنظار إلى ولاية ساكسونيا أنهالت الواقعة شرقي ألمانيا، التي تشهد الأحد المقبل، آخر انتخابات محلية قبل الانتخابات البرلمانية العامة الخريف المقبل، حيث سيتم حينها اختيار خليفة المستشارة أنجيلا ميركل.
وفيما يحضر اليمين الشعبوي بقوة داخل الولاية مع تمثيل لا يستهان به لباقي الأحزاب، تعد الانتخابات بمثابة اختبار للتوجه العام للناخبين قد يكون مؤشراً على عدد الأصوات التي قد يحققها كل حزب خلال سبتمبر/ أيلول المقبل.
وتحتدم المنافسة على منصب المستشارية بالأخص بين الحزب الذي تترأسه ميركل "الاتحاد المسيحي الدمقراطي" وحزب "الخضر".
وتكتسي انتخابات ولاية ساكسونيا أنهالت أهمية خاصة لدى "المسيحي الديمقراطي"، بعد الصراع القوي الذي دار على اسم ممثله لمنصب المستشار، قبل أن يستقر الاختيار على رئيس وزراء ولاية شمال الراين فستفاليا، أرمين لاشيت، الذي عانى خلالها أمام زعيم "الاتحاد الاجتماعي المسيحي"، ماركوس سودر، الذي يعتبر وفق استطلاعات سابقة الأكثر قدرة على خلافة ميركل.
ويعوّل لاشيت على التجديد لزميله في الحزب رئيس الوزراء الحالي في ساكسونيا انهالت، راينر هازيلوف، وتمكّن الأخير من تحصين أرقامه ضد حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، وعودته لقيادة الائتلاف الحكومي على صعيد الولاية.
أما "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، المشارك في الائتلاف الحاكم، فيسعى لتحقيق بعض المكاسب والتي قد تكون جد مهمة له ولمرشحه لمنصب المستشار، أولاف شولز، الذي وعد أخيراً أنه في حال وصوله إلى المنصب ستكون الولايات الشرقية على رأس جدول أعمال السياسة الألمانية.
من جانب آخر، يعوّل "الحزب الليبرالي الحر" على العودة إلى برلمان الولاية بعدما لم يحقق في انتخابات العام 2016 نسبة 5.1 % الضرورية لتجاوز العتبة، فيما تشير أرقام استطلاعات الرأي إلى أنّ حضوره بات ملحوظاً في ساكسونيا أنهالت وعلى المستوى الفدرالي.
في غضون ذلك، يظل حزب "الخضر" حاضراً بقوة على الساحة السياسية في ألمانيا، ويأمل مضاعفة أرقامه بعدما لم يتمكن من تجاوز نسبة 5.1 % في الانتخابات الأخيرة بالولاية، وحتى لا يتم كسر صعوده السياسي على المستوى الفدرالي.
وتعلق مرشحة الحزب لمنصب المستشارية، أنالينا بيربوك، الآمال على النتيجة التي قد يحصل عليها "الخضر" بالولاية لتجييرها في عملية التعبئة في حملتها الانتخابية.
وكان استطلاع رأي نشرت نتائجه، أمس الخميس، القناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي إف"، قد أشار إلى أنّ حزب ميركل يتوقع أن ينال ما بين 28 و30% من الأصوات، فيما تذهب 23 % لـ"البديل من أجل ألمانيا"، و11.5 % لليسار، و10 % لـ"الاشتراكي الديمقراطي"، و6.5 % لـ"الخضر".
وبيّنت النتائج نفسها أن مرشح "المسيحي الديمقراطي" يظل الأقرب لتولي رئاسة الحكومة بعدما نال 68% من أصوات المشاركين في الاستطلاع، في حين لم ينل مرشح "البديل" أوليفر كرشنر سوى 9 %.