حرب المسيّرات في أوكرانيا تدفع الجيوش الأخرى إلى التكيف مع استخدامها

14 يناير 2023
تخدم المسيرات أغراضاً متعددة (Getty)
+ الخط -

يظهر الدور غير المسبوق الذي أدته المسيّرات في أوكرانيا حيث أصبحت من العناصر الحاسمة في الحرب، وفقا لخبراء، الحاجة إلى تكييف الجيوش الحديثة معها سواء لجهة استخدامها أو لحماية نفسها منها.

وقال سامويل بينديت، من مركز "سي إن إيه" الأميركي للبحوث، لوكالة "فرانس برس"، إن ثمة "صراعات أخرى استخدمت فيها المسيّرات بكثافة"، كما حدث في سورية ضد تنظيم "داعش" أو في ليبيا. لكن "عدد المسيّرات ونطاق استخدامها في أوكرانيا يفوقان أي صراع آخر".

وأشار هذا المتخصص في الأسلحة المسيّرة إلى "الاستخدام غير المسبوق لمسيّرات تجارية" لعمليات المراقبة والاستطلاع وكذلك لعمليات قتالية في أوكرانيا.

واعتبر أن الحرب أظهرت أن المسيّرات الصغيرة "ضرورية لكل الوحدات على كل المستويات" موضحا "لأنه يمكن التضحية بها ودورة حياتها قصيرة، يجب تجهيز القوات بكميات كبيرة جدا" منها.

متوافرة بأسعار جيدة

أدت المسيّرات دورا رئيسيا في أوكرانيا منذ بداية الحرب. ضربت القوات الأوكرانية الجنود الروس بمسيّرات تركية من طراز "بيرقدار" عندما حاولوا السيطرة على كييف.

واستخدم الجيشان على نطاق واسع مسيّرات صغيرة لتحديد وتتبع تحركات العدو وأيضا لتوجيه نيران المدفعية. كذلك، يستخدم البلدان مسيّرات "انتحارية"، أي طائرات بدون طيار مفخخة تنفجر عند الاصطدام.

بالنسبة إلى لورين كان من مركز "كاونسل أون فورين ريلايشنز" الأميركي للبحوث، فإن الحرب في أوكرانيا تدور في وقت "تنضج الكثير من هذه التقنيات" وتصبح "متوافرة وبأسعار جيدة" مشيرة إلى أن هذا الأمر يسمح بإجراء المزيد من التجارب.

وأضافت كان، المتخصصة في تأثير التقنيات الناشئة على الأمن الدولي: "إنها قليلة الكلفة لدرجة أنها تُستخدم كأسلحة أقل قيمة".

وأشارت إلى أن المشكلة بالنسبة إلى بلد يتعرّض للهجوم هي عندما يكلف إسقاط مسيّرة أكثر من استخدامها، مستشهدة بمثال الضربات الروسية على البنى التحتية للكهرباء الأوكرانية باستخدام مسيّرات إيرانية الصنع.

الطائرات بدون طيار هذه كشفت عن قدرات مراقبة أكبر بكثير، إذ بات من الصعب إخفاء القوات عن أعين الأعداء

وتابعت: "أعتقد أن الطرق الفضلى والأكثر فعالية لمواجهة المسيّرات ستكون المرحلة التالية من التطوير" مشيرة إلى أنه سيكون من الضروري إيجاد حل "أرخص" يتوافق مع "السعر المنخفض للتكنولوجيا الهجومية".

دفاع إلكتروني

وسمحت الحرب في أوكرانيا باختبار تقنيات مضادة للمسيّرات خصوصا للولايات المتحدة التي زودت كييف بمروحة من الخيارات، من المدافع الرشاشة إلى المضادات الجوية.

وأوضح سامويل بينديت أن الدفاع الإلكتروني يؤدي أيضا دورا مهما بالنسبة إلى الطرفين المتحاربين.

وتابع: "يقول الروس والأوكرانيون علانية الآن إن هناك مناطق على الجبهة لا تستطيع مسيّراتهم العسكرية القيام بعمليات فيها، حيث يمكن التشويش على مسيّراتهم التجارية وتحييدها".

وإن كانت المسيّرات المفخخة هي التي أثارت الاهتمام، فإن الطائرات بدون طيار هذه كشفت عن قدرات مراقبة أكبر بكثير، إذ بات من الصعب إخفاء القوات عن أعين الأعداء.

أظهر الصراع أنه "من الضروري جدا أن يكون هناك أنظمة وتقنيات وتدريب" في الدفاع ضد المسيّرات، وفق بينديت.

وخلص إلى أن "العسكريين يجب أن يتكيفوا"، مضيفا: "عليهم أن يتكيفوا مع حقيقة أن أي طرف محارب في الوقت الحالي وفي الحروب المستقبلية قد يكون مزودا بأنواع المسيّرات التي نراها في أوكرانيا".

المساهمون