حزب "الليكود" الإسرائيلي يوطّد علاقاته مع اليمين المتطرف في أوروبا

12 يونيو 2023
تزعم وسائل إعلام إسرائيلية أن هناك تحولا في موقف أحزاب اليمين بأوروبا تجاه إسرائيل (Getty)
+ الخط -

أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، بأن حزب "الليكود" يسعى لتوطيد علاقاته بأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، في ظل تزايد قوتها، وعدم رضاه عن مواقف اليسار حيال حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة أن وفداً عن الحزب السويدي اليميني المتطرف "السويديون الديمقراطيون" زار إسرائيل الشهر الماضي، والتقى أعضاء في حزب "الليكود" على الرغم من موقف قسم العلاقات الخارجية في الكنيست الإسرائيلي، الذي أوصى النواب بعدم لقاء مندوبي الحزب.

وأضافت الصحيفة أن الوفد وجد آذانًا صاغية في حزب "الليكود"، وأن الحزب السويدي "يبذل جهودًا كبيرة لإبعاد نفسه عن ماضيه الفاشي المعادي للسامية". وعلى الرغم من المقاطعة الرسمية التي فرضتها عليه إسرائيل، فإن من فتح الباب لهذا اللقاء الاستثنائي هو النائب الليكودي عميت هليفي.

وزادت "يسرائيل هيوم" أن الحزب الذي سجّل "إنجازًا انتخابيًا مثيرًا للإعجاب في الانتخابات الأخيرة في سبتمبر/أيلول 2022 جعله ثاني أكبر حزب في البلاد، بات جزءاً من العلاقات الدولية التي يعمل الليكود على إقامتها مع الأحزاب اليمينية المتطرّفة التي تزداد قوة في أوروبا، والتي تمت مقاطعتها قبل ذلك من قبل وزارة الخارجية الإسرائيلية بسبب مواقفها من إسرائيل، ولكنها شهدت تحوّلاً إيجابياً. وتشمل هذه القائمة أيضًا الأحزاب اليمينية التي تزداد قوة في المجر (هنغاريا) وبولندا".

وأوضحت الصحيفة أنه "من خلال هذه الخطوة التي تهدف إلى اتخاذ إجراءات فعليّة إلى جانب الوعود، صاغ (السويديون الديمقراطيون)، بعد لقائهم مع هليفي، وثيقة مبادئ ملزمة تتنصّل من ماضيهم، على أمل تمهيد الطريق للعلاقات الرسمية والاعتراف بهم" (من قبل إسرائيل).

وتابع المصدر ذاته أنه "من المتوقع أن يقدّم هليفي خلال هذا الأسبوع الوثيقة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، وكذلك لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من أجل الخروج بخطوة تؤدي إلى إنهاء المقاطعة الإسرائيلية للحزب"، فيما "تحصل إسرائيل على دعم كبير لم تنله من قبل من دول أوروبا، بما في ذلك الاعتراف بأهمية مواجهة إيران، ومعارضة دعم السلطة الفلسطينية للإرهاب، وغير ذلك"، وفق تعبير "يسرائيل هيوم".

وذكرت أنه "في الواقع هذا تغيير 180 درجة مقارنة بموقف الأحزاب اليسارية في أوروبا، التي كانت تميل على مر السنين إلى تفضيل المصالح الفلسطينية على أمن إسرائيل".

ومما كتب في نص الوثيقة، بحسب "يسرائيل هيوم"، أن "الحزب (السويدي) شهد تغييرًا جوهريًا وعميقًا في العقود الأخيرة. وتم إخراج المؤسسين والمشاركين الأوائل ذوي الآراء المعادية للسامية من صفوفه منذ سنوات". وكُتب أيضا أن "الحزب يدعم الحياة اليهودية ويحارب أي مظهر من مظاهر معاداة السامية في السويد وأوروبا وأماكن أخرى. ويدعم الحزب محاربة الإرهاب والمظاهر المعادية لإسرائيل من قبل إيران والسلطة الفلسطينية وحزب الله وغيرها".

وبحسب الصحيفة: "نصّت الوثيقة على أن الحزب يطالب السويد بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى القدس، ويدعو إلى إدراج حزب الله بكامله على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية". وقالت إن "الأهمية الاستراتيجية للوثيقة تكمن في حقيقة أنها استمرار للزخم لتغيير موقف السويد العدائي تجاه إسرائيل والنهج المؤيد للفلسطينيين الذي اتخذه قادتها".

وقال هليفي للصحيفة أن اللقاء جاء بهدف "التأثير لما فيه مصلحة دولة إسرائيل" وأن الوفد السويدي يمثل "حركة سياسية كبيرة في دولة أوروبية مهمة، ولذلك وافقت على لقائه".

وأضاف: "لم أتردد خلال اللقاء في طرح الانتقادات التي سمعتها (عن الحزب). لقد أخذوا الأمور على محمل الجد، وأوضحوا أن الأشرار الذين كانوا في بداية تأسيس الحزب منذ عقود تم إبعادهم عنه منذ زمن طويل، وأنهم يعارضون بشدة معاداة السامية من أي نوع".

وأوضحت الصحيفة أن "الليكود" تنبّه في وقت مبكر إلى موجة اليمين التي تجتاح أوروبا و"وجد شركاء لركوب الموجة وبناء جبهة ذات قاسم مشترك ضد ما يعتبره الليكود مؤسسات يسارية أوروبية تعيق خطوات إسرائيل".

المساهمون