اقتحم أنصار فصائل مسلحة تابعة لـ"الحشد الشعبي" العراقي، فجر اليوم الإثنين، مقراً رئيساً تابعاً للحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني وسط العاصمة بغداد، وحرقوا وحطموا محتوياته، على خلفية تصريحات مسيئة للمرجع الديني علي السيستاني من قبل الأكاديمي المقرب من الحزب نايف كردستاني.
وقالت مصادر محلية في بغداد، لـ "العربي الجديد"، إن العشرات من عناصر الفصائل المسلحة اقتحموا مقر الحزب في ساعة متأخرة من ليلة أمس، مرددين شعارات منددة بالقيادات الكردية وفي مقدمتها مسعود بارزاني، مشيرة إلى أنهم اعتبروا ذلك رد فعل على ما صرح به نايف كردستاني واعتبر إساءة لمرجعية النجف.
الشعب العراقي من داخل مقر البرزاني #الا_السيستاني pic.twitter.com/coUzfoTsY0
— كاظم (@kjk313h) March 27, 2022
وأعلنت حكومة إقليم كردستان اعتقال نايف كردستاني بسبب تغريدته المسيئة للسيستاني، قائلة في بيان الإثنين، إنه "بعدما نشر شخص باسم نايف كردستاني تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض فيها لموقع المرجعية المقدسة، قامت القوات الأمنية في إقليم كردستان وبأمر مباشر من وزير الداخلية بإلقاء القبض على المذكور وتسليمه للجهات القضائية لغرض اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه"، مشيرة إلى أن "حرية التعبير لا تعني التجرؤ والمساس بالرموز الدينية والوطنية".
وقدّم نايف كردستاني اعتذاراً قال فيه إن حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، تعرض للاختراق، موضحاً أنه غير مسؤول عن التغريدات المسيئة للمرجعية.
#توضيح
— Dr.Nayif Kurdistani (@Nayifkurdistani) March 27, 2022
إخواني الأعزاء صفحتي الشخصية قد تعرضت صفحتي للتهگير واستعدتها قبل قليل وأنا غير مسؤول عن كل ما ورد بخصوص التغريدات حول المرجعية .
ومن هنا أكرر الاعتذار للمرجعية الدينية في النجف الأشرف وهي خط أحمر
وحاول الحزب الديمقراطي الكردستاني النأي بنفسه عن الجدل الذي أثاره نايف، قائلاً في بيان: "لا يخفى على أحد أن قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، تكنّ كل الاحترام والتقدير لجميع المرجعيات الدينية الرشيدة ورجال الدين الإكرام، ويَنصح بشكل متواصل أعضاءه وكوادره بضرورة احترام جميع المرجعيات الإسلامية والديانات الأخرى".
وأوضح أن الشخص المعني في الأزمة: "ليست له أي علاقة او انتماء بالحزب الديمقراطي الكردستاني لا من قريب ولا من بعيد. وأن تغريدته تمثل رأيه الشخصي وليست له أية صلة بحزبنا الذي يؤمن إيماناً حقيقياً بالتعايش السلمي واحترام المعتقدات الدينية والمذهبية".
كما وجّه وزير الإعمار والإسكان السابق، القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، بنكين ريكاني، انتقادات لاذعة لنايف كردستاني، قائلاً أن "بعض الأشخاص لا يفقهون ما يقولونه ويتحدثون من أجل الاستعراض عسى أن ينتبه لهم أحد من المسؤولين ليمنحهم منصب أو مكافأة".
واحدة من مشاكلنا ..
— بنگين ريكاني Bangen Rekani (@BangenRe) March 27, 2022
التافهين واللوگية والجاهلين …
لايفقهون مايقولون ولامايغردون
مجرد كلام للواگة والاستعراض ولفت الانتباه عسى ان ينتبه اليهم احد المسؤولين ويمنحونهم منصب او مكافأة ..
اذا ماتفتهم لاتلغي ولاتستفز ..
كيف تريد ان يحترمك احد ولاتحترمهم ؟
ويأتي التطور بالتزامن مع استمرار حالة الاحتقان السياسي في بغداد، بعد يوم من فشل جلسة البرلمان بالتصويت على رئيس جديد للبلاد، في وقت تسعى الأطراف السياسية ضمن تحالف "إنقاذ وطن"، الذي يمثله التيار الصدري، وتحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى إتمام النصاب بالجلسة المرتقبة الأربعاء المقبل عبر إقناع نواب مستقلين وكتل صغيرة بالمشاركة فيها.
واعتبر الخبير بالشأن السياسي أحمد الحمداني، إضرام النار بمقر حزب البارزاني، بأنه انعكاس للأزمة السياسية الحالية. وأضاف لـ"العربي الجديد"، إن "أطراف الإطار التنسيقي ومن معها من فصائل مسلحة حاولت استغلال الموضوع من أجل ضرب تحالف الصدر مع البارزاني وإحراج الجميع".