أكد مسؤول محلي في محافظة دهوك الحدودية مع تركيا والواقعة ضمن حدود إقليم كردستان العراق، أن وجود مقاتلي حزب "العمال الكردستاني" تسبب بإفراغ 275 قرية في المحافظة الواقعة شمالي العراق من سكانها.
وقال سكرتير مجلس محافظة دهوك، رزكار صدقي، اليوم السبت، إن وجود مسلحي "العمال الكردستاني" أدى إلى إخلاء أكثر من 275 قرية، موضحا في إيجاز صحافي، أن عددا من مناطق مدينتي زاخو والعمادية تكاد تخلو من أهلها.
وأشار إلى وجود أخطار كبيرة تهدد حياة السكان المحليين نتيجة للقتال الذي تسبب به حزب "العمال الكردستاني" في مناطق بدهوك، مبينا أن سكان بعض القرى غير قادرين على العودة إلى مناطقهم بسبب المعارك. ولفت إلى أن بعض القرى التي يتواجد فيها "العمال الكردستاني" شهدت تناقصا مستمرا في عدد سكانها بسبب النزوح إلى المدن.
سكان بعض القرى غير قادرين على العودة إلى مناطقهم بسبب المعارك
عضو "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود البارزاني، كاميران هورامي، أوضح أن وجود مسلحي "العمال الكردستاني" بات بالآلاف في مناطق داخل العراق، وتحولوا لمصدر إرهاب جديد على المواطنين وسبب نزوح وعدم استقرار وإرباك أمني. وتابع قائلا في تصريح لـ "العربي الجديد": "على عكس إعلام الحزب الممول من بعض الدول فإن السكان بالمناطق التي يحتلها الحزب ضاقوا ذرعا بهم، لكنه يمارس إرهابا وتكميما للأفواه وخطفا واعتداء".
وأكد هورامي أن سلطات الإقليم تتحرك بشكل جدي من أجل وضع حد لاعتداءات "الكردستاني"، وخصوصا بعد أن بدأت تتسبب بمقتل وإصابة عناصر بقوات البيشمركة، مشددا على أن ذلك بدا واضحا من خلال الطلب الأخير الذي تقدمت به حكومة إقليم كردستان العراق للولايات المتحدة الأميركية، لنشر قواتها على حدود الإقليم مع سورية، للحيلولة دون تسلل مقاتلي "الكردستاني" قادمين من الأراضي السورية.
وأشار إلى أن تحرك إقليم كردستان العراق يتطلب التنسيق مع الحكومة الاتحادية في بغداد كون حزب "العمال الكردستاني" لا يزال يتسبب بتوتر أمني في مدينة سنجار بمحافظة نينوى (المتنازع عليها بين بغداد وأربيل)، مشيرا إلى أن مقاتلي الحزب لم يغادروا المدينة بشكل نهائي، على الرغم من تطبيق "اتفاق سنجار" المبرم بين بغداد وأربيل قبل شهرين، والذي أكد على إخراج "الكردستاني" والمليشيات الموالية له من المدينة.
تدهور الأوضاع في سنجار
وفي السياق، أكد مسؤول ملف سنجار في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، قادر قاجاغ، أن الأوضاع في سنجار تدهورت أكثر من السابق، موضحا في حديث لوسائل إعلام كردية أن القوات العراقية التي جاءت إلى المدينة لم تتمكن من تطبيع الأوضاع فيها، إذ ما زالت سنجار تعاني من فراغ أمني وإداري.
وبين أن فصائل بـ "الحشد الشعبي"، وحزب "العمال الكردستاني"، قاموا بجلب المزيد من المسلحين إلى سنجار، قائلا "لقد جلبوا المزيد من المسلحين إلى سنجار، وحاليا الأوضاع أكثر تدهورا، والفوضى تعم المدينة".
وأكد قاجاغ أن النازحين الذين عادوا أخيرا من إقليم كردستان العراق اضطروا للنزوح مجددا بسبب تدهور الأوضاع.
وبحسب تصريحات متكررة لمسؤولين في سنجار وإقليم كردستان العراق، فإن "العمال الكردستاني" لم يلتزم بتطبيق اتفاق سنجار الذي يقضي بخروجه من المدينة، على الرغم من تأكيد السلطات العراقية المتكرر على ضرورة خروج جميع القوات غير النظامية منها.
وأول من أمس الخميس، أكد قائد عمليات غرب نينوى بالجيش العراقي، اللواء جبار الطائي، توفير الحماية لـ 15 هدفا داخل سنجار، وتسيير دوريات للشرطة ومفارز للمرور في المدينة، موضحا أن اتفاق سنجار دخل حيز التنفيذ في الأول من الشهر الحالي.