حبس عمران خان 8 أيام على ذمة التحقيق بقضية الفساد

10 مايو 2023
كانت قد اندلعت مواجهات بين أنصار خان والشرطة بمختلف أنحاء البلاد عقب توقيفه (فرانس برس)
+ الخط -

قررت محكمة في باكستان، اليوم الأربعاء، حبس رئيس الوزراء السابق عمران خان لمدة 8 أيام على ذمة التحقيق في قضية فساد تعرف بـ"القادر ترست".

وقبلت المحكمة طلب الحبس الاحتياطي من قبل إدارة المحاسبة الوطنية في حق عمران خان، وأصدرت أمراً بتقديمه مرة أخرى إلى المحكمة في 17 مايو/أيار الحالي.

ووفقاً لأمر المحكمة، فقد سلم عمران خان إلى مكتب إدارة المحاسبة الوطنية في مدينة راولبندي.

ومثل عمران خان أمام محكمة خاصة داخل مقر قيادة الشرطة في العاصمة إسلام أباد، حيث استمع القاضي محمد بشير إلى مرافعات المحامين وإلى عمران خان، كما استدعيت إدارة المحاسبة الوطنية، قبل أن يصدر القرار بالحبس الاحتياطي لمدة ثمانية أيام في حق خان.

وكانت الحكومة الباكستانية قد أعلنت مثول عمران خان أمام محكمة إدارة المحاسبة الوطنية داخل مقر الشرطة في إسلام أباد، بدلاً من نقله إلى مقر المحكمة نظراً لحالة التوتر في البلاد.

وأوقفت الشرطة رئيس الوزراء السابق عمران خان، أمس الثلاثاء، أثناء مثوله أمام محكمة في العاصمة إسلام أباد، في إحدى القضايا العديدة التي تستهدفه منذ إزاحته عن السلطة في إبريل/ نيسان 2022.

وكان عمران خان قد حضر، الثلاثاء، أمام محكمة إسلام أباد، من أجل الحصول على الكفالة في قضايا عدة، فاعتقلته قوات الشرطة، ونقل بعدها إلى مكتب إدارة المحاسبة الوطنية في راولبندي.

وكان وزير الداخلية الباكستاني رانا ثناء الله خان قد أكد، في مؤتمر صحافي في إسلام أباد، عقب اعتقال خان، أنّ الأخير ضالع في الفساد، واعتُقِل في قضية "قدير تراست". وأشار إلى أنّ خان يعمل مع قوى مخالفة لسيادة باكستان، وهو مدعوم من قبل جهات خارجية.

واندلعت مواجهات بين أنصار عمران خان والشرطة في مختلف أنحاء البلاد، بما فيها العاصمة إسلام أباد عقب احتجاز خان، فيما هاجم محتجون غاضبون منزل قائد فيلق في الجيش في مدينة لاهور، مركز إقليم البنجاب، وحاول آخرون الدخول إلى مركز قيادة الجيش في مدينة راولبندي.

وهذه أول مرة يهاجم فيها المحتجون مقر قيادة الجيش ومقرات تتعلق بالمؤسسة العسكرية.

وقتل عشرات الأشخاص وأصيب عشرات آخرون بجراح جراء المواجهات، وكانت مدن بيشاور شمال غرب باكستان، وراولبندي المجاورة للعاصمة اسلام أباد، ولاهور عاصمة إقليم البنجاب، قد شهدت أنواعاً من العنف، حيث دخل المحتجون الغاضبون في راولبندي إلى مراكز الجيش الباكستاني، ومكاتب حكومية مختلفة، وأضرموا فيها النيران.

واندلعت المواجهات العنيفة بين المحتجين وقوات الأمن في مدينة راولبندي، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة عدد آخر بجراح. وأسفرت المواجهات في لاهور إلى إصابة العشرات، بينما قتل في بيشاور ستة أشخاص، وقال رئيس إذاعة باكستان، في بيشاور، طاهر حسين، إن المحتجين أحرقوا مقر إذاعة باكستان، وكانوا يطلقون النار بأسلحة رشاشة على قوات الأمن، موضحا أن قوات الأمن فشلت في التصدي لهم.

كذلك، شهدت مدن مختلفة في شمال غرب باكستان مواجهات بين أنصار خان و قوات الأمن، ما أدى إلى مقتل العديد وإصابة عشرات من الطرفين.

في الأثناء، أكد القيادي في "حزب الرابطة الإسلامية" الحاكم والمستشار الخاص لرئيس الوزراء شهباز شريف، عطاء تارر، أن مجموعات "إرهابية" من أنصار خان دخلت، لأول مرة في تاريخ باكستان، مقار الجيش وأحرقتها، ذلك علاوة على إحراق المكاتب الحكومية والسيارات والأملاك العامة.

كما أكد المسؤول، في مؤتمر صحافي في اسلام أباد، أن قوات الأمن الباكستانية سوف تتعامل بكل قوة مع من وصفهم بالـ"الإرهابيين" من أنصار عمران خان، متهما قيادات حزب عمران خان بأنها "تحرك الناس من أجل القيام بأعمال الشغب".

وأعلنت الحكومة الباكستانية نشر قوات الجيش في إقليمي البنجاب وخيبربختونخوا لإحلال الأمن فيهما، بعد أن خرجت الأمور عن سيطرة قوات الأمن.

وتعطلت الدراسة بشكل كامل في مختلف مناطق باكستان، كما تعطلت الحياة وأغلقت الأسواق بشكل كامل في معظم المدن الباكستانية.

واعتقلت الحكومة الباكستانية رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان بتهمة الفساد في قضية القدير تراست، لحظة مثوله أمام محكمة في باكستان.

وأثار ذلك قلقاً دولياً، فدعا وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والبريطاني جيمس كليفرلي، خلال مؤتمر صحافي مشترك في واشنطن، الثلاثاء، إلى احترام "سيادة القانون" في باكستان. وقال: "نريد أن نحرص على أنّ كل ما يحصل في باكستان يتماشى مع سيادة القانون، ومع الدستور".