أطلق ناشطون فلسطينيون، بعد ظهر اليوم الجمعة، بالونات حارقة تجاه مستوطنات "غلاف غزة" في رسالة للاحتلال الإسرائيلي والوسطاء تزامناً مع استمرار التضييق على القطاع الذي لم يتوقف رغم وقف إطلاق النار في 21 مايو/ أيار الماضي بعد 11 يوماً من العدوان الإسرائيلي الواسع على القطاع.
وقال ناشطون وشهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إنّ نشطاء مسيرات العودة وكسر الحصار أطلقوا دفعات من البالونات الحارقة تجاه مستوطنات الغلاف إلى الشرق من جنوب ووسط قطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام الاحتلال أنّ 4 حرائق على الأقل حدثت في المجلس الإقليمي "أشكول" نتيجة البالونات الحارقة التي انطلقت من شرق القطاع.
ولم يعلن الناشطون والفعاليات رسمياً إطلاق البالونات الحارقة ولا الرسالة منها، لكن ما يفهم من هذا الأمر هو الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف التضييق على القطاع والعودة إلى تفاهمات ما بعد مسيرات العودة وكسر الحصار والتي شهدت حلحلة لأزمات القطاع.
ورغم انتهاء الحرب في 21 مايو الماضي إلا أنّ إعمار قطاع غزة لم يبدأ بعد، ولا يبدو أنه سيبدأ في وقت قريب، خاصة مع عدم قدرة الوسطاء على دفع الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بما جرى التفاهم عليه في أوقات سبقت العدوان الأخير.
ويتذرع الوسطاء، وفق معلومات "العربي الجديد"، بأنّ الحكومة الجديدة في إسرائيل غير جاهزة حالياً لتقديم أي "تسهيلات حقيقية" للقطاع، وتربط أي تقدم بملفات غزة الحياتية بالجنود والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة "حماس" في القطاع منذ ما بعد العدوان الواسع في 2014.
وترفض حركة "حماس" ربط ملف تبادل الأسرى بالأوضاع الحياتية والإعمار في غزة، وأرسلت عدة رسائل تؤكد فيها أنّ جولة التصعيد القادمة لن يطول انتظارها في ظل إصرار الاحتلال على التعاطي مع غزة بهذه الطريقة.
وغيّرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة من طريقة التعاطي مع البالونات الحارقة، إذ باتت تقصف مواقع للمقاومة بزعم الرد على إطلاق هذه البالونات بعكس ما كان سابقاً حيث كانت تسارع في "تلبية" طلبات القطاع وتخفيف التوتر والتهديد والتلويح بالتصعيد دون فعل عسكري.